الجارالله: الشأن الإفريقي لم يغب عن سياسة الكويت طوال العقود الماضية
افتتح أمس ورشة العمل السنوية الثانية عن تبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل بشأن كارثة الصومال التي ينظمها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية العون المباشر.
قال وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله ان الشأن الإفريقي لم يغب عن سياسة الكويت خلال العقود الماضية، مؤكدا حرصها الدائم على معالجة معوقات التنمية في افريقيا والمساهمة في وضع الحلول لمشكلاتها.
جاء ذلك في كلمة القاها الجار الله نيابة عن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح في افتتاح ورشة العمل السنوية الثانية عن تبادل المعلومات من اجل عمل إنساني أفضل بشأن كارثة الصومال التي ينظمها مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وجمعية العون المباشر وتستمر يومين. وذكر ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ادى دورا فعالا في تلك القارة حيث كان من اهم واجبات الكويت دعم القرن الافريقي عموما والصومال بشكل خاص لإنقاذ الملايين ممن يعانون الجفاف والجوع. وقال: "ان ذلك الامر يعد مسؤولية دولية وليس اسلامية وعربية فقط، والكويت كانت سباقة الى مد يد العون بتوجيهات سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد حيث خصص مجلس الوزراء 10 ملايين دولار وكلف جمعية الهلال الاحمر تسيير اسطول من الطائرات بهذا الشأن". تبرع كويتي وبين الجارالله ان الكويت استجابت لمؤتمر عقد في اديس ابابا اخيرا واعلن المنظمون من خلاله جمع 300 مليون دولار لمواجهة الكارثة، مبينا ان للكويت دورا في دعم التنمية حيث تقدم سمو امير البلاد بمبادرة انشاء صندوق للحياة الكريمة بقيمة 100 مليون دولار كما تبرعت الكويت بمبالغ كبيرة لعدة صناديق تنموية أخرى. من جهته، قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق في كلمته ان الهيئة ترى ان من اهم الواجبات حاليا ضرورة اتخاذ خطوات شراكة فعالة لدعم شعب الصومال ورفع حصار الفقر والمجاعة عنه. وشدد على ضرورة مساعدة الصومال على اعادة بناء البلاد وانقاذ ملايين الصوماليين المرضى والمشردين الذين يعانون الجفاف ويتساقطون موتى تحت وطأة الجوع والعطش، مضيفا ان اغاثة شعب الصومال مسؤولية دولية وليست عربية او إسلامية فقط. وذكر ان الاجتماع سيبحث سبل التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات الانسانية لمواجهة مخاطر المجاعة في القرن الافريقي في سياق الاعمال الجادة في مجال دعم جهود المنظمات الطوعية وتعزيز علاقاتها بالمؤسسات الدولية العاملة في الحقل الخيري والإنساني وفي مقدمتها الامم المتحدة من اجل مواجهة تحديات الفقر والمجاعة. إشادة بالمنظمات الخيرية من جانبها، قالت وكيلة الامين العام لتنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس "اننا نشاهد فلسطين وهي لا تزال محتلة كما نشاهد الصومال وهي تعاني المجاعة ونحاول السعي دائما لحماية الاوراح". واكدت اهمية الدور الذي تقوم به دول مجلس التعاون الخليجي في تطوير المنظمات الخيرية والتنسيق بين المنظمات والمؤسسات الانسانية لإيجاد نوع من التعاون الذي يمكننا من الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأرواح. ودعت الى مضاعفة الجهود وتبني نظام اغاثي انساني اكثر قوة، مضيفة ان أوروبا انشأت عددا كبيرا من المؤسسات المتخصصة في العمل الانساني في ما قدمت دولة الكويت الكثير من المساعدات للدول المنكوبة. وبدوره، قال الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني ان هذه المأساة الانسانية في القرن الافريقي كشفت عن المعدن الطيب للانسان الاصيل وبرهنت على ان التكاتف ونصرة الضعيف هو حال جميع الشعوب الخيرة. وذكر ان دول مجلس التعاون الخليجي اخذت على عاتقها تقديم المساعدات بسخاء ودون تحفظ وهي من سارعت الى مد جسور المساعدات الى دول القرن الافريقي للمساعدة في تخفيف الازمة الانسانية التي تتوحد لها تلك الدول. ولفت الزياني إلى ان دول مجلس التعاون تتطلع الى جهود دولية اكبر لمواجهة الازمات التي تتعرض لها دول العالم ليس لمواجهتها فحسب بل للحد من آثارها قبل وقوعها وايجاد آليات وصول تلك المساعدات الى مستحقيها وتبادل الخبرات والمعرفة بين المؤسسات الخيرية الحكومية والاهلية لتقديم العون الفعال. شراكة إنسانية من جانبها، قالت مديرة ادارة الصحة والمساعدات الانسانية ومسؤولة الامانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب في جامعة الدول العربية ليلى نجم ان هذا الاجتماع يؤكد اقتناع المنظمات الدولية بأهمية الشراكة في مجال العمل الإنساني. واشارت الى مسارعة الامم المتحدة بتوجيه نداء انساني للمنظمات الانسانية في الدول العربية لاغاثة الصومال وسرعة تنسيق الجهود مع الامم المتحدة مبينة ان الجامعة العربية تستعد لعقد اجتماع لجنة الصومال لمناقشة الازمة سياسيا ووضع خطة لمواجهة آثار كارثة الجفاف. من جهته، اكد الامين العام المساعد للشؤون الانسانية في منظمة المؤتمر الاسلامي عطاء المنان بخيت اهمية الاجتماع الذي يحمل دلالة مهمة "فهو يقام في الكويت البلد صاحب اكبر دعم انساني في بداية كارثة الصومال التي شكلت بحق اختبارا للضمير العالمي"، داعيا الى ان تكون الصومال النموذج العملي لشراكة تنقذ الارواح. إلى ذلك، قال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر د. عبدالرحمن المحيلان ان الجمعية انشئت قبل 30 عاما وكرست جهودها لتطوير المجتمعات الافريقية وتمكنت من افتتاح 28 مكتبا في افريقيا و3 جامعات. واشار الى ضرورة توفير الدعم الغذائي للمحتاجين والوصول إليهم قبل وفاتهم مهما تطلب ذلك من جهود سياسية، داعيا الى شراكة لاقامة مشاريع تعليمية بين المانحين والمؤسسات المدنية لاخراج المجتمعات الافريقية من موقع المتلقي والمستفيد الى موقع المشارك.