الحكومة: رغم مرارة أحداث العديلية فإنها لن تمس الديمقراطية

مرشحون: نستنكر الإساءة لـ «مطير» وعلى الحكومة تحمل مسؤولياتها

بعد تصريحات المرشح محمد الجويهل التي حملت إساءات بالغة لقبيلة «مطير»، طالب عدد من المرشحين رئيس الوزراء بالانتصار للوحدة الوطنية ومحاسبة من أساء إلى قبيلة تعد من أعرق القبائل في الكويت.

عقد مجلس الوزراء اجتماعاً استثنائياً أمس في قصر السيف برئاسة سمو الشيخ جابر المبارك، خصص لمناقشة الأحداث التي شهدها أحد المقار الانتخابية في منطقة العديلية مساء أمس الأول، وتداعياتها.

وعقب الاجتماع، صرح الناطق الرسمي للحكومة وزير العدل وزير التربية والتعليم العالي أحمد المليفي بأن مجلس الوزراء أصدر البيان التالي:

«تابع مجلس الوزراء بقلق واستياء بالغين الأحداث المؤسفة التي شهدها أحد المقار الانتخابية مساء الأمس (الأول) اثر ما تلفظ به أحد المرشحين من عبارات تنطوي على مساس مرفوض بشرائح المجتمع الكويتي ومكوناته، وما تلي ذلك من ردود فعل قام بها البعض تخرج عن اطار القانون وأحكامه وتشكل حالة من الفوضى التي تهدد أمن وسلامة الوطن والمواطنين.

وإذ نرفض ونستهجن جميعاً ككويتيين مثل هذه الممارسات العبثية التي تكدر صفو أجواء الحرية والديمقراطية التي ننعم بها هذه الأيام، وتهدم ركائز وحدتنا الوطنية وتجافي قيمنا الأصيلة وثوابتنا الوطنية التي توارثناها عبر الأجيال المتعاقبة، ونحرص على الحفاظ عليها وتعزيزها لتظل سياجا حصينا لكويتنا الغالية وأهلها الأوفياء، وهو الأمر الذي طالما حذر منه حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه ودعا الى نبذه والتمسك بكل ما يحقق وحدة الصف والكلمة، فان مجلس الوزراء لن يتوانى عن اتخاذ أي اجراء في مواجهة أي مساس بوحدتنا الوطنية والاساءة الى أي شريحة من شرائح المجتمع الكويتي ومكوناته، مؤكدا أن ممارسة الحرية لا تسمح بالتعدي على كرامة الآخرين وأن التعامل مع أي تجاوز لهذه الحرية لا يكون الا بالاحتكام الى القانون واحترام سيادته وليس بردود الفعل الانفعالية واشاعة الفوضى والتخريب وترويع الآمنين. فالكويت دولة قانون ومؤسسات ولا سيادة لأحد على القانون الذي يسري على الجميع بلا استثناء.

وانطلاقا مما تقدم، فقد كلف مجلس الوزراء الجهات المعنية، وعلى وجه الخصوص وزارتا الداخلية والاعلام، باتخاذ الاجراءات القانونية لمواجهة كل مظاهر الخروج على أحكام القانون واشاعة الفوضى والاخلال بالأمن العام واحالة هذه الوقائع والمسؤولين عنها الى جهات التحقيق المختصة.

وفي هذا الصدد، فان مجلس الوزراء يؤكد أن مثل هذه الممارسات على سوئها ومرارتها فإنها لن تمس ايماننا الثابت بالنهج الديمقراطي الذي نفتخر به ونعتز ولا ثوابتنا الوطنية، ويدعو المجلس الأخوة المرشحين والمواطنين ووسائل الاعلام المختلفة الى الالتزام بحدود الحرية المسؤولة، التي تعكس الوجه الحضاري للكويت وتشكل اضافة محمودة للممارسة الديمقراطية وتحترم الرأي والرأي الآخر، وتجسد روح التسامح وتسعى إلى تكريس الرأي العام المستنير، وقبل كل ذلك تحافظ على الوحدة الوطنية وتصون الأمن الوطني وتدعم أركانه ومقوماته، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ كويتنا الغالية وأهلها الأوفياء من كل سوء ومكروه بقيادة حضرة صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين».

فزعة قام بها عدد كبير من مرشحي انتخابات مجلس الأمة 2012، مع أبناء قبيلة مطير، مستنكرين الاساءات التي تعرض لها ابناء القبيلة من قبل مرشح الدائرة الثالثة محمد الجويهل، وطالب المرشحون في تصريحاتهم رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك بتحمل مسؤولياته واتخاذ الاجراءات اللازمة تجاه من اساء لقبيلة مطير، معتبرين ان الاساءة لمطير اساءة لكل قبائل الكويت.

وفي هذا السياق، قال مرشح الدائرة الثالثة النائب السابق أحمد السعدون "لقد بلغ السيل الزبى ووصل الامر اقصى مدى من تطاول قبيح، مقصود منه إشعال نار الفتنة وضرب الوحدة الوطنية، ولم تكن الإساءة التي وجهت الى قبيلة مطير الكريمة موجهة لها وحدها وانما هي موجهة الى كافة مكونات الشعب الكويتي، الذي اثبت في جميع اوقات المحن والشدائد انه جسد ومكون واحد". وأضاف السعدون في تصريح له "وليس من المقبول ان يلوذ رئيس مجلس الوزراء وحكومته بالصمت ولم يعد كافيا ان تتخذ الإجراءات الفورية ضد من صدر منه هذا التطاول القبيح فقط وانما يجب ان تمتد هذه الإجراءات لتشمل كل من موله ووقف وراءه وشجعه على إثارة الفتنة وضرب الوحدة الوطنية وحماه كائنا من كان هؤلاء".

«حمران النواظر»

الى ذلك، استنكر النائب السابق مرشح الدائرة الرابعة شعيب المويزري ما حدث من تهجم وتجريح لابناء قبيلة مطير على لسان المرشح محمد الجويهل، مشيرا الى ان "الوقفة مع حمران النواظر ما هي رفعة عقال بل موقف رجال وما راح نسكت وراح نذهب معهم الى ابعد الحدود".

وعقب حضوره الاجتماع الطارئ الذي عقده عدد من المرشحين في ديوان النائب السابق مبارك الوعلان، قال المويزري للحشود الغاضبة من سب الجويهل لقبيلتهم مطير، "اننا نرفض المساس بقبائل الكويت جميعا ومن يغلط على مطير حمران النواظر، يغلط علينا، ومن يمسهم يمسنا"، وخاطب المويزري ابناء مطير قائلا: "انتم اخوانا واهلنا ما ننتظر شكرا اوتصفيقا، هذا واجب علينا".

للتغيير إرادة

في السياق ذاته، شن عضو قائمة "للتغيير ارادة" مرشح الدائرة الخامسة فهد الدوسري هجوما لاذعا على الحكومة لوقوفها متفرجة أمام الذي اساء الى القبائل الكويتية، وليس فقط لقبيلة مطير، معلنا تأجيل الندوة التي كان مزمعا اقامتها مساء اليوم بمقر القائمة بمنطقة صباح السالم، والذهاب الى مقر النائب السابق مسلم البراك هو واعضاء القائمة، تضامنا مع قبيلة مطير، ولبحث الاجراءات التي سيتم اتخاذها.

وتعهد الدوسري باستخدام كافة الادوات الدستورية تجاه رئيس الوزراء ومحاسبته "اذا لم يتحمل مسؤولياته ويتخذ قرارا حازما ينتصر فيه لوحدتنا الوطنية ضد من اساء لأبناء القبائل، ويضرب نسيجنا الاجتماعي، وموافقتهم على اي اجراء يتم اتخاذه في اجتماع اليوم"، مؤكدا ان هذا الموقف هو موقف كل اعضاء قائمة "للتغيير ارادة".

أمر مرفوض

من جهته، رفض مرشح الدائرة الخامسة عايض نايف العتيبي ما تعرضت اليه قبيلة مطير من اعتداء وسب وشتم من قبل مرشح في الدائرة الثالثة، مشيرا الى ان "هذا الامر مرفوض ولا يمكن قبوله تحت اية ذريعة وعلى الحكومة ان تقوم باجراءات فورية لتطبيق القانون بحق من اساء لقبيلة كريمة وعزيزة تشكل مكونا من اهم مكونات المجتمع الكويتي".

كلنا مطير

وأكد مرشح الدائرة الخامسة ماضي الهاجري ان «الاساءة التي وجهت الى قبيلة مطير الكريمة هي اساءة موجهة الى كافة مكونات الشعب الكويتي»، مشيرا الى انه لم يعد من المقبول سكوت الحكومة عما يجري مضيفا «نقول للحكومة نحن كلنا مطير».

التحرك السريع

وشجب مرشح الدائرة الرابعة مبارك الحجرف ما تعرضت له قبيلة مطير من سب وشتم امس الاول مطالبا وزير الداخلية بالتحرك السريع لوأد الفتنة في مهدها "وتطبيق القانون على من اساء للقبيلة الكريمة ولاثنين من ابنائها يحتلان مكانة وقدرا كبيرا في نفوسنا ونفوس قبيلتهم العزيزة".

واكد الحجرف ان "هذا النوع من الخطاب العدائي العنصري الذي يؤدي الى الحقد والكراهية ضد مكونات المجتمع مرفوض ولايؤدي الا الى المزيد من التفرقة واثارة الفتنة وتمزيق وحدة المجتمع وشرذمته وخلق نوع من الاصطفافات العرقية والقبلية والطائفية".

خط أحمر

في وقت، أكد مرشح الدائرة الرابعة النائب السابق عسكر العنزي أن "الوحدة الوطنية خط أحمر، لان استقرار المجتمع وأمنه هما السبيل الوحيد لتحقيق التنمية والتقدم والرقي في جميع المجالات"، محذرا من أن الفترة الأخيرة شهدت أحداثاً دخيلة على مجتمعنا الصغير المتماسك.

وقال عسكر في تصريح صحافي: "لا نقبل الإساءة لإخواننا من قبيلة مطير العزيزة، ويجب محاسبة من يقسمون الشعب، ويشيعون ثقافة السب وخطاب الكراهية"، محذرا من أن الظروف والأحداث التي تمر فيها المنطقة المحيطة بالكويت تتطلب من الجميع التكاتف والتعاون في هذه الأوقات الحرجة والبعد عن التأجيج الطائفي والقبلي حفاظا على الوحدة الوطنية التي تميزت بها الكويت في الماضي والحاضر.

إجراء سريع وعاجل

أما مرشح الدائرة الرابعة محمد الخليفة، فاكد أن الحكومة مطالبة باتخاذ إجراء سريع وعاجل تجاه من أساء لقبائل الكويت وضرب الوحدة الوطنية حتى لا يحصل ما لا يحمد عقباه.

وفي السياق وجه مرشح الدائرة الرابعة النائب السابق ضيف الله بورمية رسالة الى رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، قال فيها "إذا لم تتخذ إجراءاتك القانونية تجاه الجاهل قسماً بالله لن نتركك تهنأ بكرسيك وسنجعلك ضحية هذا الساقط وإن غداً لناظره لقريب".

كما أرسل مرشح الدائرة الخامسة د. خالد شخير رسالة الى أبناء الأسرة، جاء فيها: "بدلاً من صناعة جاهل أو جويهل عليكم بقراءة التاريخ فالأمم والدول تبدأ بالانهيار، عندما يفلس ويفسد أبناء النظام فيها وها أنتم تضعون أنفسكم على حافة الهاوية عندما تفككون المجتمع بطرح حاجز السور بين أبناء المجتمع، وإذا لم يتم إسكات كلابكم التي تنبح فلا يلومن أحدكم إلا نفسه ألا هل بلغت اللهم فاشهد".

بينما، قال مرشح الدائرة الرابعة ماجد موسى من مقر الجويهل بعد حرق المقر، "على وزير الداخلية نزع فتيل المشكلة بإلقاء القبض على الجويهل لتعديه على قبيلة مطير ومحاسبة قيادي وزارته وعلى رأسهم محافظ الفروانية لحضوره ندوة الجويهل".