رشوان توفيق: التكنولوجيا أبعدتنا عن عبادة الله

نشر في 30-08-2011 | 22:01
آخر تحديث 30-08-2011 | 22:01
«أستعدّ لرمضان قبل أن يبدأ»... هكذا بدأ الحاج رشوان توفيق كلامه لـ«الجريدة» مؤكداً حرصه الدائم على تقرّبه إلى الله.

 عن برنامجه اليومي في شهر رمضان وذكريات الطفولة مع الصيام كان اللقاء التالي معه.

ماذا يعني لك شهر رمضان؟

لهذا الشهر قيمة خاصة عندي لأنه أفضل أيام العام، فأنا أنتظره منذ بداية رجب وأستعدّ له بقراءة القرآن الكريم ومحاولة ختمه قبل أن يبدأ، علينا أن نتقرّب خلاله إلى الله، لذلك أدعوه سبحانه وتعالى، الذي منّ عليّ بنعمة الالتزام، ألا يحرمنا من متعة الصيام وحسن طاعته.

كيف تمضي نهارك في شهر الصوم؟

أبدأ يومي في الحادية عشرة صباحاً أو مع آذان الظهر لأصلّي، ثم أتابع البرامج والمسلسلات التي أختارها إلى أن يؤذن آذان العصر، فأنزل إلى الجامع لأؤدي صلاة الجماعة التي ألتزم بها حينما تتاح لي الظروف، إلى جانب قراءتي لما تيسّر من السور القرآنية حتى آذان المغرب وموعد الإفطار.

ماذا عن الإفطار؟

يشكّل فرصة لاجتماع أفراد الأسرة، الذين ينشغلون طوال العام في أعمالهم، حول مائدة واحدة، لذلك لست من مشجّعي الإفطار خارج المنزل، لأنه قد يفقدنا روح «اللمة العائلية»، إلا أنني لا أحبّ الطعام الدسم، لأنه يبعث الخمول والكسل ويجعلنا غير قادرين على إكمال اليوم بنشاط.

كيف تمضي ليل رمضان؟

بعد الإفطار أستعدّ لأداء باقي العبادات وهي صلاة التراويح ثم قيام الليل والتهجد لأدعو الله أن يغفر لنا ذنوبنا ويتقبّل منا سجودنا وركوعنا، وأن يحفظنا في رحاب طاعته ما دمنا على قيد الحياة، وبعد ذلك أسهر حتى السحور وصلاة الفجر.

متى بدأت الصيام؟

في الرابعة عشرة من عمري، ولم تكن لديَّ القدرة على استكمال اليوم حتى المغرب فكنت أصوم حتى الظهر، ربما يرجع ذلك إلى أننا كنا نصوم في فصل الصيف وفي عزّ الحرّ الشديد، ومع أن رمضان يأتي في الصيف في الأعوام الأخيرة، إلا أن أحفادي لديهم قدرة على الصيام ما يعني اختلاف قوّة تحمّل الأجيال الجديدة عن جيلي.

أذكر لنا موقفاً تعرّضت له في شهر رمضان.

لديَّ مواقف رمضانية مؤلمة، ففي إحدى السنوات التي جاء فيها رمضان في أغسطس أي في «عز الصيف»، كما يقولون، كنت في السعودية في طريقي من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة برفقة زوجتي واثنين من أصدقائي، ولم تكن السيارة التي استقليناها مكيّفة فيما الشمس تحرقنا بلهيبها حتى بات من الصعب علينا الاحتمال، لذا أحضرنا فوطة مبللة بالمياه ومسحنا بها وجوهنا.

ما رأيك في استخدام الفوانيس كرمز لشهر الصيام؟

لا يوجد إنسان على وجه الأرض، مهما كان عمره ومركزه الاجتماعي، لا يهوى الفوانيس. اعتاد والدي شراءها لي ولإخوتي قبل بداية الشهر، واليوم أكمل مسيرته فأشتريها لأحفادي وبعد الإفطار ألعب معهم بها، فهم يفرحون بأشكالها المتنوعة وأنوارها الملونة، لا سيما عندما نطفئ أنوار المنزل، أكثر من اللعب الأخرى كالقطار الذي يغني أثناء سيره...

كيف ترى تقدّم صناعة الفوانيس؟

قديماً كانت ثمة فوانيس نطلق عليها «فوانيس الشمعة» وهي الشكل النموذجي المعتاد الذي يظل الأفضل على رغم التطور الذي حدث في صناعته، والدليل أن الناس يشترونها في أحجام كبيرة ليعلقوها في الشارع إلى جانب الزينة المختلفة، في إشارة منهم إلى تمسّكهم بالتراث على رغم أنه أصبح أحد رموز العهد الماضي.

هل يختلف رمضان في الماضي عنه اليوم؟

بالطبع ثمة اختلاف وهو واضح، فمثلاً عام 1952 لم يكن التلفزيون يعمل 24 ساعة وكذلك الإذاعة، فكان اليوم في رمضان طويلاً وتخلو الشوارع من الناس، لأنهم كانوا يجتمعون في بيوت أقاربهم للاحتفال بالشهر الكريم.

أما في هذه الأيام فالحياة صعبة، خصوصاً مع التطوّر وظهور الأقمار الصناعية والهاتف المحمول والكمبيوتر والإنترنت وغيرها من الوسائل التكنولوجية والترفيهية الحديثة التي استحوذت على حياتنا، وأصبحنا نكره  التجمعات ولم يعد لدينا وقت للعبادة، وهذا ما يحزنني، فهذا التطور كلّه فضل من الله عزّ وجلّ، فكيف يكون شكرنا له ببعدنا عنه؟

هل أنت أحد محبذي استكمال تصوير الأعمال الفنية في رمضان؟

لا يوجد فنان يحبّذ الاستمرار في عمله وهو صائم، كذلك يحرص فريق العمل في أي مسلسل على الانتهاء قبل رمضان شرط الالتزام بالمواعيد، لكن في أوقات كثيرة نضطر الى ذلك وقد نصوّر الحلقة الثلاثين في صباح اليوم الذي تُعرض فيه على شاشة التلفزيون في حوالى الخامسة فجراً، لضيق الوقت ثم تبثّ إلى العالم العربي عبر الأقمار الصناعية.

ماذا عن ذكرياتك الرمضانية أثناء العمل؟

لديَّ مواقف كثيرة، لأن غالبية أعمالي الرمضانية كان يستمرّ التصوير فيها خلال الشهر الكريم منها مثلاً المشقة التي تكبدناها في مسلسل «محمد» (صلعم)، إذ فرضت علينا طبيعة العمل التصوير في الصحراء في عز الصيف، وكنا نتحمل هذه المشقة للحاق بالماراثون الرمضاني.

back to top