آلاف السوريين يتظاهرون لأجل باباعمرو... والأمن يواصل القتل
رغم التصعيد العسكري الذي تقوم به القوات الموالية للنظام السوري، خرج مئات آلاف السوريين أمس في تظاهرات معارضة دعماً لحي باباعمرو في حمص، في وقت واصلت قوات الأمن الموالية للنظام حصد عشرات القتلى من المدنيين، بينما دعا المجلس الوطني المعارض إلى تسليح "الجيش الحر" إذا أصر الأسد على الاحتفاظ بالسلطة.
تظاهر مئات الآلاف من السوريين اليوم في مناطق عدة من سورية في ما أطلق عليه ناشطون معارضون اسم "سننتفض لأجلك باباعمرو"، تضامناً مع هذا الحي في مدينة حمص الذي يشهد قصفاً للقوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد منذ ثلاثة أسابيع، متحدين التصعيد العسكري المتواصل منذ أسابيع تحت عنوان "الحسم العسكري" الذي يهدف إلى إخماد الانتفاضة الشعبية المطالبة برحيل الأسد ونظامه بالقوة.
وخرجت تظاهرات معارضة في محافظات حمص ودرعا وإدلب وحماة واريافها إلى جانب محافظة ريف دمشق والعاصمة، التي شهدت تظاهرات محدودة في وقت شاركت حلب بكثافة في التظاهرات خصوصا في أحياء الكلاسة والسكري والمشهد.وتعاملت قوات الأمن الموالية للنظام كعاداتها بالرصاص الحي مع التظاهرات، ما أسفر عن مقتل 60 شخصاً على الأقل، في وقت خاض "الجيش السوري الحر" معارك عنيفة مع قوات النظام في عدة مناطق، خصوصا في الحي القديم في حمص وفي ريف درعا."المجلس الوطني"وفي موازاة الأوضاع الميدانية، انعقد اجتماع "أصدقاء سورية" في تونس بحضور ممثلي أكثر من 70 دولة، وسط تفاؤل من قبل المعارضة السورية بالبيان الحازم الذي من المتوقع أن يصدر عن الاجتماع.وقبيل الاجتماع، دعا المجلس الوطني السوري مجموعة "أصدقاء سورية" إلى تسليح "الجيش السوري الحر"، وكذلك تسليح "كل أشكال المقاومة الشعبية" الأخرى للنظام.وقال المجلس في بيان يضم مطالب من 7 نقاط قدمه للمجموعة الدولية، إنه إذا لم يقبل النظام بنود المبادرة السياسية التي وضعتها جامعة الدول العربية ويوقف العنف ضد المدنيين، فإن مجموعة "أصدقاء سورية" يجب ألا تمنع الدول من مساعدة المعارضة السورية عن طريق توفير المستشارين العسكريين والتدريب وتقديم الأسلحة للمعارضة للدفاع عن نفسها.جاء ذلك، في وقت صرح مصدر بالمعارضة السورية بأن دولا غربية ودولا أخرى تغض الطرف عن مشتريات سلاح يقوم بها معارضون سوريون في الخارج. وقال المصدر إن معارضين في الخارج يهربون بالفعل أسلحة خفيفة وأجهزة اتصالات ونظارات للرؤية الليلة للمعارضين داخل سورية، وأضاف أن مؤيدي المعارضة يحاولون أيضا إيجاد سبل لتزويد "الجيش السوري الحر" بأسلحة مضادة للطائرات وللدبابات. وتابع أنه تجري اتصالات أيضا لإيجاد وسيلة لإدخال ضباط سوريين متقاعدين إلى البلاد، لتقديم المشورة في محاولة لتنسيق العمل بين مقاتلي المعارضة.المرزوقيمن ناحيته، فال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الذي تستضيف بلاده مؤتمر "أصدقاء سورية"، إن الصين أصبحت مستعدة لتغيير موقفها حيال سورية، ودعا إلى تكثيف الضغوط على روسيا. وقال المرزوقي في مقابلة مع شبكة (سكاي نيوز) اليوم: "علينا أن نواصل الضغوط أيضاً على أصدقائنا الروس، لأن هناك بالفعل دلائل على أن الصين صارت مستعدة لتغيير موقفها" حيال سورية.وأضاف أن العالم "لم يعد قادراً على الوقوف موقف المتفرج على المجازر"، ودعا إلى مواصلة الضغوط السياسية على النظام السوري.ورأى أن أفضل طريقة التحرك باتجاه ما وصفه بـ"حل على الطريقة اليمنية"، يتم بموجبه منح الحصانة للأسد من الملاحقة القضائية وتشجيعه على مغادرة البلاد، على غرار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.وقال الرئيس التونسي "هناك مؤشرات على أن الضغوط على الرئيس الأسد قاسية جداً وباتت نهاية نظامه قريبة، لكنه لا يريد أن ينتهي به الأمر مثل (الزعيم الليبي الراحل معمّر) القذافي، وستكون روسيا المفتاح لإقناعه".عنانإلى ذلك، دعا الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان اليوم غداة تعيينه مساء أمس مبعوثاً مشتركاً للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة في سورية، جميع الأطراف في الأزمة السورية إلى التعاون معه في مهمته، مؤكدا تصميمه على انهاء العنف وتجاوزات حقوق الإنسان و"التوصل إلى حل سلمي للازمة السورية".وعند إعلان تعيين انان مبعوثا لسورية، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان مشترك انهما "ممتنان لعنان لقبوله هذه المهمة الهامة في هذا الوقت الحرج الذي يمر به الشعب السوري". ورحبت كل من الصين وروسيا اللتين لا تزالان تبديان دعمهما للأسد بهذه الخطوة.الاستفتاءفي سياق آخر، وقبل يومين من الاستفتاء الذي دعا الأسد الى إجرائه على الدستور الجديد، قال وزير الإعلام السوري عدنان محمود: "إنها المرة الأولى التي تكتفي فيها الرسائل بدعوة المواطنين إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع بدون حثهم على التصويت لمصلحة الدستور"، لكن المعارضين دعوا إلى عدم المشاركة في الاقتراع ووقف العمل.وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان "ندعو إلى مقاطعة هذا الاستفتاء، لأن النظام يسعى الى إخفاء جرائمه عن طريقه"، وأضافوا "ندعو إلى إضراب عام الأحد في جميع انحاء البلاد".