النرويج: 92 قتيلاً في 11 سبتمبر مسيحي
يميني متطرف هاجم مخيماً لـ «الشبيبة العمالية» بعد تفجيره قنبلة أوسلوتوالت الإدانات من جميع دول العالم للحادثين الإرهابيين اللذين شهدتهما النرويج أمس الأول وأسفرا عن مقتل 92 شخصاً بحسب آخر حصيلة أعلنتها وكالات الأنباء العالمية، في أعنف حادث تشهده البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
واستجوبت الشرطة النرويجية أمس اندريس بيرنغ بريفيك الذي يشتبه في أنه نفذ الاعتداءين. وبحسب التحقيقات الأولية، فإن المشتبه فيه نفذ الاعتداء بالقنبلة في الحي الحكومي وسط أوسلو، ثم توجه إلى جزيرة أوتاي حيث فتح النار على المشاركين في مخيم صيفي لـ"الشبيبة العمالية" التابعة للحزب الحاكم في البلاد.وقال المسؤول في الشرطة روجر أندرسن إن المشتبه فيه نرويجي الجنسية والأصل، ويبلغ من العمر 32 عاماً، وهو "أصولي مسيحي تميل آراؤه السياسية إلى اليمين".وأعلن "الحزب التقدمي" أن المشتبه فيه هو عضو في هذا التشكيل اليميني الشعبوي وحركته الشبابية.وقالت متحدثة باسم الشرطة إنه "تأكد مقتل 85 شخصاً من جراء إطلاق النيران في جزيرة أوتاي"، في حين قتل سبعة في انفجار القنبلة وسط العاصمة.وأعلنت شركة للمستلزمات الزراعية أمس أن بيرنغ بريفيك اشترى ستة أطنان من الأسمدة في مايو الماضي، علماً أن بعض أنواع الأسمدة الزراعية يستخدم في صنع المتفجرات.وتفقد ملك النرويج هارالد الخامس وزوجته الملكة سونيا وولي العهد الأمير هاكون أمس الناجين من إطلاق النار في أوتاي في الفندق الذي يقيمون فيه في الجزيرة. وزار الفندق أيضاً رئيس الوزراء النرويجي يانس ستولتنبرغ، واعتقلت الشرطة خلال وجوده في الفندق شاباً يحمل سكيناً في جيبه، زعم لاحقاً أنه يحمله لأنه لا يشعر بأنه في أمان.ووصف ستولتنبرغ ما جرى بأنه "مأساة وطنية"، وأكد أن مسؤولين نرويجيين يعملون مع وكالات استخبارات أجنبية لمعرفة هل هناك أي تورط دولي في الحادث.وفجر أمس أعلنت شرطة أوسلو أن قوات الجيش والشرطة ستشدد التدابير الأمنية حول المباني والمؤسسات الحساسة التي يحتمل أن تتعرض لتهديدات.ووسط الذعر المطبق، روى بعض الناجين من إطلاق النار في مخيم "الشبيبة العمالية" أن منفذ الاعتداء كان يرتدي زي الشرطة، ودعا المشاركين إلى التجمع حوله لإبلاغهم "نبأً هاماً"، ثم فتح النار مدة تزيد على 45 دقيقة قبل أن تصل فرقة التدخل السريع.وروى بعضهم أنه تظاهر بالموت لينجو من إطلاق النار، في حين نجا آخرون مصادفة، وهرب بعضهم عبر الغابات القريبة.ومن بين الناجين من المجزرة مسؤول قطاع الجامعات في منظمة "الشباب التقدمي" التابعة للحزب "التقدمي الاشتراكي" اللبناني باسل العود الذي روى قائلاً: "عند لحظة الهجوم على المخيم من قبل أحد الأشخاص كنت موجوداً في إحدى الغرف، وعندما سمعت إطلاق النار نظرت من النافذة فرأيت شخصاً يرتدي بزة شرطة ويقوم بإطلاق النار من رشاشين على المشاركين في المخيم، فأسرعت بالخروج من غرفتي وهربت مع آخرين عبر الغابات المحيطة إلى نهر قريب، فرمينا بأنفسنا فيه إلى أن وصلنا سباحة إلى أحد القوارب السياحية وتمكنا من النجاة".(أوسلو - أ ف ب، أ ب، رويترز،د ب أ، يو بي آي)