حرب استنزاف

نشر في 05-09-2011
آخر تحديث 05-09-2011 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي    ترى ماذا تبقى من شعار «القيادة فن... وذوق... وأخلاق»؟ إنه لم ينته ويتلاشى فقط، بل انعكس الواقع إلى ضده، ولنا أن نتساءل: إلى متى يترك المجال لحفنة من المستهترين تتلاعب بأرواحنا؟ وإلى متى السكوت ونحن نرى هذه الدماء تسيل في شوارع الكويت وكأننا في حرب استنزاف، فأصبح من النادر أن ترى شارعاً يخلو من بقايا مركبات محطمة؟!

في سبعينيات القرن الماضي أصدرت وزارة الداخلية في الكويت شعاراً جميلاً مفاده أن "القيادة فن... وذوق... وأخلاق"، ترى ماذا تبقى من هذا الشعار؟ إنه لم ينته ويتلاشى فقط، بل انعكس الواقع إلى ضده، فالفن أصبح جنونا في السرعة والالتفاف بين السيارات بسرعة جنونية وبطريقة فيها الكثير من الاستهتار بأرواح الناس، أما الذوق فغدا يتمثل بكيفية القفز فوق الرصيف واستخدام حارات الأمان لتخطي الآخرين من دون وجه حق بسرعة تثير الغبار والحصى المتطاير وذلك استخفاف بمشاعر الناس.

أما الأخلاق فحدّث ولا حرج، ولنا أن نتساءل: إلى متى يترك المجال لحفنة من المستهترين تتلاعب بأرواحنا؟ وإلى متى السكوت ونحن نرى هذه الدماء تسيل في شوارع الكويت وكأننا في حرب استنزاف، فأصبح من النادر أن ترى شارعاً يخلو من بقايا مركبات محطمة؟! ولكم هو مؤلم عندما تقرأ في صفحة الوفيات أسماء شباب لم تتجاوز أعمارهم العشرينيات.

ولي رسالة موجهة إلى أخي وزميلي اللواء غازي العمر وكيل وزارة الداخلية مذكراً إياه بتلك الأيام الخوالي في ثانوية الشويخ... أخي لقد ألقى القدر على كاهلكم أمانة ليست بالهينة أو السهلة، ندعو الله أن يعينكم عليها، لا يخفى على سعادتكم أن هناك- في عدد من الدول الأوروبية- فرقاً مدنية تابعة لإدارة المرور تقوم بالإبلاغ عن أي مستهتر يقوم بتحويل هذه الآلة إلى قذيفة قاتلة أو آلة انتحار، فخطورة هؤلاء لا تقل عن خطورة الإرهابي الذي يقوم بتفجير أو تفخيخ السيارات والمقاهي وغيرها، فلماذا لا تكون لدينا فرقة مشابهة على ألا تكون العقوبة مادية فقط، بل يتم سحب الرخص والمركبة ولو لفترة من الزمن، وتمنع منعا باتا "الواسطة"، فهي أم المصائب خاصة من نواب الأمة؟!

ويجب إعادة النظر في اللوحات الإرشادية والخطوط الأرضية التي أعتقد أن الكثير منها موضوع في المكان الخطأ، كما يجب تفعيل قانون منع استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، وخاصة إرسال الرسائل الهاتفية واستقبالها.

وأخيرا ما أروع أن نعود إلى أيام تطور الحضارة في الكويت، أي قبل ما يزيد على الثلاثين عاما، وبالتحديد إلى شعار وزارة الداخلية لنثبت أن "القيادة فن... وذوق... وأخلاق!!".

back to top