الجردل والكنكة

نشر في 11-02-2012
آخر تحديث 11-02-2012 | 00:01
No Image Caption
 مهلهل عبدالله الرويلي منذ سنتين أهداني أحد المرشحين المثيرين للجدل كتاب "الأسر الكويتية" ليبشرني بأن اسم عائلتي موجود في الكتاب بمضمونه التاريخي. ممتاز، ولكن في مضمون ما يعنيه هذا المرشح جريمة تعاقب عليها جميع القوانين العرفية، فهو يقسم أبناء الوطن الواحد إلى قديم وجديد دون أن يبدي أي اكتراث للنتائج المأساوية لهذا الطرح المسموم.

فكل من يحمل الجنسية الكويتية من أصغر جندي إلى أكبر جراح سواء كانت تمتد جذور أجداده إلى عصر الكوت أو إلى يوم أمس القريب، هم جميعا لهم دور في بناء كويت الحاضر والمستقبل، هو لا يعلم أن نهضة الدول العظمى والمتقدمة تقوم على السكان الجدد ليس هذا فقط بل تطلب المزيد منهم كل عام.

"الجردل" و"الكنكة" هذان رمزان انتخابيان للممثل عادل إمام وشريكته شيرين في فيلم "بخيت وعديلة"، حيث العاطل والمدرسة اللذان لم يحلم أحدهما في حياته أو يصل طموحه بأن يجلس مع رئيس بلدية الحي في مكتبه، ولكن الظروف والأحداث توصلهما إلى مجموعة من المتنفذين الذين يقنعونهما بالمال طبعاً كي يترشحا بصورة شكلية لمجلس الشعب لغايات في أنفس المتنفذين، لكن المفاجأة التي لم يتوقعها الجميع تحدث وينجح رمزا "الجردل" و"الكنكة" بعضوية مجلس الشعب... وبالتأكيد كان بخيت وعديلة نائمين غير مكترثين لعملية فرز الأصوات، فالفوز كان في نظرهما مستحيلاً.

لكن أول رد فعل قاما به كان ابتزاز من أوصلهما إلى العضوية، وليس هذا فحسب، بل بعد شعور كل واحد منهما أنه شخص محترم بعد "المرمطة" التي كان يعيش فيها، انتابهما الغرور وصدّقا أنهما شخصان مهمان وصاحبا مبادئ ولديهما ما يطرحانه، فدبت الخلافات بينهما، وأعلن كل منهما الحرب على الآخر.

وبمتابعتي ليوم الانتخابات وقت فرز الأصوات شعرت وكأني أتابع فيلم "بخيت وعديلة" في نسخته الكويتية، وذلك وقت الفرز فقط، ولكني أتمنى من كل قلبي أن ينتهي الفيلم الكويتي مثل نهاية "بخيت وعديلة".

back to top