المراقبون يواصلون مهامهم في سورية بعد قضائهم نصف المدة
• تقرير الدابي لمصلحة النظام بنسبة 60% • 30 قتيلاً عشية «جمعة معتقلي الثورة»
وسط تصاعد العنف في سورية، أنهى المراقبون العرب أمس النصف الأول من مدة مهمتهم هناك، بعد أن قضوا شهراً كاملاً تخللته انتقادات لأدائهم من قبل مسؤولين عرب وقياديين معارضين، وشملت بشكل خاص رئيس البعثة محمد أحمد مصطفى الدابي الذي أظهر، بحسب الناشطين المعارضين، في أكثر من مناسبة، انحيازَه إلى النظام، خصوصاً أنه ينتمي إلى حزب "البعث" السوداني. وقبيل مغادرته إلى القاهرة، أعلن الدابي أن "فرق البعثة ستواصل مهامها كالمعتاد في سورية" رغم انتهاء مدة الشهر. وينص البروتوكول الذي وُقِّع بين السلطات السورية والجامعة العربية على أن مدة المهمة شهر قابل للتمديد لشهر آخر فقط. وكانت سورية أعلنت موافقتها على التجديد للمهمة، لكنها رفضت في خطوة استباقية أي تعديل على صلاحيات وتفويض المراقبين. إلى ذلك، علمت "الجريدة" أن المندوبية الدائمة لدولة قطر لدى الجامعة العربية طلبت تأجيل عقد اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة متابعةَ الملف السوري مدة 24 ساعة، ليُعقَد بعد غد الأحد بدلاً من غد السبت. وقال مصدر عربي إن "التأجيل يهدف إلى عقد اجتماع اللجنة والاجتماع غير العادي المستأنف لمجلس جامعة الدول العربية في يوم واحد بدلاً من عقدهما في يومين متتاليين كما كان مقرراً". وبينما من المقرر أن يرفع الدابي تقريره المكتوب الأول إلى الجامعة لتناقش على ضوئه استمرار البعثة أو تعديل مهمتها، قالت مصادر مطلعة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه وفق المعطيات الأولية المتوافرة عن مضمون التقرير، فإن 60 في المئة منه تقريباً ستكون لمصلحة السلطات السورية. ومن المتوقع أن يستعرض التقرير مختلف جوانب المشاهدات الميدانية التي اطلع عليها المراقبون، سواء كانت تتوافق مع رؤية السلطات السورية أو تختلف معها بشأن الأحداث، خاصة في المناطق الساخنة التي هي محور الخلاف الجذري بين السلطة والمعارضة. ميدانياً، تواصلت التظاهرات المعارضة للنظام في معظم المناطق السورية، وذلك عشية يوم جمعة جديد أطلق عليه الناشطون اسم "جمعة معتقلي الثورة"، في خطوة بدت أنها ردّ على العفو العام الثالث من نوعه الذي أصدره الرئيس بشار الأسد قبل أيام. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن الموالية للنظام قتلت أمس 30 شخصاً توزعوا على مختلف مناطق البلاد، كما أعلنت "الهيئة" مقتلَ نائب رئيس الأمن في حماة ومساعده على يد منشقّين من "الجيش السوري الحر". ووسط صمت رسمي مطبق بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش والمتمردين في بلدة الزبداني في محافظة ريف دمشق، أكدت التقارير الميدانية أن الجيش الموالي للنظام استكمل ليل الأربعاء - الخميس انسحابه من البلدة المحاذية للحدود مع لبنان، وذلك بعد أن شهدت اشتباكات عنيفة بين "الجيش الحر" والجيش النظامي وتعرضت لقصف عنيف ولحصار استمر 5 أيام. وعبرت المعارضة أمس عن تخوفها من أن تشن السلطات هجوماً جديداً على البلدة. (دمشق - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)