Bridesmaids... بداية سيطرة النساء على الأفلام!
هوليوود مكان منافسة ذائع الصيت. لكن فيلم Bridesmaids وحّد بطريقته السحرية ممثلات كن سابقاً يعتبرن بعضهنّ بعضاً خصمات.
قبل أسابيع من افتتاح الفيلم في شهر مايو (أيار) الفائت، بدأت كاتبات سيناريو ومنتجات وممثلات بالاستعداد له، من دون أن تكون لهنّ علاقة بممثلة الأفلام المصنّفة للراشدين كيرستن ويغ. وطلبت الممثلة والكاتبة (كاتبة مسلسل «ذي أوفيس») من معجبيها الذكور اصطحاب صديقاتهم. كذلك أرسلت كاتبة السيناريو إيلين رابوبورت لأصدقائها من الرجال رسائل إلكترونية تحثّهم فيها على الخروج لحضور العرض الأول للفيلم. أما الكاتبة والمنتجة كيرستن سميث فقد دعت أصدقاءها لمشاهدة عرض للفيلم في سينما آركلايت في هوليوود، حتى أنها ارتدت فستان إشبينة.تقول سميث ضاحكة: «لقد تماديت. لكني شعرت بأن شيئاً ما يجري على قدم وساق، بدا الأمر وكأنه تحرّك سياسي. وكان من الضروري أن يحقّق Bridesmaids نجاحا». يشار إلى أن سميث معروفة بكتاباتها التي تحرّكها القوة النسائية مثل فيلمَي «ليغالي بلوند» و{ذي هاوس باني».حقّق Bridesmaids 041 مليون دولار لشركة الإنتاج «يونيفرسال» منذ عرضه الأول. وهو ليس الفيلم الكوميدي المصنّف للراشدين الوحيد الذي تنفّذه نساء في هوليوود لهذا الموسم. إذ ثمة «باد تيتشر» الذي تقوم ببطولته كاميرون دياز والذي يُعرض راهناً في الصالات، و{واتز يور نمبر» الذي تؤدي بطولته آنا فارس وسيُعرض في سبتمبر المقبل. تأمل صانعات هذه الأفلام التي تركّز على نساء ذوات عيوب ولكن قويات ويتصرّفن بشكل سيئ، أن تعكس أعمالهنّ الموضة التي راجت طوال العقد الماضي والتي حصرت دور الأدوار النسائية الكوميدية بأدوار المرأة القوية المشغولة بالعمل التي لا تملك وقتاً للحب أو الصديقة أو الزوجة المصمّمة على تدمير متعة الفتيان.لكنّ عقبة أساسية تجعل كثرة الأفلام الكوميدية التي تركّز على النساء تجلب الفتيان إلى العروض. ففي حين تشكّل النساء 40% من جمهور الأفلام الكوميدية التي تركّز على الرجال مثل «ذي هانغوفر 2»، تحظى الأفلام الرومنسية الكوميدية بجمهور 80% منه من النساء في نهاية أسبوع العرض الاول، وذلك بحسب آدم فوغلسون، رئيس مجلس إدارة «بونيفرسال». أما Bridesmaids، فقد جذب جمهوراً أكثر توازناً، بدءاً بـ65% من النساء و35% من الرجال. يضيف فوغلسون بأن الفيلم لم يحظَ بجمهور أكبر من النساء مع الوقت، بل أصبح أقدم مع الوقت.أخفقت محاولات العقد الماضي في إضفاء طابع الشبق على الأفلام الكوميدية التي تقوم ببطولتها نساء. ففيلم «ذي سويتست ثينغ» الصادر عام 2002 والذي تؤدي بطولته دياز أيضاً لم يحقّق أكثر من 24 مليون دولار، في حين أن فيلم «سبرينغ بريكداون» الذي تقوم ببطولته آمي بولر ورايتشل دراتش لم يعرضه الاستوديو الذي أنتجه، «وارنر بروز»، في الصالات.تقول فارس: «أجد نفسي كممثلة أدت أفلاماً كوميدية عدة مصنّفة للراشدين في تردّد دائم، بسبب الفكرة السائدة بأن النساء لا يردن أن يرين نساء أخريات شبقات». وكانت فارس قد أدت دور البطولة في فيلم «واتز يور نمبر» الذي يدور حول امرأة في بداية عقد الثلاثينيات أقامت علاقات مع رجال كثر وتتردّد في إضافة آخر إلى القائمة على رغم أنها تريد يائسة إيجاد الحب».تضيف فارس: «إنه أمر مذهل بالنسبة إليّ. الآن، أصبحت لدينا حماية في Bridesmaids. إنه شيء رائع بالنسبة إلينا نحن النساء، والممثلات الكوميديات. سنتمكّن من استخدام ذلك كمثال على سبب وجود جمهور هائل. يريد الناس رؤية النساء يقمن بأمور مثيرة للاهتمام».يتشارك الفيلمان «باد تيتشر» وVواتز يور نمبر» الكثير من الأمور مع Bridesmaids غير التصنيف للراشدين الذي قد ينبئ بفرص جيدة على شباك التذاكر. فهذه الأفلام كلّها مبنية على سيناريوهات لاقت حماسة بسرعة من دون أن تخضع لإعادة كتابة مطوّلة مع كتاب إضافيين. وهي جميعها بميزانية متواضعة، لا سيما إذا قارناها بأفلام كوميدية بميزانية 80 مليون دولار مثل «ذي هانغوفر 2». كلّف Bridesmaids 5.23 مليون دولار كحد أقصى، وكلّف «باد تيتشر» من «سوني» كلفة أقل بلغت 19 مليون دولار (فقد تنازلت دياز عن مبلغ هائل مما يُدفع لها عادةً مقابل تمثيل الفيلم). وأخيراً، كانت بطلات هذه الأفلام الثلاثة إما مرفقات معها أو سُمّين سريعاً.تقول آيمي باسكال، الرئيسة المساعدة لشركة «سوني بيكتشرز إنترتاينمنت» التي ثمّنت «باد تيتشر» بالمستوى نفسه لأفلام أخرى للراشدين من إنتاج الاستوديو مثل «سوبرباد» و»زومبيلاند»: «يهمنا أن يسمح سعر الفيلم بأن يكون عفوياً بقدر الإمكان. ليس عليه أن يلاقي استحسان الجميع، علماً أنه سيفعل». هاتش باركر، رئيس شركة مجلس إدارة شركة «نيو ريجنسي» التي أنتجت «واتز يور نمبر»، أوكل فوراً مهمة كتابة السيناريو إلى جين كريتندن وغابرييل آلان (السيناريو مقتبس عن كتاب «توينتي تايمز آي لايدي» لكارين بوسناك). لكنه يقول إنه واحد من أفلام قليلة جداً من هذا النوع أثارت اهتمامه في السنوات الخمس الماضية.ويضيف: «لم يعد أحد يكتب هذا النوع من المواد عموماً. ربما لأن ثقافة المدينة تؤمن بأنه لا وجود لهذا النوع من الشخصية النسائية القوية والمتحرّرة والحقيقية في الوقت نفسه».كانت المنتجة جنيفر تود تحضّر مشروعين في هذا المجال لسنوات. أحدهما من الكاتبة والمخرجة ماغي كارين وسيبدأ تصويره هذا الصيف من بطولة أوبري بلازا بطلة فيلم «باركس أند ريكرييسن»، ويتم تمويله بالكامل بمال شخصي. يدور الفيلم حول فتاة متخرجة من الثانوية مصمّمة على اكتساب خبرة جنسية قبل دخول الجامعة.تقول تود: «كنت مستاءة كثيراً من الاستوديو». وكانت في الأصل حاولت بيع الاستوديو السيناريو (الذي أُدرج في القائمة السوداء لعام 2009، التي تشمل أسخن أفلام هوليوود غير المنتجة). وتضيف: «رأى الناس أنه نسخة نسائية من «سوبرباد». إنه ينطلق بالكامل من منظور امرأة. لكن إلى أن ننفّذه وننجح فيه، يبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن أن نصل به».يبدو أن Bridesmaids يلهم المزيد من الشجاعة في الوصول إلى أمكنة أبعد، لا سيما حين يتعلّق الأمر بمواقف كوميدية كبيرة وكلام شبق كان سابقاً مخصّصاً للصبيان. وكان باركر قد رأى شيئاً من التقليد منذ عرض الفيلم للمرة الأولى. كذلك ثمة مخاوف بأن يضمّ كل سيناريو لفيلم كوميديا نسائية فكاهةً رديئة المستوى ونكات مقرفة.يقول فوغلسون: «حين تحدث ظاهرة ما، يتم تداول الحديث عن الصيحة الرائجة وعما إذا كان الناس سيلاحقون هذه الصيحة ويجعلونها الأهم. لكن ليس في صالح Bridesmaids أن نقول إنه من السهل تكراره».في الواقع، حتى شركة «يونيفرسال» لم تتسرّع في إعطاء الضوء الأخضر لفيلم كوميدي مصنف للكبار يركّز على النساء. فلا يزال «ديسبيرادوز» للمنتجة تود (تؤدي فيه إيسلا فيشر دور امرأة في بداية الثلاثينيات تذهب إلى مكسيكو لتستعيد بريداً إلكترونياً شائناً من حاسوب الرجل الذي تواعده) قيد الدرس في الاستوديو، كذلك لا تزال «يونيفرسال» تضيف التعديلات النهائية إلى سيناريو «رابوبورت»، قبل أن تبدأ بتنفيذه.تتحدّث تود عن Bridesmaids قائلة: «لو فشل، لشكّل لنا ذلك صعوبات كثيرة. فعندما يفشل فيلم ما من نوع معين، يهرب الجميع من هذا النوع من الأفلام».تقول النساء اللواتي يشجّعن الكوميديا إنه من المحبط أن تستمر الاستوديوهات بصنع أفلام الكتب الهزلية الباهظة والأفلام ذات الميزانية الضخمة حتى عندما يفشل بعضها، في حين تبدو شديدة الامتعاض عندما تخاطر بميزانياتها المتواضعة نسبياً في مشاريع أخرى.تقول سميث: «استوديو الكوميديا النسائية بميزانيته المنخفضة هو مثال ضعيف، وقد يُسحب البساط من تحتنا لأي خطأ بسيط». تعمل سميث على كتابة كوميديا مصنّفة للراشدين مع فارس في «باراماونت»، وهي على وشك أن تتشارك مع الكاتبة والممثلة كريستن ريتر، نجمة مسلسل «آي بي سي» الجديد، بموسمه في الخريف «أبارتمنت توينتي ثري». وهي تأمل بأن يكون السوق مجهزاً لتقبّله أكثر مما كان قبل Bridesmaids.يقول بول فيغ، مخرج Bridesmaids، إنه هو وويغ (الذي شارك في كتابة السيناريو مع آني مومولو) لم يحاولا أبداً إبراز قدرات النساء في الأفلام الكوميدية. لكنه أدرك أن الكثير كان يجري في المشروع.ويضيف: «طوال الوقت الذي كنا نستعد فيه للفيلم، كان يساورني القلق. إن أخفق هذا العمل، فسأجد هوليوود في المرصاد تنتظرني لتقول: أرأيت؟ لا تستطيع صنع فيلم بهذا العدد من النساء فيه. لكنني مسرور لأننا جنينا الكثير من المال».