بدراهمي لا بالحديث الناعم

نشر في 21-01-2012
آخر تحديث 21-01-2012 | 00:01
No Image Caption
 مهلهل عبدالله الرويلي هذه واحدة من أجمل قصائد شاعر المرأة بلا منازع نزار قباني، حيث صوّر كيف يهدم مبادئ امرأته الضعيفة النفس أمام بريق المجوهرات والهدايا، وكيف تتنازل وبإذلال عن كبريائها مقابل بعض المال فقال: بدراهمي..             لا بالحديث الناعمِ حطَّمتُ عزَّتك المنيعةَ كلَّها بدراهمي وبما حملتُ من النفائس والحرير الحِالمِ فأطعتني...           وتبعتني كالقطَّة العمياء، مؤمنةً بكلِّ مزاعمي إلى أن قال: ومشيتِ كالفأر الجبان إلى المصير الحاسمِ مسكينةٌ..             لم يبق شيءٌ منكِ منذُ استعبدتكِ دراهمي... لو كان معنا نزار قباني في الكويت هذه الأيام لوجد أرضاً خصبة ليفجِّر منها أجمل وأعنف قصائده هجاءً للجنسين رجالاً ونساءً، وقصيدة أخرى يمتدح ويتأسف للمرأة التي كتب عنها بالقصيدة السابقة، حيث سيقابل بشراً ليسوا كالبشر، كل شيء عندهم للبيع حتى رأيهم. تلك المرأة أرحم بكثير من هؤلاء، فسيرى كيف يساقون كالقطيع إلى مراكز الاقتراع مقابل حفنة من المال لا تغنيهم لبضعة أيام أو لساعتين بالسوق وذلك ليعطوا أمانتهم لمن لا يستحق. فلن تجد عندهم أي احترام لفتاوى تحريم شراء الأصوات أو إنصات للمخاطر الكارثية على الوطن عند وصول هذا النوع من المرشحين إلى مجلس الأمة، فهم ولدوا بعيوب خلقية لديهم ربع دماغ، وبدون حاسة سمع ومعدة مثقوبة، وأكبر ثلاث مرات من الشخص الطبيعي.  فهؤلاء أحد أمرين: إما خونة إذا كانوا متعلمين ولا يعتمد عليهم الوطن وقت الشدائد، وإما أغبياء سذّج عالة على المجتمع، كذلك المرشحون الراشون فهم يتعاملون مع الانتخابات بمعيار تجاري استثماري قصير الأجل قليل المخاطر، حيث ينفق الواحد منهم أربعة أو خمسة ملايين خلال شهر لكي يصعد إلى كرسي العضوية، ومن ثم تبدأ عملية جني الأرباح باستغلال القوة الدستورية للعضوية بالمساومات والتهديدات وباستماتة، فهو لا يهتم لأي منفعة عامة يستفيد منها القطيع الذي أوصله إلى كرسي العضوية، لأنهم قبضوا ثمن أصواتهم ولا يتجرأ أحد منهم أن يطلب من العضو خدمة لمنطقته أو رد ظلم عنه. نحن في الكويت، ولله الحمد والشكر، فقيرنا العاقل يجد أين يسكن، ولديه سيارة، وقد سافر للسياحة في مرحلة من المراحل، هذا في أسوأ الحالات ولسنا بحاجة إلى مثل هذه التجارة الرخيصة، لذا يجب أن نفكر كيف نناضل ونستثمر جهودنا في مرشح نزيه شريف كي يصل إلى العضوية ويساهم في بناء مستقبل جميل لأبنائنا.
back to top