فتاوى عصرية: الانتحار حرام شرعا مهما كانت المبررات

نشر في 29-08-2011 | 22:01
آخر تحديث 29-08-2011 | 22:01
No Image Caption
السؤال: انتشرت في المجتمع ظواهر الانتحار واختلفت مبررات كل حالة فما رأي الشرع في ذلك؟

المفتي: فضيلة الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر السابق

الفتوى: أن من الشذوذ الفادح المزري بالإنسانية أن يثور الإنسان على نفسه بفقر ضاقت به يده، أو مرض طالت به زمانته، أو إخفاق في مرغوب، أو فتنة من لعوب، أو أي ضيق كان نوعه وكان مبعثه، فلا يجد لديه عزما، ولا إرادة يدفع بها الثورة على نفسه، وتعجز مواهبه الإنسانية الأولى عن المكافحة وعن الصبر والمصابرة.

وإذا كان القرآن قد أهمل النص الصريح الخاص بالعقاب الأخروي لقاتل نفسه فإن ذلك لم يكن تهوينا لأمر الجريمة، ولا عنوانا على عدم استحقاقها الجزاء، وإنما كان إسقاطا لصاحبها عن درجة الاعتبار، وجاءت أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) تسجل فقط العاقبة السيئة والعذاب الأليم لقاتل نفسه، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن النبي أنه قال: «كان فيمن قبلكم رجل به جرح فجزع، فأخذ سكينا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة». هذا الحديث وغيره يؤكد أن قاتل نفسه في النار ولا يدخل الجنة لأنه يقتل النفس التي حرم الله أن تقتل إلا بالحق فما بالك إذا كان الشخص يقتل نفسه.

back to top