دمشق تشيع ضحايا التفجيرين... وحمص تحت القصف
● «الإخوان» تنفي تبني الهجوم ● الدابي في سورية تمهيداً لوصول المراقبين
استغلت السلطات السورية أمس تشييع الضحايا الـ 44، الذين سقطوا في التفجيرين اللذين وقعا في دمشق أمس الأول، لتشن هجوما قاسيا على المعارضة المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد، جاء ذلك في وقت تعرضت فيه مدينة حمص، خصوصاً حي باباعمرو، لقصف مكثف منذ مساء أمس الأول، في حين وصل إلى البلاد رئيس بعثة المراقبة العربية الفريق السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي.بينما تعرض حي باباعمرو خصوصا وعموم مدينة حمص وجوارها لقصف عنيف منذ مساء أمس الأول، اسفر عن مقتل وجرح العشرات في إطار الحملة الأمنية المتصاعدة على المحتجين المطالبين بالحرية والديمقراطية، شيع من مسجد بني امية الكبير في دمشق أمس قتلى العمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا مقرين امنيين في دمشق امس الأول.وشيعت جثامين القتلى الـ44، التي لفت بالعلم السوري، وسط مشاركة عشرات آلاف السوريين، واستغل خطيب جامع بني امية الكبير في دمشق محمد سعيد رمضان البوطي، المعروف بولائه لنظام الرئيس بشار الأسد، المناسبة الأليمة لشن هجوم شرس على المعارضة السورية المطالبة بتنحي الأسد.وقال البوطي في خطبته إن "الشهداء والجرحى هم هدية برهان غليون (رئيس المجلس الوطني السوري) وصحبه من ذوي المعارضة الخارجية والداخلية، والذين يصرون على ان يكون الإصلاح في احضان اعداء سورية القادمين من وراء البحار"، متسائلا، في كلمة له خلال مراسم التشييع، عن "مدى فرحة غليون وصحبه من ذوي المعارضة الخارجية ممن هم في داخل سورية وخارجها".وطالب البوطي وفد مراقبي الجامعة العربية بالنظر بموضوعية لما يجري على الأراضي السورية، وقال: "هل كشفت الأغطية عن أعين ممثلي الجامعة العربية ليروا من القاتل ومن المقتول، ولكي يعلموا ان الجيش السوري يمكن ان يفجر انابيب النفط والغاز وان يقتل افراده، وهل اتيح لرسل الجامعة العربية ان يكشفوا عن اعينهم العصابات التي يضعونها".وقد صلى المشاركون في داخل الجامع الاموي امام النعوش، بينما احتشدت خارجه جموع حملت اعلاما طبعت عليها صورة الأسد واعلام حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سورية، واعلام حزب الله الشيعي اللبناني، ورددوا هتافات تدعو الى الثأر، بينما تولى عناصر من الشرطة ومدنيون مسلحون حماية المحتشدين.حمصالى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان أربعة مدنيين قتلوا في حمص، داعيا بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الى التوجه الى هذه المحافظة الواقعة وسط البلاد وتشهد اعمال عنف، مضيفا ان قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة بصر الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا (جنوب). واضاف المرصد ان هذه القوات "تبحث عن عشرات الجنود المنشقين المتوارين في تلك المنطقة"، معربا عن خشيته من ان "يكون مصيرهم مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا يوم الاثنين الماضي في جبل الزاوية، بعد محاصرتهم قرب بلدة كنصفرة".من جهة اخرى، قال المرصد إن "مواطنين استشهدا في مدينة نوى، احدهما طفل يبلغ من العمر 15 عاما، متأثرين بجروح اصيبا بها خلال اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية الجمعة". «الإخوان»ونفى المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية زهير سالم امس مسؤولية الجماعة عن الاعتداءات الانتحارية في دمشق، متهما النظام بـ "افتعال" بيان عن تبني تلك الاعتداءات باسم "الاخوان".وردا على بيان نشره احد المواقع التي قيل إنها لـ"جماعة الاخوان المسلمين" في سورية، وتبنى باسمها الاعتداءات التي اسفرت عن 44 قتيلا، واكثر من 150 جريحا، قال المتحدث "إنها صفحة مفتعلة باسمنا على شبكة الانترنت"، مضيفا "النظام هو الذي اعد البيان وكذلك الاعتداءات".من ناحيته، كتب القيادي في "الإخوان" ملهم الدروبي، على صفحته على "فيس بوك": "انها مزحة جديدة من ثقيل الظل بشار الأسد، زعم فيها أن تفجيري دمشق أمس الاول من عمل جماعة الاخوان المسلمين، وأوعز للجيش الالكتروني التابع له ان ينشئ موقعا على الشبكة العنكبوتية يحاكي موقع الجماعة، ونشر فيه بيانا رسميا كاذبا تعلن فيه الجماعة مسؤوليتها عن الاعمال اللانسانية"، مضيفا "نعلن براءتنا من الموقع وبراءتنا من البيان وبراءتنا من هكذا أعمال وحشية".وكان مجلس الامن دان مساء أمس الأول الهجومين الانتحاريين في دمشق، لكنه اخفق في التوصل الى توافق بشأن الازمة في سورية، وسط تبادل للانتقادات اللاذعة بين سفيري روسيا والولايات المتحدة.إدانةودان المجلس في بيان صدر بعد مفاوضات شاقة بين الدول الـ 15 الاعضاء بـ"اشد العبارات الهجومين الارهابيين" معبرا عن تعازيه "للضحايا واسرهم والشعب السوري" متجاهلا الحكومة. وعادة، يعتمد المجلس صيغة واحدة لادانة الهجمات الارهابية تعبر عن التعاطف مع الحكومة.في غضون ذلك، وصل رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية الفريق السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي أمس الى دمشق، تمهيدا لوصول المجموعة الأولى من نحو 50 مراقبا إلى سورية غدا.وكان الدابي اجرى أمس محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مقر الجامعة العربية في العاصمة المصرية القاهرة.(دمشق - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)