التنافسية في إنفاق موسم الأعياد

نشر في 07-01-2012 | 00:01
آخر تحديث 07-01-2012 | 00:01
No Image Caption
 أظهرت دراسة حديثة أن جيران الأشخاص الرابحين في مسابقات يعمدون هم أنفسهم بقدر أكبر إلى شراء سيارة جديدة خلال الأشهر الستة التالية، وربما يقومون بتجديد المظهر الخارجي لبيوتهم على الرغم من عدم فوزهم في مسابقة أو شرائهم لورقة يانصيب.

لكل يعشق الحلوى، وعلى ما يبدو أن لذلك صلة بالطابع البشري، وربما نتمنى عند مشاهدتنا لشخص ما يتلقى هدايا أن نحصل نحن أيضاً على واحدة لأنفسنا. في معظم الثقافات والمجتمعات توفر مناسبات عيد الميلاد فرصة لكثير من الناس كي يتلقوا هدية سنوية في اليوم الذي ولدوا فيه. وفي المقابل ربما يشعر البعض ممن لم يتلقوا هدايا في أعياد الميلاد، أنهم تعرضوا لإهمال من الآخرين، وهي قضية صعبة بالنسبة إلى الأقليات الدينية في بلدان ذات أكثرية مسيحية. قدمت لنا هولندا نموذجاً علمانياً شيقاً لكيفية استجابة الناس لحظوظ الآخرين، وفي أثناء السحب الأسبوعي لليانصيب يترقب ثلث عدد سكان هولندا نتائج السحب التي تصل إلى واحد من 430 ألف رقم من أرقام الرمز البريدي، ويحصل كل أصحاب الأوراق في المنطقة البريدية المحظوظة على دفعة نقدية قيمتها 10 آلاف يورو (13 ألف دولار)، كما يحصل فائز منهم على سيارة أيضاً، وهذا يحاكي إلى حد ما كريسماس محليا، حيث يعرف كل واحد في المنطقة البريدية بأن بعضاً من جيرانه في نفس المنطقة قد حصلوا على هدايا. وقد أظهرت دراسة حديثة أن جيران الأشخاص الرابحين يعمدون هم أنفسهم بقدر أكبر إلى شراء سيارة جديدة خلال الأشهر الستة التالية، وربما يقومون بتجديد المظهر الخارجي لبيوتهم على الرغم من عدم شرائهم لورقة يانصيب. قلة من الأطفال ربما يحصلون على ما يعادل 10 آلاف يورو على شكل هدايا عيد الميلاد، غير أن الكريسماس وهداياه بالنسبة إلى أي طفل يعتبر في حد ذاته مكافأة تفوق المكاسب التي يحصدها متداول محترف في وول ستريت. حتى الاحتفالات عادة ما يتخللها سلوك تنافسي واضح يصعب تجاهله. لدى اليهود الأميركيين، على سبيل المثال، احتفال بعيد الأنوار "هانوكا"، وهو عيد تحتفل به أعداد قليلة من اليهود الأميركيين قبل أيام من أعياد الكريسماس. يطلق البعض عليه "كريسماس اليهود"، ويحتفل به وسط العائلات اليهودية المختلطة ذات الانتماءات العقائدية والإثنينة المتباينة تحت اسم "كريسموكاه". وقد أجرى الباحثون ران أبراميتزكي وليران إيناف وأورين ريغبي من جامعة ستانفورد دراسة سلوكية على الآباء اليهود في الولايات المتحدة والتي كشفت أن العائلات التي تضم أطفالا دون سن الثامنة عشرة تحرص على الاحتفال بعيد "هانوكا" بصورة مكثفة. وكشفت الدراسة أن قلة من اليهود (ممن هم أكثر انفتاحا على أعياد الكريسماس في الولايات المتحدة) تنفق كثيراً من الأموال لشراء الهدايا والسلع المرتبطة بأعياد الميلاد والاحتفالات السنوية. من جهة أخرى، تقدم الجماعات النمساوية والألمانية من أصل تركي نموذجاً يستحق التوقف عنده، فليس هناك أعياد إسلامية في مواعيد تقترب من الكريسماس، بيد أن تلك الجماعات تحتفل به من دون دلالة دينية. وحسب بيانات صدرت عن "إثنوبينيون" وهو معهد متخصص في بحوث السوق، الذي يتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقراً له، فإن ما يصل الى واحد من أصل كل سبعة من النمساويين من أصل تركي يحتفل بأعياد الكريسماس. ويقول المؤلف وعالم النفس الألماني من أصل تركي، دينيز باسبينار عن هذه الظاهرة "لقد غدت المقاربة براغماتية بصورة إجمالية، وحتى وجود شجرة عيد الميلاد في البيوت التركية لم يعد مسألة تثير الاستغراب كما كانت الحال في الفترات الماضية".

back to top