ماري منيب... قدر الأب الضائع يصنع مستقبلها اللامع
لم يكن مثل هذا الشتاء قد مر على لبنان منذ سنوات، هكذا وصف أهل بيروت شتاء عام 1902، مع ذلك لم تمنع قسوة هذه الأجواء سليم حبيب من الخروج والسهر، كعادته كل ليلة، للعب الورق، ولم يكن يدري أن الأقدار رتبت له موعداً لوصول مولوده الثاني، وكلما برقت السماء ورعدت، زادت مخاوف قاسمة على زوجها وزادت آلام المخاض لديها، بينما وقفت أم جدعون الخادمة والمربية، حائرة لا تعرف ماذا تفعل، لا بدّ من إحضار القابلة أم إميل وسليم ليس في المنزل والجو يزداد سوءاً والأمطار والرعد والبرق تشكّل حاجزاً أمام أي محاولة للخروج.لم يعرف سليم سرّ الحظ الذي نزل عليه فجأة تلك الليلة فقد ربح، خلال دقائق أمضاها في اللعب، أضعاف ما كان يربحه في ساعات وعلى مدار ليال عدة:
= ماشاء الله سليم... الجو تلج وبيشتي وإنت حظك اليوم نار.* بلا حظ... بلا بطيخ... هادي شطارة ومفهوميّة.= اليوم صارت شطارة ومفهومية ولما بتخسر بيصير الحظ ملعون.- إذا بتريد سليم سلفني شي ألفين تلاتة لبكرا... بدي عوّض الخسارة.يضحك سليم وهو يلملم أمواله ويستعدّ للانصراف:* متل ما بيقولوا إخوانا المصاروة... «السلف تلف».. بيكفي عاد اليوم... الجو صعب كتير... يلا يلا فوتنا العافية معكم.البشارة الثانيةلم يكد سليم يضع قدميه داخل منزله حتى كان صراخ قاسمة يشقّ الظلام ليخترق قلبه وليس مسامعه، استقبلته أم جدعون عند باب المنزل وجسدها ينتفض من الخوف على حالة السيدة قاسمة، فهذه ساعتها، لم تكن العربة التي أوصلت سليم قد انصرفت بعد، وبينما كان السائق يدير وجهة الخيول ليعود أدراجه، لم يدرِ سليم كيف قفز ثانية إلى داخل العربة منطلقاً بها ليحضر القابلة أم إميل.على رغم أن المولود الثاني لسليم جاء أنثى أيضاً، عكس ما كان يتمنى مثل المرة الأولى فإنه فرح بقدومها وشعر بأنها «وش السعد» عليه، وكان مقياسه في ذلك الأرباح التي حقّقها في 11 فبراير 1902 ليلة مولدها، لذا سماها هذه المرّة بنفسه، ليس لأنها «وش السعد» فحسب بل لأنها تشبه والدته إلى حدّ كبير، فأطلق عليها اسمها: ماري سليم حبيب نصر الله.مثلما كانت سعادة سليم بمولودته الثانية ماري، كانت سعادة شقيقتها أليس بها، وربما أكثر، إذ لم تعد بمفردها فقد تخطت أليس عامها الثاني وأصبحت تمشي، بل وتركض وتلعب وتملأ البيت مرحاً، تعشق والدها وتتعلق به وتبكي عند مغادرته المنزل، فيما هو متعلّق بها بسبب بشرى اللقاء الأول والأرباح التي حقّقها ليلة مولدها.بالقدر نفسه من السعادة وربما أكثر كانت سعادة قاسمة لأن ماري أعادت والدها سليم إلى البيت الذي غمرته السعادة بوجوده فيه، وأصبح لا يغادر المنزل إلا للزيارات العائلية فحسب، ويمضي غالبية وقته بين أليس وماري، وبينهما قاسمة، ولم تكد ماري تكمل عامها الأول حتى زاد يقين سليم بأنها «وش السعد» عليه:* وين ماري؟= ماري وأليس بغرفتهن... فيه شي لا سمح الله؟* إيه فيه... فيه أشياء كتيرة.= خير... وجعت قلبي.* ياستي خير إن شاء الله... وقلبك ما بينوجع طول ما أنا موجود...= إحكي سليم شو فيه؟* الله بعتلي البنت مارى وبعت معها الرزق.= ماري وحدها... وأليس وأمّها ما إلهن مكان؟* ياستي كلكن ع راسي... بس البنت ماري رزقها واسع.= شو اللي صار؟* تلقيت ترقية كبيرة... ومن اليوم وطالع إنت صرتي حرم سليم بك مدير البنك.بداية الضياعمرّ عامان كان فيهما سليم مثال الزوج المحبّ لأسرته ولابنتيه، حوّلت خلالهما قاسمة البيت قطعة من الجنة، غير أن هذه النقلة الاجتماعية الجديدة لسليم لم تكن دافعاً للاستمرار في حياة الاستقامة والاستقرار، فسرعان ما عاد إلى اللهو واللعب والسهر حتى ساعات متأخرة من الليل، بعدما أعاده الأصدقاء إلى لعب القمار مجدداً، وكما هي العادة، بدأ بالربح الذي أغراه بالاستمرار، لتكتشف قاسمة أنه عاد إلى تلك الآفة التي كانت تشاركه فيها.كانت قاسمة تنتهز فرصة غياب سليم عن المنزل وتنجز أموراً منزلية كثيرة تفاجئه بها يومياً، من تطريز وشغل الإبرة والأركيت، غير أن سليم لم يكن يقابل ذلك بامتنان بقدر ما كان يهمّه ألا تنزل زوجته إلى مستوى اجتماعي أقلّ مما يريدها فيه، لا سيما أنه يمكنه أن يشتري لها ما تريده وبأي ثمن. وكانت قاسمة ترى في ذلك ما يشغلها ويعوّضها عن غيابه، وبعدما كانت تنتظر بمفردها على شرفة المنزل إلى حين عودته، أصبح معها شريك في الانتظار، ماري التي لم تكن تخلد إلى النوم قبل أن ترى والدها وتقبّله، وكانت قاسمة تتركها ساهرة إلى هذا الوقت المتأخر من الليل، لربما يرقّ قلب سليم على سهر هذه الطفلة التي لم يصل عمرها إلى الثلاث سنوات ويعود مبكراً من أجلها، غير أنه لم يعبأ بذلك، أو ربما لم يلتفت إلى تلك الحيلة.مثلما كان الربح دافعاً لاستمرار سليم في اللعب، كانت الخسارة دافعاً أقوى للاستمرار لتعويض ما يخسره، حتى كان اليوم الفصل في حياته، استمرّ في الخسارة حتى أنه لم يجد سوى بيته ليكتب به ورقة «رهن» مقابل اللعب، وكانت المفاجأة أنه خسره أيضاً، وأصبح المنزل الذي تعيش فيه طفلتاه وزوجته قيد الرهن. لم يتحمّل قلب سليم الصدمة وسقط على طاولة القمار، فحمله الأصدقاء إلى بيته يصارع الموت، وشخّص الأطباء حالته بأنه تعرّض لصدمة عصبية عنيفة أثرت على قلبه الذي لم يعد يتحمّل صدمة ثانية، وإلا لن تكون هناك ثالثة.لم يكن حزن سليم على ما خسره من أموال، بل كان قلبه يعتصر كلما شاهد طفلتيه أمامه:* ترى ماذا سيكون مصير هاتين الطفلتين إذا قدم حسون ورقة الرهنية للمحكمة؟ سيتم طردنا جميعاً إلى الشارع... سننفضح في المنطقة... ولن أستطيع العيش فيها بعد اليوم... وهيك ما بسترجي أطلب مساعدة العيلة... يا ويلك يا سليم... دبرها من عندك يا الله.جاء الإنقاذ عن طريق أصدقاء اقترحوا على سليم السفر معهم إلى مصر، فهم يضاربون في البورصة ويحققون أرباحاً طائلة هناك، وفي أقلّ من شهر يستطيع استعادة أمواله وربما أكثر.رحلة إلى مصردارت الفكرة في رأس سليم ولم يضيّع وقته، تقدّم فوراً بإجازة من البنك لمدة 15 يوماً وأقنع قاسمة بأن لديه مهمة عمل في القاهرة سيغيب خلالها أسبوعين ويعود سريعاً، وسينتهز الفرصة ويعرض نفسه على الأطباء هناك، وعلى رغم عدم رضا قاسمة عن سفره، إلا أنها رضخت للأمر الواقع ووافقت شرط ألا يطول بقاؤه يوماً واحداً بعد انقضاء مهمته.ودّع سليم زوجته وطفلتيه بحرارة وبكاء، كأنه اللقاء الأخير بينهم، وأمسك سليم ماري بين يديه ونظر في عينيها قائلاً:* شو بدك البابا يجبلك معو من مصر؟- ما بدي شي... بدي روح معك.* ما بتأخّر... بتنامي وبتصحي بتلاقيني معك... بنلعب ونجري وبجبلك أشيا كتير كتير حلوة... بس البابا إلو عندك طلب... بدي تدعيلي إنو الله يرزقني ويوفّقني، ويكون وجهك الصبوح هيدا حلو عليّ في مصر، مثل ما كان في بيروت.هزت الطفلة رأسها بالإيجاب والدموع تسيل من عينيها ولم تنطق. ترك سليم زوجته وطفلتيه وليس معهن من المال سوى ما يكفي بالكاد انقضاء هذا الشهر، وعلى ظهر أول باخرة متّجهة إلى الإسكندرية كان يمنّي نفسه باستعادة وضعه المالي في مصر.وقف سليم أمام البحر ونظر إلى السماء، وراح يقسم بينه وبين نفسه أنه إذا استعاد توازنه المالي فلن يعود إلى اللعب ثانيةً.وجد سليم الإسكندرية تشبه بيروت إلى حدّ بعيد، لم يشعر فيها بالغربة ويمكنه العثور بسهولة على من يتأقلم معه، فقد استطاع برفقته أصدقاء أتوا معه من بيروت، معرفة الطريق إلى صالات لعب «القمار»، ولأن سليم محترف قديم لم تكن لديه مشكلة بل راحت الدنيا تبتسم له قليلاً وبدأ يحقّق أرباحاً أنسته الخسائر التي مني بها في بيروت، لدرجة أنه نسي النزول إلى القاهرة، بل وانتهت الخمسة عشر يوماً، المدة التي كان قد وعد زوجته بأنه سيمضيها في مصر، وزاد عليها وهو في الإسكندرية.انتعشت حالة سليم المادية إلى حدّ ما، فكان أول ما فعله أن أرسل إلى زوجته مبلغاً يعينها وطفلتيه على العيش مرفقاً بخطاب يعتذر فيه عن العودة إلى بيروت لأن عمله لم ينته في مصر، ثم غادر إلى القاهرة ليبدأ رحلة البناء من جديد، وكان أول بيت يطرقه سليم في القاهرة هو بيت نبيه بك خال قاسمة، الذي كان يسكن في منطقة في شرق القاهرة حديثة العهد والبناء يطلق عليها «صحراء مصر الجديدة» على أطراف المدينة، وكان أحد رجال المال والتجار الذين يعملون في تجارة القطن والمضاربين بالبورصة، فحرص سليم على أن تكون علاقته به استشارية ليرسم له خارطة طريق حول التجارة والمضاربة في بورصة القاهرة، ورفض أن يقيم في بيته، وفضل النزول في أحد الفنادق في حي العباسية، القريب من مصر الجديدة.ماري في القاهرةخلال أسابيع استقلّ سليم بنفسه بعيداً عن نبيه بك، كي لا يثقل عليه من ناحية، وكي لا يكون قناة تنقل أخباره إلى قاسمة ابنة شقيقته، التي كان سليم يرسل إليها المال خلال الستة أشهر الأولى، لا سيما أن أموره المالية أخذت في الانتعاش، وأقام شبكة صداقات واسعة، سواء من الأصدقاء اللبنانيين أو من المصريين، غير أنه كان يتجنّب لقاء نبيه بك خصوصاً أن أخباره انقطعت عن قاسمة ولم يعد يرسل إليها مبالغ اعتاد إرسالها إليها شهرياً بعدما عاد إلى لعب القمار الذي لم يصمد كثيراً أمام إغراءاته، وسرعان ما جرفه التيار ونسي قاسمة، بل ونسي أليس وماري، وإن كان لم يغب عن ذهنهنّ لحظة واحدة، خصوصاً ماري التي كانت دائمة السؤال عن «البابا»، وتأتي الإجابة المعتادة على لسان قاسمة:* ماري... إنت بتعرفي أنو البابا بيحبك كتير... بس يخلص شغله في مصر بييجي وبيجبلك إشيا حلوة كتير إنت وأليس.= أنا ما بحب مصر هادى... أخدت البابا وما بيعود.* لا حبيبتي... أكيد بيعود... بس إنت الحين أدخلي غرفتك مع أختك وبكير بيعود إن شاء الله.كانت قاسمة تبحث كل مرة عن حيلة جديدة تهرب بها من مواجهة أليس وماري عند سؤالهما الدائم عن والدهما، غير أنها لم تستطع إخفاء مشاعرها الحقيقية عن والدتها السيدة منيرة، التي كانت تزورها بشكل شبه يومي، ليس للاطمئنان عليهن باعتبارهن بلا رجل فحسب، بل الأهم هو توفير نفقات العيش لهن بعدما انقطعت عنهن أموال سليم:* بعرف أمي إني أثقلت عليكِ في المصاري إنت وأبي لكن...- لا تكملي بنتي... شو هالحكي... شو مصاري وما مصاري... القصة قصة سليم... وين راح... حتى أخي نبيه بك بيحكي في مكتوبه الأخير إنه ما عاد بيعرف وين أراضيه ولا وين راح... حيّ ولا...* أمي الله يخليك ما تكملي...- لا بنتي بعيد الشر عنه... لكن في نيسان بيصير له عامين...* إيه عامين... قال أسبوعين وصار له عامين.- وحتى لو عاد اليوم وين بيشتغل بعد ما المصرف استغنى عنه؟* بيشتغل وين ما بده بس يعود أمي... يعود... ما بقدر أتحمل أكتر من هيك.لم تكن أخبار بيروت وما يحدث فيها غائبة عن سليم، في وقت ضاقت به الأحوال من جديد، ولم يعد معه من المال سوى خمسة آلاف جنيه، ربما هو مبلغ ضخم لدى آخرين، غير أن ما خسره سليم أضعاف هذا المبلغ، فقرر أن يودعه في «البتراخانة» ـ كنيسة بطريرك الكاثوليك ـ إلى حين عودته من بيروت، إذ قرر السفر إليها لإحضار زوجته وابنتيه للعيش معه في القاهرة، واتجه من فوره إلى نبيه بك وأطلعه على قراره بالبقاء في مصر والمبلغ الذي أودعه في الكاتدرائية، ونيته السفر إلى بيروت لإحضار قاسمة والطفلتين، فلم يكن أمام الأخير إلا أن بارك قراره، وكان في وداعه في رحلته من القاهرة إلى الإسكندرية التي ظل فيها ثلاثة أيام قبل وصول المركب الذي سيقلّه إلى بيروت.انتظرت قاسمة أن يحلّ شهر حزيران لتستطيع ركوب البحر، قد لا تتحمل الطفلتان برودة هوائه، والسفر إلى مصر بحثاً عن زوجها بعدما أقنعها الأهل والمقربون بأنه لا بديل عن ذلك، ويستطيع نبيه بك العثور على سليم خلال أيام، ومع أن سعادة قاسمة وأليس بهذا القرار كانت كبيرة إلا أن الأسعد حالاً به كانت ماري:* الحين أمي أنا بحب مصر كتير... من شان بنروح ونشوف البابا فيها... البابا وحشني كتير كتير.ربما خرجت قاسمة ومعها أليس وماري من باب ميناء الإسكندرية ودخل سليم من باب آخر، فقد غادر إلى بيروت على المركب نفسه الذي أقلّ زوجته وطفلتيه إلى الإسكندرية.رحيل سليمعانت قاسمة كثيراً في السفر من الإسكندرية إلى القاهرة، ومن القاهرة حتى العثور على بيت خالها في ضاحية مصر الجديدة، غير أن أليس التي كانت بلغت عامها الثامن وماري التي بدأت عامها السادس، لم تعبئا بمشقة السفر في سبيل رؤية والدهما.فوجئ نبيه بك بقاسمة وطفلتيها يقفن أمام باب شقته، وبقدر ارتباكه في بداية الأمر، إلا أنه سعد بهن واستقبلهن استقبالا حاراً، إلا أنه لم يعرف كيف جئن وهل جئن بمفردهن أم أنهن التقين سليم في الإسكندرية؟ أسئلة عدة دارت في رأسه غير أنه قرّر أن يسألها بحذر لعلّ في الأمر شيئاً يجهله:= ع السلامة ع السلامة... وين سليم راح... ليش ما إجا معكن؟* خالو... أنا اللي جاية أسألك وين سليم... وكيف هو؟= سليم... آه آه سليم موجود... أنا بذاتي وشخصي بجيبهولك لهون... بس ارتاحوا وبيدبرها الله.= خالو... إذا كان فيه شي لا سمح الله أنا قوية بقدر أتحمل...* لاسمح الله يا خالو... مافي شي... بس ارتاحوا من السفر وبإذن الله من بكير بقلب المحروسة عاليها واطيها وبجيبلك سليم لهون.نظرت ماري إلى أمها وهي في دهشة من كلام خال قاسمة:- أمي... ما إنك قلتي إنو البابا بمصر... ليش خالو بيقول إنه راح المحروسة هادى؟(ضاحكاً)* له... له يا خالو... المحروسة هادي هي مصر... وهون بيقولوا عليها المحروسة منشان محروسة من الله... والحين أعطي بوسة كبيرة لخالو يا أليس.- أنا اسمي ماري سليم حبيب... وما بعطيك البوسة إلا لما بتجيب البابا.لم يشأ نبيه أن يخبر قاسمة بسفر سليم، كي لا تقرر العودة إلى بيروت، وارتأى أن يخبرها بعد أيام على أمل أن يسرع سليم في العودة إلى مصر بمجرد علمه بسفره زوجته وطفلتيه إليها.شعر سليم بانكسار كبير عند وصوله إلى بيروت، فضلاً عن أن قلبه لم يتحمّل مشقة السفر، وزاد وجع قلبه ما أن علم بسفر زوجته وطفلتيه بحثاً عنه في مصر، واكتمل الوجع عندما التقى الأهل والأصدقاء وراح يسمع منهم ما حدث لزوجته وطفلتيه خلال غيابه عنهن، لم يرد أن يظهر أمام الجميع بمظهر المنكسر، فتظاهر بالنصر في مصر وأنه كوّن ثروة وجاء ليعود بهن.كتم سليم ألمه في صدره، غير أن قلبه لم يتحمّل كل هذه الآلام، فتوقف ليرحل سليم في وقت تنتظر فيه قاسمة وأليس وماري في بيت نبيه بك العثور عليه... قبل أن يصل تلغراف إلى بيت نبيه بك:«نبيه بك... البقية في حياتكم انتقل سليم حبيب نصر إلى الأمجاد السماوية».البقية في الحلقة المقبلة