السعيد: من لا ينقد أعماله فليس فناناً حقيقياً
دعا إلى إنشاء جمعية تشكيلية أخرى
حدّد الكاتب محمد السعيد أنواع النقد التشكيلي، مشيراً إلى ضرورة توافر أدوات فنية وذوقية في الناقد، مستعرضاً واقع المشهد المحلي من خلال محتوى معرض القرين الشامل.نظمت ورشة السهروردي الفلسفية حلقة نقاشية تمحورت حول محتوى معرض القرين الشامل للفنون التشكيلية تحدث فيها الكاتب محمد السعيد في قاعة الفنون بضاحية عبد الله السالم، حضرها مجموعة من الفنانين التشكيليين.موضوعيةبداية، أكد رئيس ورشة السهروردي الفلسفية الكاتب محمد السعيد أهمية تحلي الفنان التشكيلي بالموضوعية والحيادية، معتبراً أن التشكيلي الذي لا يستطيع نقد عمله واكتشاف مناطق الخلل لن يكون تشكيلياً حقيقياً فالنقد الذاتي يطور تجربة الفنان ويقومها، كما أن الفنان الذي يبدأ في نقد نتاجه مصوباً هفواته حتما أنه سيقدم أعمالا مختلفة ويشهد نقلة نوعية في كل مرحلة من مشواره.جمعية تشكيليةويرى السعيد أن بعض الفنانين الذين يتصدرون قائمة التشكيل المحلي راهناً، لن يستطيعوا المحافظة على مكانهم في الصدارة، إذ إن المتلقي يتمتع بحس فني سيدفعه إلى الفرز بين الأعمال الحقيقية والأعمال المزيفة، داعياً الفنانين التشكيليين إنشاء جمعية تشكيلية مناهضة للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وعن أبرز الأعمال في معرض القرين الشامل، يؤكد أن لوحة ذكريات للفنانة سعاد الزيدي مقترحاً تسمية العمل "إعادة نظر" لاسيما أن الذي يظهر في اللوحة فرويد ممسكاً نضارته، وكأنه يعيد النظر في ما أنتج، وكذلك ولوحة "نور الأمل" لسوزان بوشناق.غياب الفكرة واستطرد متحدثا عن واقع المشهد التشكيلي المحلي، مؤكداً تنوع المشكلات التي تعانيها الأعمال التشكيلية، وفي مقدمتها غياب الفكرة، معتبراً أن ثمة معضلات ليست فنية تتحكم في التشكيل شارحاً أن الرغبة في تحقيق إنجازات شخصية والحصول على الجوائز وحب السفر والترحال من بلد لآخر لتمثيل الثقافة الكويتية دمّرا الفن التشكيلي الكويتي.أدواتوعن طرق قراءة اللوحة التشكيلية، يشير إلى أن للنقد أهدافا في مقدمتها الفهم ثم المتعة وأخيراً الرغبة في الحديث عن العمل الجميل مع الآخرين، كما حدد أدوات الناقد التشكيلي، مشدداً على ضرورة التحلي بسعة الذوق بمعنى إطلاعه على التاريخ الفني لتكون لأحكامه خلفية تاريخية وذائقة فنية فريدة، وكذلك سعة الوعي بالحاضر التشكيلي والتعرف على تيارات الفن وجمالياته والقدرة على التمييز بين الأعمال المعروضة.تقييم فطريوفي حديث عن أشكال النقد وأنواعه، يوضح أن هناك أربعة أنواع هي كالتالي النقد الصحفي والنقد التعليمي والنقد الشعبي والنقد العلمي، مبيناً أن الصحافي يخضع لمقاييس دقيقة جداً تتعلق بالمساحة المتاحة والتوقيت فلا يستطيع المحرر كتابة رؤيته النقدية السليمة مكتفياً بتقديم خبر مطول عن الحدث، أما النقد التعليمي فله قواعده وفنونه المتنوعة لاسيما أنه يدرس في المعاهد والجامعات لذلك يجب مراعاة اختلاف مستويات الطلبة، بينما يشكل النقد الشعبي الاستجابة البصرية لمجموعة من زوار المعارض للأشكال الواقعية للفن، مشيداً بالتقييم الفطري لدى الكثير من شرائح الجمهور، وأخيراً النقد العلمي الذي يعد أخطر أنواع النقد لاسيما أنه يركز على تشكيل الوعي الفني مستنداً على أسس علمية.مشارب نقديةثم انتقل السعيد للحديث عن أنواع النقد، مشيراً إلى أن النقد الشكلي وهو التزام العمل الفني بالتوازن بين الكتلة والفراغ واللون عن طريق صناعة وحدة للعمل تمنح العمل بعداً نظريا وجمالاً بصرياً، أما النقد التعبيري فهو يركز على قوة التعبير عبر تجسيد مفردات اللوحة وإن كان هناك تمرد على المقاييس الفنية المعتادة، كما فسّر الضلع الثالث من أنواع النقد وهو الذرائعي الذي يتضمن رسالة فنية كما كان سائداً في أوروبا إذ استخدم التشكيل في إيصال بعض الرسائل الدينية في عصر النهضة، مشيراً إلى أن الفنان مايكل أنغلو جمع الأنواع الثلاثة ضمن أعماله.كما فسّر السعيد سبب الرغبة في الحديث عن الفن الجميل للآخرين، ويقول بحسب تقديري ان الجمال يثير رغبة الالتقاء بالآخرين والمساهمة في نقل هذا الفعل الجميل تماشياً مع المبادئ الأساسية.وعقب ذلك، فتح باب النقاش، وتحدث التشكيلي عادل الخلف عن بعض الأعمال الفنية الموجهة التي تفتقر إلى الجماليات فيظهر العمل مشوهاً بالرغم من تحقيق رسالته، وبدوره، أكد التشكيلي محمد الشيباني أن الفنان دكتاتور في الدفاع عن عمله، فارضاً صواب فكرته على الناقد الذي يشعر بالضعف أمام تفوق الفنان في ساحتنا التشكيلية، كما أن اللمسات الأخيرة التي يضيفها الفنان الى عمله بمنزلة النقد الذاتي لعمله، فالحذف والإضافة ينضويان تحت قائمة النقد.أما التشكيلية مريم الغيث فانتقدت "تسييس" الفن واتباع طرق غير فنية ليس لها علاقة بالريشة والألوان للوصول إلى أهداف شخصية والاستحواذ على منصب فني.