دكاترة المواجيب

نشر في 24-12-2011
آخر تحديث 24-12-2011 | 00:01
 مهلهل عبدالله الرويلي القبيلة كيان اجتماعي يحمل في طياته كثيراً من المعاني الطيبة، فتجد فيها مساعدة أفرادها ومؤازرتهم لبعضهم بعضا في المناسبات المختلفة السعيدة والمحزنة، وكذلك تجد فيها احتراما وهيبة لكلمة كبير السن وأمورا كثيرة أخرى جميلة، وستجد مثلها كذلك في أي تجمع عائلي.  لكن يكمن الاختلاف في وجود عادة «الفرعيات» أو ما يسمى بعد التجريم بـ«التشاوريات»، فهي وبالٌ ليس على الأعداد القليلة داخل القبيلة أو الأقليات داخل الدائرة، بل على الكويت كافة، حيث إن مخرجاتها من الأعضاء يتحكمون بمصير المواطن الكويتي أيا كان انتماؤه، لذلك فهي في المقام الأول ليست شأناً داخلياً كما يدّعي البعض. في هذا الكيان المجتمعي القبلي تجد الدكتور والمهندس والسفير والمفكر والمبدع... إلخ، غير أنه ليس من بين هؤلاء مَن يحالفه الحظ ليمثل قبيلته إلا ما ندر، حيث ستجد شخصاً «متفرغاً» لا يوجد لديه أي عمل مهم، أو طلبة ينتظرونه، أو مؤتمرات خارج البلاد، أو اجتماعات لجان مهمة حتى العاشرة ليلاً، فيقوم هذا «المتفرغ» بتقليب الجرائد والبحث «بالمسجات» ليجد أي مناسبة داخل القبيلة حتى يحضرها ويشارك فيها، ليصل العدد في نهاية اليوم إلى عشرين زيارة، فما يكون من هذا «الواصل» إلا أن يتعاطفوا معه ويحاولوا رد الجميل إليه بأحسن منه بأن يزكوه على غيره، وبذلك فهو يضمن النجاح بما أن «التشاوريات»، أو أيا كان اسمها، قائمةٌ لا محالة ولو جُيِّش عليها جهاز الاستخبارات البريطاني (MI5)! أتمنى على كل غارق في هذه العادة المحرمة والهادمة لشخصية المواطن الكويتي المحب لوطنه ومستقبل أبنائه، أن يقاطعها وليتأكد حينذاك أنه سيكون الفائز. فبسبب تزكيتكم لهم على مدار أكثر من أربعين سنة الفائتة، أخرجت لنا هذه «التشاوريات» أباطرة في عالم المال والسلطة من «لا شيء»! لذا أدعو كل من يعجز عن الخروج من هذه العباءة السوداء ألا ينظر إلى منفعة قصيرة، وأن يفكر جدياً في تحقيق المجد لوطنه وأبنائه باختياره الأصلح صاحب الرؤيا الوطنية الشاملة وذا السيرة الذاتية المشرفة، فالقبائل كلها زاخرة بكوادر وطنية قادرة على البناء ورفع راية الوطن، فلا تختاروا «من يضحك بوجهكم»، بل اختاروا من يجعلكم تضحكون أخيراً... لذلك ابحثوا عن «دكاترة العلم»، واتركوا عنكم «دكاترة المواجيب»!
back to top