آلاف السوريين يدعمون الجيش الحرّ والأمن يتابع القتل

نشر في 14-01-2012 | 00:01
آخر تحديث 14-01-2012 | 00:01
No Image Caption
• العربي: النظام إما غير ملتزم أو ملتزم جزئياً بالمبادرة

• باريس تفتح تحقيقاً في مقتل جاكييه وتشكك في رواية السلطات

شارك آلاف السوريين أمس في تظاهرات «جمعة دعم الجيش الحر»، في مؤشر على انسداد الحلول السياسية للأزمة التي تعيشها البلاد منذ حوالي عشرة أشهر. جاء ذلك في حين أعلن أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أن النظام السوري «إما غير ملتزم، أو ملتزم جزئياً بالمبادرة العربية» محذراً من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.

تظاهر آلاف السوريين في أنحاء متفرقة من البلاد، في جمعة جديدة اطلق عليها المعارضون المطالبون بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد «جمعة دعم الجيش السري الحر» الموالي للانتفاضة الشعبية.

وردت قوات الأمن الموالية للنظام على التظاهرات بالرصاص الحي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية، التي اعلنت ايضا سقوط 34 قتيلاً في مختلف المدن السورية أمس الأول.

جاء ذلك، في حين اعلن المجلس الوطني السوري في بيان أمس انه اتفق مع «الجيش السوري الحر» على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما «بما يحقق خدمة امثل للثورة السورية». ومن هذه الاجراءات التنسيقية التي اوردها البيان انشاء «مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف «التواصل المباشر» واقامة «حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين» الذين يؤيدون الثورة و»التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية».

وقال البيان ان «وفدا من المجلس الوطني السوري، برئاسة رئيسه برهان غليون، التقى قيادة الجيش السوري الحر الخميس بهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين».

العربي

في سياق آخر، حذر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس من أن سورية تتجه الى حرب. وقال لوكالة «أسوشيتد برس» إن النظام السوري «إما غير ملتزم أو ملتزم جزئيا» بمبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ حوالي 10 اشهر. وقال العربي من مقر الجامعة العربية في القاهرة: «نحن قلقون جدا لأن هناك التزامات محددة لم تنفذ»، مضيفاً: «إذا استمر ذلك، يمكن أن يتحول الأمر إلى حرب أهلية».

باريس

إلى ذلك، اعلن مصدر قضائي ان النيابة العامة لباريس فتحت تحقيقا أمس بتهمة القتل العمد للصحافي الفرنسي جيل جاكييه في سورية، بينما تحدثت هيئة التلفزيون الفرنسي التي كان الصحافي يعمل لحسابها عن «امور مريبة» في ملابسات مقتله. وقال المصدر ان نيابة باريس طلبت تشريح جثة الصحافي التي وصلت امس الى باريس.

وأوضحت هيئة التلفزيون الفرنسي ان رئيسها ريمي فليملان طلب من نيابة باريس فتح تحقيق «يتيح كشف الحقيقة كاملة حول ظروف مقتل الصحافي الكبير» البالغ 43 عاما.

من جهته، قال مدير الإعلام في الهيئة تييري تويلييه لـ«فرانس برس»: «هناك امور مريبة. مثلا، لماذا اختفى العسكريون فجأة لحظة اطلاق النار، بينما من المفترض ان تحظى مجموعة الصحافيين بمواكبة عسكرية؟».

وقتل جيل جاكييه في حمص، معقل الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام السوري، خلال زيارة للمدينة سمح بها النظام. وتحدث الشهود الصحافيون، الذين كانوا برفقته، عن اطلاق قذيفة هاون او صاروخ او قنبلة يدوية. ولم يتمكن احد من الشهود من تحديد ما اذا كان مصدرها الجيش السوري او المعارضين. وأفادت صحيفة «لوفيغارو» امس بأن الرئاسة الفرنسية تشتبه بـ «عملية تضليل» قد تكون السلطات السورية متورطة فيها.

وأكدت الصحيفة ان مصدرا قريبا من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي صرح لها بترجيح التضليل. وأوضح المصدر للصحيفة أن «المسؤولين السوريين وحدهم كانوا يعلمون ان مجموعة من الصحافيين كانت تزور حمص ذلك اليوم وفي اي حي كانوا». وأعلنت السلطات السورية امس الأول تشكيل لجنة تحقيق في مقتل الصحافي الفرنسي.

روسيا

في سياق آخر، انتقدت روسيا امس التعديلات «الغربية» لمشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سورية، معتبرة ان هذه التعديلات هدفها اجراء تغيير في النظام في دمشق. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف: «للأسف، الرؤية الغربية تتعارض مع رؤيتنا. بالنظر إلى التعديلات التي عرضوها علينا هدفهم هو التوصل الى تغيير نظام (الرئيس بشار) الأسد في دمشق».

وكانت روسيا تقدمت منتصف الشهر الماضي بمشروع قرار يدين اعمال العنف التي ترتكبها «كل الأطراف، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السورية». ودعت الولايات المتحدة روسيا الى التخلي عن مبادرتها هذه ودعم مشروع قرار اكثر حزما اعدته واشنطن ودول اوروبية عدة.

(دمشق - أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)

مفتي سورية ينفي انشقاق أحد مساعديه

أعلن مفتي سورية الشيخ أحمد حسون، المؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد أمس في حديث لقناة «الإخبارية السورية» الرسمية، أنه لم يوظف أبداً المدعو عبدالجليل السعيد، الذي قال إنه كان مدير مكتب المفتي الإعلامي، وانشق عن النظام السوري والمؤسسة الدينية. وقال حسون: «ليس لدينا مكتب إعلامي، وليس لهذا الشخص أي قيد في وزارة الأوقاف أو الإفتاء»، مطالباً وفد مراقبي الجامعة العربية بزيارة وزارة العدل لـ»التأكد من التزوير الذي قام به عبدالجليل»، زاعماً أن الأخير «مجرد طالب طُرد من المدارس الشرعية بسبب انحراف أخلاقي».

وكانت قناة «الجزيرة مباشر» بثت مساء أمس الأول مقابلة مع الشيخ عبدالجليل السعيد، الذي عرف نفسه بأنه مدير المكتب الإعلامي لحسون، أعلن خلالها انشقاقه عن صفوف الداعمين للنظام السوري، واستقالته من المؤسسة الدينية السورية التي «يمثلها المجرم بشار الأسد والمفتي المنافق أحمد حسون» على حدّ وصفه. وأكد السعيد، الذي تحدث من اسطنبول، أن «المؤسسة الدينية في سورية ستشهد انقلاباً على المتواجدين فيها، الذين يمثلون أحد الأركان الداعمة والمؤيدة للنظام الدموي» بحسب تعبيره.

back to top