روسيا: السلطة "لن تتنازل"...والإحتجاجات ستتواصل
أعلن مصدر في حركة "تضامن" الروسية المعارضة، التي تصف نفسها بأنها "حركة ديمقراطية موحدة"، ومن قادتها ناشط الإنترنت ألكسي نافالني، والنائب السابق لرئيس الحكومة الروسية بوريس نيمتسوف، للصحفيين الاثنين، أن المعارضة قدمت إشعارا، بنية تنظيم مظاهرة حاشدة جديدة تطالب باجراء انتخابات نزيهة احتجاجا على "تزوير انتخابات" مجلس الدوما (البرلمان) أخيرا. وينتظر أن يخرج الروس إلى الشارع مجددا في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، استجابة لدعوات المعارضة. لكن رد فعل السلطات على تحركات المعارضة بدا هادئا، ولم يحمل مؤشرات إلى احتمال فتح المجال لحوار مع المعارضة. وباستثناء تصريح الرئيس ديمتري ميدفيديف الذي أيد "حق المتظاهرين في التعبير عن رأيهم" لكنه شدد على "عدم موافقته على مطالبهم" جاءت غالبية التصريحات الصادرة عن السلطة لتؤكد عدم ميل موسكو للاستجابة لمطالب المعارضة بالغاء نتائج الانتخابات الأخيرة. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الحكومة إن الشكاوى التي تلقتها لجنة الانتخابات المركزية، أشارت إلى احتمال تزوير حوالي 0.5 في المائة من أصوات الناخبين معتبرا أن هذه النسبة من الأصوات "لا يمكن أن تترك أي أثر على نتائج الانتخابات".
من جانبه صرح النائب العام الروسي يوري تشايكا أنه "لا يجد سبباً لإعادة النظر في النتائج المعلنة لانتخابات الدوما أو لإجراء انتخابات الإعادة". ودفعت هذه المواقف المعارض أدوارد ليمونوف، زعيم حزب "روسيا الأخرى" وهو حزب غير مرخص، للتأكيد أمس، على ثقته بأن السلطة "لن تقدم أية تنازلات للمطالبين بإعادة الانتخابات".اللافت أن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي اتهمته المعارضة بالوقوف وراء التزوير وطالبته بالرحيل لم يصدر تعليقا على تحركات المعارضين.في هذه الأثناء، تحدث معارضون عن شكوكهم بقدرة لجنة الانتخابات المركزية والسلطات المختصة على اجراء انتخابات رئاسية نزيهة. ومعلوم أن موعد الانتخابات الرئاسية تقرر في الرابع من آذار (مارس) المقبل، وبالإضافة إلى بوتين أعرب عدد من المرشحين عن نيتهم خوض التنافس على مقعد الرئاسة، بينهم ليمونوف الذي قدم رسميا الأحد، أوراق ترشيحه، وسيرغي ميرونوف زعيم حزب "روسيا العادلة"، بينما أعلن ميخائيل كاسيانوف أحد قادة "حزب الحرية الشعبية" ورئيس الوزراء السابق، أن حزبه لن يرشح أحداً لانتخابات الرئاسة الروسية القادمة، متوقعا أن تكون الانتخابات "غير نزيهة".