لتحسين الأعمال علينا تمكين الموظفين من إطلاق طاقاتهم الداخلية وتحفيزهم على الإبداع

نشر في 14-01-2012 | 00:01
آخر تحديث 14-01-2012 | 00:01
No Image Caption
الطول لا يدفع إلى الشعور بامتلاك القوة

السؤال هو ما مضاعفات مثل تلك النتائج بالنسبة إلى العمل التجاري؟ وإذا كان مجرد الشعور بالطول مرتبطاً إلى هذه الدرجة الوثيقة مع الشعور بالقوة لربما أمكن استخدام ذلك من أجل تمكين وتعضيد الشخص الخنوع.

أظهرت دراسات منذ فترة طويلة أن طويلي القامة يكسبون أكثر ويعاملون بقدر أكبر من الاحترام. وكان "وليم ماك كنلي" – 5.7 أقدام – آخر رئيس أميركي من الطول دون العادي، وكان ذلك منذ أكثر من قرن من الزمن. إنه نظام يرجع الى ما قبل الإنسانية وهو في حقيقة الأمر "تطور منذ أيام الثدييات حسب ما قال أحد الرؤساء التنفيذيين لصحيفة "يو اس اي توداي".

وقد غيرت دراسة جديدة تلك الحقيقة الراسخة حيث أظهرت أن الطول لا يدفع فقط الى الشعور بامتلاك القوة كما جاء في مقال بقلم "جاك غونغالو" من جامعة كورنل و"مايكل دغويد" من جامعة واشنطن سوف ينشر في العدد المقبل من مجلة "سايكولوجيكال ساينس" وأشار الى أن "القوي قد يشعر في الواقع أنه أطول مما هو حقاً".

وقام "غونكالو" و"دغويد" بإجراء ثلاث تجارب على 266 من الرجال والنساء. وكتبا في المقال المذكور "من خلال استخدام وسائل مختلفة للقوة والمقاييس المتصورة للطول وجدنا أن الناس يتصورون أنهم أكثر طولاً عندما يشغلون مراكز أكثر قوة". وتمثلت احدى الطرق التي استخدماها – على سبيل المثال – في ربط الطول مع لعبة الفيديو أفاتار، وكانت الطريقة الاخرى جعل الناس يقدرون طولهم مقارنة بعمود وتمثلت مشاعر القوة في الطلب من المشاركين أن يتذكروا أوضاعاً مارسوا فيها القوة على الغير.

لقد أضافت النتائج الجديدة الكثير الى أدبيات العلاقة بين الطول والقوة التي تعود الى عقود من الزمن. وفي سنة 1968 أحضر عالم نفس استرالي الرجل نفسه الى غرفة وقدمه الى خمس مجموعات مختلفة من الطلاب. ومع كل مجموعة قام بتغيير الوضع المفترض للرجل وقدمه على أنه طالب ومحاضر أو بروفسور. ثم طلب من كل مجموعة أن تقدر طول الرجل. وكما كتب "جوناثان راوخ " في مقال في سنة 1995 بعنوان "القصار يصلون في نهاية السباق" لم يكن الظن بأن "البروفسور" كان أطول بمقدار بوصتين من "الطالب" فقط بل ان تقديرات الطول ارتفعت بتناسب مع وضعه المتصور.

والسؤال هو ما مضاعفات مثل تلك النتائج بالنسبة الى العمل التجاري؟ واذا كان مجرد الشعور بالطول مرتبطاً الى هذه الدرجة الوثيقة مع الشعور بالقوة لربما أمكن استخدام ذلك من أجل تمكين وتعضيد الشخص الخنوع. ويتساءل "غونكالو" ما اذا كان بالامكان بالنسبة الى شخص قصير القامة اكتساب دفعة غرور اذا ما شغل مكتباً في الدور الأعلى.

والأكثر أهمية هنا أن النتائج المشار اليها قد تستخدم لمساعدة القوي على تحجيم ذيول الشعور المرتبط بالطول. ويشير "غونكالو" و"دغويد" الى حادثة مشهورة في هذا السياق. وفي أعقاب كارثة التسرب النفطي التي تعرضت لها شركة "بي بي" في خليج المكسيك قال رئيس الشركة "كارل – هنريك سفانبرغ" وهو سويدي في مؤتمر صحافي "نحن نهتم بالأشخاص الصغار" وعلى الرغم من أن الشركة بررت هذا القول باعتباره مسألة ترجمة فإن المقال يشير الى أن "سفانبرغ " كان يلمح الى سيكولوجية المفرط في القوة.

وفي نهاية المطاف فإن الدروس التجارية المستقاة من الدراسة الجديدة وكل الدراسات المتعلقة بالطول والقوة تقول بضرورة تذكر هذه العلاقة المتينة. واذا أردت تحقيق نجاح في عملك التجاري قد يتعين عليك أن تقف منتصب القامة بقدر قليل.

(فاست كومباني)

back to top