جاسم السعدون محذرا: الكويت تزول بعد 10 سنوات والفساد ضيعنا والتغيير العربي سيصل إلينا قريباً

نشر في 29-12-2011 | 20:21
آخر تحديث 29-12-2011 | 20:21
No Image Caption
 هناك أربع دول مستقرة في الخليج أما البقية فهي تعاني

حذر الخبير الاقتصادي جاسم السعدون من زوال الكويت خلال السنوات العشر المقبلة، اذا لم يتداركها ابناؤها، مشيرا الى ان النفط الامر الوحيد الذي يجعل الكويت باقية حتى الآن، وان الخطر القادم اكبر وان ما يحدث حاليا من فساد عارم في المؤسستين التشريعية والتنفيذية يعتبر خرابا للبلد وسيساهم في ضياعه.

وقال السعدون في ندوة الجمعية الثقافية النسائية التي كانت تحت عنوان "ماذا يريد الشباب من مجلس 2012 " بمشاركة الكاتب عمر الطبطبائي، ان جيلنا يضيع ونحن ننظر وان الاصلاحات الحالية تقليدية لا تفيد ابدا، مشيرا الى ان البلد حاليا تقليدي، واي رهان من الخارج لاي مكان فاسد لن يصلح البلد.

وأكد السعدون ان السنوات الاربع المقبلة هي المهمة والاخطر في تاريخ الكويت، واذا لم تنصلح الامور فالبلد سيضيع لان اي اخطاء قادمة لن تغتفر، مشيرا الى ان الاصلاح يكمن في العودة الى الديمقراطية الحقة واذا لم يتم ذلك فسندخل في خط الربيع العربي.

واشار الى ان البلد "رايحة"، لافتا الى عدم وجود اي لغة بين الشعب والادارة العامة للبلد، فالكويت كان من المفترض الا تتأثر بالازمة العالمية، خاصة وان اسعار النفط في الارتفاع، موضحا انه رغم ان الموارد المالية متاحة للكويت بسبب وفرة النفط لكن العقل غير موجود والجماعة لا يفهمون اللعبة جيدا فهل يعقل الا نعرف مثلا عدد الطلبة الذين سيدخلون جامعة الكويت، لافتا الى ان مشكلتنا في الكويت هي عدم رجاحة العقل في ادارة البلد لذلك لا حل الا في الاصلاح الشامل والتغيير الحقيقي.

واكد ان الكويت تشهد اكبر عملية خراب للعقل البشري، واذا نضب النفط فالكويتيون لن يستطيعوا العمل في اي مكان او في حرف غير وظائفهم الحالية، لافتا الى ضرورة وجود عملية تغيير مبرمج فلا يمكن ان ننقذ البلد جزئيا خلال العشر سنوات المقبلة والا "فقد اعذر من انذر".

وقال السعدون ان الكويت تعيش في خطر، والبلد يضيع ونحن ننظر، فالخطر يحيط بالكويت من زاويتين الاولى سياسية، إذ اننا نعيش في عالم مختلف عن السابق، فهذا العالم العربي مثلا كان يعيش في جزيرة معزولة الى ان حصل التغيير الحقيقي، مشيرا الى ما ذكرته ان امام الوطن العربي خيارين اما التغيير الواعي او العنيف الذي سيحولنا الى دولة كالصومال، مؤكدا ان التغيير في العالم العربي بدأ وسيصلنا قريبا وخاصة الدول التي تعاني ماديا، مشيرا الى ان هناك اربع دول مستقرة في الخليج نظرا لاستقرارها المادي اما البقية فهي تعاني حاليا. والزاوية الأخرى اقتصادية لاننا دولة مؤقتة خاصة مع ارتفاع تقديرات الميزانية فمثلا كانت ميزانية الدولة تبلغ عشرة مليارات قبل عشر سنوات والان تبلغ تسعة عشر مليار دينار وهنا يكمن الخطر، موضحا ان الاعتماد على النفط خطر حقيقي لانه سينضب بعد خمسة عشر عاما.

واوضح ان النفط وصل الى 90 دولارا ولو حصل كساد في العالم فسيسقط سوق النفط وتسقط معه الكويت وستحل الكارثة حينها، مشيرا الى ان شعب الكويت اناني ويريد ان يأخذ كل شيء، مؤكدا ان التغيير قادم للكويت واذا لم تتغير فلن يكفينا النفط.

وقال هناك اربعة مشاهد ستودي بالبلد اولها الصراع المدمر الذي يريد القضاء على السلطات جميعا من خلال الاستيلاء على السلطة والتفرد في القرار، مشيرا الى ان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وهذه نبذها العالم ونحن في الكويت نعيش صراعا محموما منذ عام 64 لوأد الدولة من اجل ان تنفرد الحكومة بالسلطة، مشيرا الى اننا كنا نتوقع ان الغزو سيذهب عن البلد الفساد ويكون الاصلاح سيد الموقف والتنمية شعارنا لكن لم يحدث ذلك ابدا.

وانتقد ما حدث مثلا في المؤسسة العسكرية، حيث قال: "عندما يكون هناك منصب شاغر في الموسسة العسكرية يكون الصراع كبيرا على الاستيلاء على هذا المنصب لذلك أظهرت رموز الفساد، فكرة تتمثل في منح القيادات مزايا مالية وقروضا من اجل اغراء القيادات العسكرية لترغيبهم بالتقاعد والابتعاد عن المناصب العليا في المؤسسة العسكرية، واقترحوا ان تكون هناك قيادات عليا ووسطى"، مشيرا الى ان المؤسسة تريد ان تمنح القيادات عروضا مالية لا تقاوم من اجل اخلاء المناصب وجعلها لاتباعهم المفسدين لذلك تم تقسيم القيادات الى ثلاثة اقسام: الاولى قبلت بالاموال وخرجت من المؤسسة العسكرية والثانية كانت قسما فاسدا يريد الفساد وبقي في المؤسسة العسكرية والثالث قسم مخلص جدا بقي من اجل الوطن واصبح في وضع لا يحسد عليه لكنه لا يعمل وجمد، وذلك لمنعه من تأدية عمله، لافتا الى ان هذا الصراع اتلف المؤسسة العسكرية.

واشار الى انه في 2007 اجتمع مسؤول كبير في البلاد مع كبار المسؤولين وقال لهم انتم فاقدو الهيبة في الكويت والتنمية معطلة واحرجتمونا مع شعوبنا ويجب عليكم ان تتحولوا الى طواويس، وبعدها شهدنا الاستقالات المتتابعة للحكومة وحل مجالس الامة من اجل تغيير التعامل مع الشعب والتمهيد للحل غير الدستوري لكن الشارع الكويتي رفض ذلك ووصل الامر الى ديوانية الحربش عندما ضرب النواب، موضحا ان ما خدم الكويت حاليا هو الثورات العربية لتتراجع السلطة عن المشروع المدمر للبلد المتمثل في اقبالها على الحل غير الدستوري، ومن ثم تم اقرار المنحة المالية، بعدها حدث ما حدث من امور سياسية لتحصين رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ضد كل الاستجوابات الى ان اتت نقطة الصفر برفض الشارع له واستقالته من الحكومة، مؤكدا اهمية فصل السلطات لان ما يحدث مفسدة كبرى.

وقال ان المشهد الثاني هو الفهم الخاطئ للديمقراطية، مشيرا الى ان الدستور عرف الحكم في المادة الرابعة منه، لكن عند تشكيل الحكومة نقوم بتشكيل حكومة ليست كفؤا والوزارات السيادية توزع لابناء الاسرة والبقية لـ"الحبربش" وهذا يتنافى مع العدالة والمساواة، لافتا الى ان الدستور يقول ان السيادة للامة وليس للأسرة.

سلطة الحكومة

وقال ان الحكم مطلق لسمو الامير، اما ادارة البلد فليس لحكومة او سلطة وحدها، انما يجب ان يكون الامر متروكا للشعب، فنحن لا نملك خلافات شخصية مع الاسرة ولو عين كل ابناء الاسرة في الحكومة فلا نمانع اذا كانوا اكفاء، لكن الادارة الحالية للحكومة والبلد غير صحي فنحن نعيش في ازمة مستمرة واي اصلاح يبدأ دون اصلاح الاساس لن ينقذ البلد ولن يعالج الاخطاء.

واشار الى ان استيلاء الحكومة على كل شيء في البلد اكبر الاخطار التي تواجهها الكويت، وان الحكومة سبب الفساد الذي نعيشه، لافتا الى ان ما حصل هو شراء للولاءات من اجل الاستمرار في الوضع كما كان حاصلا في السابق.

وقال 26 في المئة من نواب الامة متهمون بالرشوة ونفس النسبة نسبة الاطفال في الكويت سرقت طموحاتهم، واموالهم عن طريق المرتشين القبيضة، مشيرا الى ان الفساد لا يمكن ان يكتشف كله او نصفه وما خفي اعظم، متسائلا من وراء هذه الرشاوى التي افسدت البلاد حتى اصبح الفساد جزءا مهما في حياتنا.

"الأرضة" الخفية

وأكد ان مجلس الوزراء معطل وان الفساد هو "الأرضة" الخفية التي تنخر اساس الدولة ويجب على الشباب مجابهة الفساد، مشيرا الى انه عندما تسقط الدولة ويبرز مشروع الحكومة المتمثل في الفرقة والعنصرية وغيرها من التصنيفات الاخرى التي خربت البلد سيجمعنا امر واحد وهو ضياع البلد.

وقال ان مشروع الدولة يتم التعامل معه بالجزئيات الصغيرة لتفتيت الدولة خاصة مع اختفاء سيادة القانون الذي لم يعد موجودا، فالدستور منتهك لذلك لا يمكن معالجة الفساد، والبلد لم يعد له احد والخراب يبدأ من مجلس الوزراء ويستمر الى ما لا نهاية، مشيرا الى اننا اذا لم نعتقد اننا سواسية امام القانون فلن نصلح دولتنا واذا لم نصلح دولتنا فلا مستقبل لنا.

لا طموح شخصيا

وختم قائلا: "حديثي وانتقاداتي وكشفي للفساد ليس هدفه البحث عن اي طموح شخصي لا نائب ولا وزير ولا غيره وانا عندما اقسو في طرحي ليس لأبعاد شخصية انما من اجل الكويت" معتبرا الساسة افضل منه لأنهم يتحملون الضغوط اليومية، ويستطيعون ان يتخذوا القرارات وبسرعة، وانا اتخذها بعد دراسة ولا أريد أن أنافس اي شخص على اي منصب ومن هذا المنطلق اتحدث بحرية من اجل البلد.

مكافحة الفساد

من جهته، قال الكاتب عمر الطبطبائي: "اشيد بالجمعية الثقافية النسائية التي لاتزال تحمل هموم الكويت من مصائب الساسة والحكومة"، مشيرا الى ضرورة ان يكون الشعب الكويتي واعيا من اجل تطوير الكويت، ومكافحة الفساد، مؤكدا ان المجلس المقبل مفترق طرق ويجب ان نتعامل مع المرحلة المقبلة من خلال فكر معين ينقلنا الى مستقبل افضل، لافتا الى وجود قلة من ابناء الكويت هم الصادقون الذين تميزوا في الدفاع عن البلد، مشددا على ضرورة ان ينطلق ابناء الكويت من المبادرة التي يجب ان تكون الطربق لإصلاح الفساد.

واشار الى ان التيارات في الكويت تتمثل في ان العضو هو رئيس التيار ويريد ان يمتلك كل شيء حتى الرياضة، وهذا الفرق بيننا وبين الاحزاب الغربية، لافتا الى انه بالامس تم التفاعل مع قضايا سلبية تعاملنا معها بإيجابية من خلال ردة الفعل وما هو الا وقت قصير ونعود للسلبية من جديد، لكن في المقابل الاكيد ان الشباب الكويتيين نهضوا وقادوا البلد خلال الفترة الماضية وهذا يبشر اننا في خير.

على صعيد متصل، قالت سعاد المنيس ان هذه الندوة تأتي في ظروف استثنائية، لما يمر به البلد في الوقت الحالي، مستذكرة ما قاله جاسم السعدون في احدى ندواته مؤخرا ان السنوات المقبلة حاسمة ولن تترك اي دولة الا وتغيرها، اما التغيير العنيف والكارثي او المؤقت، مشيرة الى ان السعدون حذر اكثر من مرة ان رياح التغيير العربي ستصل الكويت وفعلا وصلت.

وأضافت ان الكويت وصلت لمرحلة خطيرة، كما قال شكسبير نكون اولا نكون وندعو الله ان تتجاوز البلد هذه المرحلة الحالية بسلام من اجل الحفاظ على كويتنا.

كوادر+++++++++++++++++

تحملوا قسوتي

طلب السعدون من الحضور ان يتحملوا قسوته في الطرح وقال ان قسوته على قدر ما يمر به البلد من حالة الضياع والفساد، مشيرا الى ان الاخطار الكبيرة تحيط بالبلد من كل ناحية ونحن نتفرج.

37 رؤية وطنية

ولفت الى ان الشباب تساموا على جروحهم خلال الفترة الماضية من اجل الكويت وتم الاتفاق على 37 رؤية نتمنى ان يتبناها النواب، مشيرا الى انه بعد الحراك الشبابي الذي حدث نتساءل اين دور جمعيات النفع العام؟

امنيات الشعب

طلب الطبطبائي ان تبادر الجمعية النسائية بتشكيل فريق عمل لتحقيق امنيات الشعب ومتابعة ما يريده من المجلس المقبل لتقديمها الى مجلس الأمة ووضعها في ايدي النواب ومحاسبتهم اذا لم يلتزموا بها.

العجائز والمجلس

قالت احدى الحضور وكنيتها ام ايمن ان عنوان الندوة" ماذا يريد الشباب من المجلس" لا يناسبها، وقالت مخاطبة القائمين على الندوة: "ألومكم على هذا العنوان لماذا لم يكن ماذا يريد العجائز من المجلس، فنحن عاصرنا المجلس منذ سنواته الاولى ولنا كلمة"، مشددة على ضرورة الاصلاح ومتسائلة كيف نصلح المجلس والحكومة ونحن كنا ننتظر الإصلاح منهما، لافتة الى اننا نعيش الديمقراطية بالاسم فقط لان ارادة الشعب اصبحت تشترى وتباع واطالب بمجلس شورى مادمنا لسنا ديمقراطيين.

فرصه ذهبية

شددت د. فاطمة عياد اثناء مداخلتها على قدرة الشعب وامكانيته على تغيير مجلس الامة خلال اختيار الامثل لتمثيل الامة في المستقبل، مشيرة الى اننا امام فرصة ذهبية لإصلاح الكويت وتنميتها واعادة الدور الريادي لها لذلك لا بد ان نوجه صوتنا للكويت.

اعتذرت عن "الاستشارية"

قال السعدون اعتذرت عن اللجنة الاقتصادية الاستشارية لأني لا ارى جدوى من هذه اللجان وكثرتها فعندما خاطبني ناصر الروضان وقال لي محتاجينك، قلت له استحي اردك، وقلت له نفذوا الرؤى الموجودة اولا، مشيرا الى ان الحكومة واتباعها تجعل الخبراء يبحثون ويجرون الدراسات ويعملون ليلا ونهارا في اعداد الخطط وبالاخير تنفذ ما في رأسها.

back to top