سينمائي متجول يرسم البسمة على وجوه الإسكندرية.. يعرض أفلاماً نادرة عن ثورة 1919 وخروج الملك فاروق وشارلي شابلن

نشر في 19-01-2012 | 00:01
آخر تحديث 19-01-2012 | 00:01
No Image Caption
يجوب محمد بندق شوارع الإسكندرية في وقت فراغه، حاملاً ماكينة عرض سينمائي عتيقة وشاشة عرض ومجموعة من الأفلام السينمائية الأبيض والأسود النادرة، يعرضها على المارة كبارا وصغارا.

بشغف وحنين ينتظره الكبار والصغار في شوارع وحواري مدينة الإسكندرية المصرية، ويمتاز بطلته المميزة ومعطفه وقبعته الإنكليزية التي اعتادها قاطنو المدينة الساحلية، إنه محمد بندق (40 عاماً) «سينمائي متجول»، وربما كان حالة فريدة من نوعها في مصر والعالم العربي، حيث يجوب الشوارع في وقت فراغه، حاملاً ماكينة عرض سينمائي عتيقة وشاشة عرض ومجموعة من الأفلام السينمائية الأبيض والأسود النادرة 16 و35 ملم.

وبعض الأفلام «صامت» لأساطير صناعة البهجة في تاريخ الفن السابع، مثل شارلي شابلن ولوريل وهاردي، والآخر «ناطق» لعلي الكسار وإسماعيل يس، وبعضها لقطات وثائقية تحمل محطات مهمة في تاريخ مصر، يعرضها على المارة كباراً وصغاراً، راسماً البهجة والسعادة على وجوههم ولنفسه أيضاً.

ورغم عدم تلقيه أي قسط من التعليم فهو يملك ذكاءً فطرياً، ولا يجد غرابة في ما يفعله من عروض «سينما الشارع»، معلقاً: «السينما هي القوة الناعمة القادرة على تغيير أي مجتمع وسلوك أفراده، وهي أيضاً وسيلة تربوية وتعليمية خلاف المتعة والتسلية».

وأوضح: «أجد متعة في عرض الأفلام القديمة والنادرة بالشوارع، وأن ألمح السعادة والبهجة في وجوه المتفرجين، وأرفض أن أتقاضى مقابلاً من المارة، فتلك هواية صارت عشقاً، لذا رفضت عروضاً مغرية من أصحاب المقاهي المُطلة على البحر بعرض الأفلام لزبائنهم، لأنني أؤمن بأن السينما ليست أداة للتسلية بل رسالة».

وعن مصدر «ماكينات» العرض السينمائي والأفلام الموجودة لديه، وأندرها قال بندق: «معظمها من الأسواق الشعبية الموجودة في مصر مثل سوق الجمعة والسيدة عائشة وحي النحاسين بالقاهرة وأسواق تجار الخردة الذين يقومون بشراء هذه الآلات دون علمهم بقيمتها».

وأضاف: «أقتني نحو 50 ماكينة عرض قديمة لأفلام 35 و16 ملم، منها ماكينة ألمانية الصنع ماركة zaiiz عمرها يزيد على مئة عام، وأخرى أميركية ماركة جيمون منذ عهد السينما الصامتة، وتعمل بالشمعة، وهي تعرض الصورة فقط دون الصوت».

وعن أندر الأفلام السينمائية التي يعرضها ذكر: «أفلام رواد الكوميديا مثل شارلي شابلن ولوريل وهاردي وإسماعيل يس، لأنها مازالت تمنح السعادة للكبار والصغار، بسبب العفوية والتلقائية الشديدة لأبطالها، إضافة لفيلم نادر عن نشأة السكة الحديدية في مصر، وهو إنتاج إنكليزي يعود لعام 1935، وفيلم وثائقي عن خروج الملك فاروق من مصر عام 1952، وفيلم نادر عن ثورة 1919».

back to top