يحيى سعادة الغائب... حاضر في جرأته وفرادته
يحيى سعادة، مخرج استثنائي في شخصيته وأفكاره وأعماله، تفتقده الساحة الفنية كذلك نجومها الذين رأوا في رحيله، خسارة لا تعوّض، ولم يمحُ العام الذي مرّ على غيابه ذكراه من قلوبهم. كان سعادة يطمح إلى الكثير ويتطلع إلى صناعة رائدة في مجال الكليب، ويحلم بأعمال تصل إلى العالمية، لذا الأمل كل الأمل أن يسير المخرجون على خطاه ويقدموا أعمالا ترقى إلى المستوى الذي أراده.
يحيى سعادة الثوري بأفكاره والرومانسي بقلبه أعطى للكليب العربي رؤية مختلفة عصرية لا تحدّها موانع أو أعراف أو تقاليد، وانتزع احترام حتى الذين لم يتفقوا معه في رؤيته الإخراجية، فسلموا جدلا بنجاحه وفرادته.لم يعتمد سعادة في أعماله على الإبهار النظري فحسب بل ضمّن كل كليب رسالة اجتماعية وإنسانية واخلاقية، بعقلية حرة خالية من الفلسفة والتعقيد والتجميل، هو الذي لطالما فضل أن يكون وقحاً في طرحه لأفكاره على أن يعيش في مثاليات كاذبة لا نفع منها.ناقش سعادة في أعماله قضايا مثل: قبول الآخر، المساواة الإجتماعية، العنف ضد المرأة وغيرها... وكان لسان حال شرائح مهمشة في المجتمع أو مرفوضة فلقيت عبر كليباته نافذة خرجت منها إلى العلن لتثبت وجودها وتتصالح مع نفسها. من هنا ليس مستغرباً أن تكون ذكرى هذا المخرج محفوظة في فكر فئات مختلفة من الناس وجدت فيه خير حامل لهمومها وممثل لاحلامها وتطلعاتها المستقبلية.تحية من كارولقدمت كارول صقر أخيراً كليباً خاصاً أهدته إلى روح يحيى سعادة، وأكدت، في اتصال مع «الجريدة»، أنه ما زال حيّا في قلبها بشفافيته وصدقه وجرأته وقالت: « أصلي لك يا يحيى يومياً وأستعيد أفكارك قبل أي خطوة أقوم بها، لا أنسى دفاعك عنّي حين كان يهاجمني كثر وتضامنك الكامل معي، ثمة أشخاص لا يتكررون وأنت واحد منهم».ترى صقر أن الساحة الفنية خسرت كثيراً مع رحيل يحيى سعادة، إلا أن أعماله تجعله حاضراً باستمرار في القلوب وختمت: «رحلت باكراً وأنا أفتقدك يا أخي». ومن ميريامميريام فارس من ضمن الفنانات اللواتي تعامل معهن يحيى سعادة، ومن الأشخاص المقربين إليه، لذا تشعر بحضوره في كل عمل تنجزه ولا تصدق أن عاماً مرّ على غيابه، «عندما أعود من السفر يساورني شعور للحظات بأني أريد الاتصال به لشوقي الكبير إليه، ثم لا ألبث أن أعود إلى واقع أن يحيا لم يعد موجوداً بيننا».رافق يحيى سعادة مريام فارس منذ أولى خطواتها الفنية وعرفت النجاح معه وتتذكر نصائحه على الدوام، «سأحاول في أعمالي المقبلة ترجمة ولو القليل مما كان يعمل على تحقيقه، يحيى شخص لا يتكرر وأنا أذكره في صلواتي يومياَ لتكون نفسه في السماء».ومن نيكولشكلت الفنانة نيكول سابا مع سعادة حالة خاصة من خلال الكليبات التي قدماها سوياً وكانت جريئة في معظمها إلا أنها خالية من الابتذال، وعلى رغم مرور عام على غيابه إلا أن مرارة الفراق ما زالت كبيرة عندها، تقول: «لم يكن يحيى مخرجاً لاعمالي فحسب بل كان أخي وصديقي وحاز على ثقتي الكاملة به، خسارتي برحيله لا تعوّض ولا يسعني إلا أن أصلي لراحة نفسه يومياً».صعقة كهربائيةفي أثناء تصوير كليب للفنانة اللبنانية مايا دياب، في تركيا، تعرّض يحيى سعادة لصعقة كهربائية أودت بحياته على الفور (17 كانون الأول 2010). وكان آخر أعمال المخرج الشاب كليب «كنت في حالي» للفنانة نيكول سابا وكان تعاون معها في كليبات: «فارس أحلامي»، «أنا طبعي كده»، «براحتي».كذلك أخرج سعاده كليبات للفناناتـ: كارول صقر في «جرح غيابك»، هيفاء وهبي في «مش قادرة أستنى»، «حاسة ما بينا في حاجة»، «إبن الحلال»، ميريام فارس في «خلاني» و{مكانه وين»، نجوى كرم، نوال الزغبي، أمل حجازي.