القادة الخليجيون يتبنون مبادرة الملك عبدالله للاتحاد

نشر في 20-12-2011 | 19:29
آخر تحديث 20-12-2011 | 19:29
No Image Caption
- قمة الرياض تدعو إيران إلى الكف عن التدخل في شؤون دول المجلس... وسورية إلى وقف آلة القتل فوراً

- الزياني: تشكيل هيئة متخصصة لدراسة "الاتحاد"

- الفيصل لدمشق: البروتوكول جزء لا يتجزأ من المبادرة العربية

تبنى قادة دول مجلس التعاون الخليجي، في ختام قمتهم اليوم، المبادرة التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد، داعين إيران إلى كف تدخلاتها في شؤون دول مجلس التعاون، وسورية إلى وقف آلة القتل فوراً.

اختتم قادة دول مجلس التعاون الخليجي اليوم قمتهم العادية الـ32، التي عقدت في الرياض بمجموعة من القرارات والتوصيات الهامة التي تواكب المتغيرات التي يشهدها العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص.

واجرى القادة جلسة مغلقة حضرها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، ونائب الرئيس الاماراتي حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

والقى أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني "اعلان الرياض"، الذي صدر عن القمة، وأكد تبني قادة دول المجلس مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لـ"تجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد، لتشكل دول المجلس كيانا واحدا يحقق الخير ويدفع الشر استجابة لتطلعات مواطني دول المجلس ومواجهة التحديات التي تواجهها".

ودعا الاعلان الى "تسريع مسيرة التطوير والاصلاح الشامل داخل دولهم بما يحقق المزيد من المشاركة لجميع المواطنين والمواطنات، ويفتح آفاق المستقبل الرحب مع الحفاظ على الامن والاستقرار وتماسك النسيج الوطني والرفاهية الاجتماعية".

ودعا ايضا الى "تحسين الجبهة الداخلية وترسيخ الوحدة الوطنية، استنادا الى المساواة بين جميع المواطنين والمواطنات امام القانون وفي الحقوق والواجبات، والتصدي للمحاولات الخارجية من جهات مأزومة تحاول تصدير ازماتها الداخلية عبر اثارة الفتنة والانقسام والتحريض الطائفي والمذهبي".

واكد الاعلان ضرورة "العمل الجاد لتحقيق اعلى درجات التكامل الاقتصادي بين دول المجلس، وتجاوز العوائق التي تعترض مسيرة الانجاز للاتحاد الجمركي والوحدة النقدية والسوق المشتركة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية".

ودعا الى "تطوير التعاون الدفاعي والامني بما يكفل التصدي بسرعة وفعالية بشكل جماعي وموحد لاي مخاطر أو طوارئ"، كما دعا الى "تفعيل دبلوماسية مجلس التعاون لدول الخليج العربية لخدمة القضايا الوطنية والعربية والاسلامية والتواصل الجماعي الموحد مع كل القوى الاقليمية والدولية وصون المصالح المشتركة لدول المجلس في كل المحافل الدولية".

وشدد على ضرورة "تعميق الانتماء المشترك لشباب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتحسين هويته وحماية مكتسباته عبر تكثيف التواصل والتعاون والتقارب بينهم، وتوظيف الانشطة التعليمية والاعلامية والثقافية والرياضية والكشفية لخدمة هذا الهدف".

وكان الزياني أشار قبل تلاوته الإعلان، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الى أن قادة دول مجلس التعاون قرروا تبني مبادرة الملك عبدالله، ووجهوا المجلس الوزاري (وزراء الخارجية) إلى تشكيل هيئة متخصصة بواقع ثلاثة اعضاء عن كل دولة لدراسة المبادرة وكل المقترحات التي تم تداولها خلال القمة.

وقال إنه على الدول الاعضاء تقديم مرشحيها في موعد اقصاه فبراير المقبل، بينما تعقد بعد ذلك اجتماعها في مقر الامانة العامة للمجلس في العاصمة السعودية الرياض، لترفع تقريرها الاول الى المجلس الوزاري في اجتماعه المقبل في مارس 2012.

سورية

وعلى الصعيد السياسي، طالب البيان الختامي، الذي صدر عن القمة، "الحكومة السورية بالوقف الفوري لآلة القتل، ووضع حد لاراقة الدماء، وازالة اي مظاهر مسلحة، والافراج عن المعتقلين كخطوة اولى للبدء في تطبيق البروتوكول" الموقع، كما دعا الى "تطبيق كل بنود المبادرة العربية".

إيران

وفي شأن العلاقة مع إيران، عبر البيان الختامي عن "بالغ القلق لاستمرار التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لهذه الدول ومحاولة بث الفرقة، واثارة الفتنة الطائفية بين مواطنيها، في انتهاك لسيادتها واستقلالها"، وطالبت الدول الخليجية "ايران بالكف عن هذه السياسات والممارسات".

كما أكد القادة "متابعة مستجدات الملف النووي الإيراني بقلق بالغ، وأهمية التزام ايران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشددين على "جعل منطقة الشرق الاوسط، بما فيها الخليج العربي، خالية من اسلحة الدمار الشامل والاسلحة النووية".

صندوق تنمية

وفي موضوع التعاون مع المغرب والاردن، افاد البيان الختامي بأن القمة قررت "انشاء صندوق خليجي يبدأ بتقديم الدعم لمشاريع التنمية" في الاردن والمغرب، "بمبلغ مليارين ونصف دولار لكل دولة، وكلف وزراء المالية في دول المجلس دراسة النظام الاساسي والهياكل المطلوبة" لذلك، كما وافقت على "دراسة مجالات التعاون المشترك وتشكيل لجان التعاون المتخصصة في هذا الشأن وصولا الى الشراكة المنشودة".

الفيصل

من ناحيته، قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، خلال المؤتمر الصحافي، إن مبادرة انتقال دول مجلس التعاون الى مرحلة الاتحاد نقلة نوعية في مسيرة العمل بين دول المجلس، مؤكدا أنه "سيكون لها تأثير على المستوى المتوسط والبعيد".

واشار الفيصل الى أن "قرارات القمة عكست استشعار القيادة الخليجية لمسؤولياتها امام المرحلة الحالية التي تمر بها الامة العربية بكل متغيراتها وتحدياتها"، موضحاً أن "القرارات تعكس الاجواء الاخوية والودية التي سادت اجتماعات القادة، كما اتسمت بالشفافية في تناول كل القضايا المدرجة على اعمالها".

وفي الشأن اليمني، قال الفيصل إن "دول المجلس تقف بجانب اليمن الى ان يتجاوز ظروفه، وسيستمر المجلس بدعم اليمن خلال المرحلة الانتقالية"، معلنا أن "اصدقاء اليمن سيعملون على جمع تبرعات من سائر الدول لمساعدة اليمن على مواجهة التحديات التي يمر بها".

وفي الشأن السوري أكد وزير الخارجية السعودي أن "المبادرة العربية تهدف إلى حل القضايا العربية عربياً"، واعتبر أن "الذي ينقل الأمر إلى المنظمات الدولية سورية لا العرب"، مشيراً إلى أن "روسيا الصديقة لسورية قدمت مشروعاً إلى مجلس الأمن".

وأضاف: "إذا قبلوا (السوريون) النصيحة كانوا تجاوبوا مع المبادرة العربية، ولن يستخفوا بها، نأمل أن يكون التوقيع على البرتوكول هو الخطوة الأولى لتنفيذ المبادرة".

ودعا الفيصل دمشق إلى "وقف القتال فوراً وسحب آليات الدمار من المدن وإطلاق سراح المحتجزين، إذا كانت النية صادقة"، مشيراً إلى أن "هذه الخطوات لابد أن تتم فوراً حتى يتم باقي البروتوكول".

وقال "ما بلغني في تصريح لوزير الخارجية السوري وليد المعلم أنه قال إن سورية قبلت بالبروتوكول ولم تقبل بالمبادرة"، مشيراً إلى أن "البروتوكول جزء لا يتجزأ من المبادرة".

وعن تدخل الجامعة العربية في حل القضايا عربياً، قال الفيصل "نجد أن الحلول التي تأتي من الخارج لن تكون صائبة"، مشيراً إلى "أننا لا نشك في نوايا كل الناس، ولكن ثبت بالخبرة أن الذي يأتي من الخارج لا يفهم مشاكلنا". وتابع "سورية ليست رخيصة، ولا يضمر لها أحد أي شر، لا يريد أحد أن يؤذي أي فرد من الشعب السوري"، مؤكدا "ضرورة التوسط لأنه لا خيار لنا".

وعن إيران، قال الوزير السعودي إنها "دولة جارة ولها تاريخ ونأمل عدم الدخول في خلافات معها"، مطالباً طهران باحترام الدول الخليجية خصوصا أن الإعلام الإيراني يسيء إلى المواطن العربي. ولفت إلى أن "التهديدات المستمرة للجزر الإماراتية والمناورات العسكرية الإيرانية في المياه الإقليمية لا تدل على حسن النوايا". وأعرب الفيصل عن الاستعداد للتفاوض مع الإيرانيين على أي مستوى إذا أرادوا ذلك، مشددا على أن "أي خطوة إيرانية ستقابلها خطوتان".

وفي الشأن العراقي، دعا الفيصل العراق إلى "تحديد سياسته من دول المنطقة"، معرباً عن أمله أن "يستقر العراق وأن يساوي بين مواطنيه وعدم التفرقة بينهم".

ورداً على سؤال، أكد وزير الخارجية السعودي دعم دول المجلس المستمر لمصر، مشيرا إلى الدور العربي البارز لها رغم الظروف التي تمر بها، وآخر ذلك المصالحة الفلسطينية.

لقاءات سمو الأمير

وكان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قام صباح أمس بزيارة إلى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مقر إقامته في الرياض، كما زار سموه أيضاً العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وحضر سمو الأمير مساء أمس الأول مأدبة العشاء التي أقامها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز على شرف قادة دول مجلس التعاون.

back to top