رولا رداً على عاشور: الربيع "الخليجي" يهدف إلى إصلاحات داخلية لا إلى المطالبة بتغيير الأنظمة
اعتبرت النائب د. رولا دشتي أنّ دول مجلس التعاون الخليجي تعيش ربيعًا منذ أمدٍ بعيد، ذلك لأنّ شرعيّة أنظمتها وامتدادها طوال الفترة المنصرمة مستمدّة من العقد الاجتماعي الوثيق الذي يربط بين الحاكم والمواطن، وهذا لا يعني على الإطلاق أنّ الحراك الحاصل في المنطقة لن يعود بارتدادات على الواقع في دول مجلس التعاون، ولكنّه يبقى في إطار المطالبة بإصلاحات داخلية لا تتعدّى إلى المطالبة بتغيير الأنظمة، والسبب في ذلك عائد إلى أنّ الأنظمة الحاكمة في الخليج غير متسلّطة، وهي تتمتّع بقدر كبير من المطواعيّة في تلبية احتياجات مجتمعاتها، التي قد تُخفق أحيانًا في تحقيق كامل تطلّعات شعوبها.
وأضافت دشتي أنّ الأسر الحاكمة في دول الخليج التي تقود شعوبها برويّة وحكمة، لا بدّ أن تنظر إلى ما يحصل اليوم من تغيّرات في الدول المجاورة بعينٍ ممعنة، فاسحة في المجال الواسع أمام الإصلاحات التي تواكب العصرنة من غير المساس بالضوابط والقيم التي ظلّلت منطقة الخليج العربي منذ النشأة الأولى. وهذه الإصلاحات غير مقتصرة على ناحية واحدة، فهي على ارتباط وثيق بخاصيّة كلّ دولة، لأنّ المتطلّبات قد تختلف من واقع لآخر ومن مكان جغرافي لآخر، ففي التنوّع غنى وفي الاختلاف تنافس ونهوض. وقد آن الأوان للالتفات بجدّية إلى مكامن العلل وعلاجها، بدءًا بالإصلاحات التي تكفل للمواطن الخليجي الحقّ في حرية التعبير عن الرأي مع ضمانة سيادة القانون ومراعاة النظام العام واحترام الآداب العامة، ومعالجة الهيكلية في البنية التنموية، وإيجاد حلول جذرية للبطالة التي تتزايد معدّلاتها بين الشباب، وتعزيز حقوق المواطنة وصولاً إلى العدالة الاجتماعية. وتمنّت دشتي على شعوب دول مجلس التعاون تضافر الجهود وسدّ الطريق في وجه كلّ ما يهدّد استقرار وأمن دولهم، فالتحدّيات كبيرة والأطماع بخيرات هذه الدول يسيل لعاب المتربّصين بها الذين يستغلّون مكامن العلّة وينتهزون الفرص للصيد في الماء العكر. فإن كانت الدول المجاورة تسعى إلى الربيع العربي، فنحن في دول الخليج خبرناه قبلاً وتنفّسنا أريج أزهاره ولا نزال نزرع الورود.