الشيوخ الجدد

نشر في 24-08-2011
آخر تحديث 24-08-2011 | 22:01
No Image Caption
 أحمد عيسى لأن شهر رمضان المبارك موسم مهم لشيوخ الدين قديمهم وجديدهم، فإننا نراهم منتشرين على القنوات الفضائية دون معرفة كلفة إنتاج أعمالهم ومصادر تمويلها، وما أنصبتهم من الإعلانات التي يقدمونها أو تلك التي تعرض خلال برامجهم، وكم تدر عليهم الخدمات والأعمال التي يقدمونها،  أو الخدمات النصية والصوتية عبر الهاتف النقال كتسجيل الأدعية أو ترتيل الآيات القرآنية بأصواتهم؟

يعتبر شيوخ الدين شهر رمضان المبارك موسما لتعزيز حضورهم الإعلامي من خلال ما يقدمونه من برامج تلفزيونية وإذاعية، وهو ما يضعهم في خانة نجوم الفن والشخصيات العامة التي تطل علينا خلال هذا الشهر عبر الأعمال الدرامية وبرامج الطبخ والمسابقات.

ودائما ما يتحول شيوخ الدين إلى نماذج مشابهة لرجال الأعمال إن لم يكونوا كذلك، فتجدهم يسافرون على الدرجات الأولى ويسكنون في أفخم الفنادق لعقد صفقات أو الترويج لمشاريع أو تأسيس شركات أو إقامة المحاضرات، وهنا أتحدث عن أغلبهم وليس الكل، فالاستثناء بينهم من نصيب قلة قليلة جدا تعمل دون مقابل وبعيدا عن أي منافع أو أجر.

وخلال الأسبوع الماضي كتب أحد شيوخ الدين الجدد لمتابعيه أنه وزع برنامجه التلفزيوني على عدد من القنوات للبث مجانا، دون أن يوضح لنا كلفة إنتاج "عمله الجديد" ومصدر تمويله، فمن غير المعقول أن يصرف من لا يملك دون مقابل.

إن بضاعة الشيوخ الجدد هي الدين، وهو مصدر ثرائهم وحضورهم، فتراهم يعيدون في كل موسم تقديم نفس البضاعة التي يتقاضون عليها أجرا، ويتنقلون بين المحطات الفضائية منافسين نجوم الفن على ساعات الذروة من خلال برامج تستخدم فيها إمكانات هائلة وتقنيات فنية حديثة، بهدف تحقيق أعلى نسب مشاهدة لبرامجهم وأعلى مردود إعلاني عليها، وبالتالي أعلى عائد لهم.

ولأن شهر رمضان المبارك موسم مهم لشيوخ الدين قديمهم وجديدهم، فإننا نراهم منتشرين على القنوات الفضائية دون معرفة كلفة إنتاج أعمالهم ومصادر تمويلها، وما أنصبتهم من الإعلانات التي يقدمونها أو تلك التي تعرض خلال برامجهم، وكم تدر عليهم الخدمات والأعمال التي يقدمونها أو الخدمات النصية والصوتية عبر الهاتف النقال كتسجيل الأدعية أو ترتيل الآيات القرآنية بأصواتهم أو أعمال الرقية الشرعية وتفسير الأحلام وغيرها.

وبعد شيوخ الدين الجدد حذت شركات ومؤسسات تجارية حذوهم، وفتحت باب القيام بأعمال خيرية تحت مظلتها عن طريق اقتطاع الأرباح من مساهميها أو فرض رسوم مضافة على الخدمات المقدمة لعملائها بهدف توجيهها إلى أعمال الخير، رغم أنها غير مخولة بذلك قانونا.

ثم تنتهي حملات الخير دون أن نعلم كم تلقت هذه الجهات؟ وكم أنفقت؟ وأين توجهت أموال مساهميها وعملائها؟ تماما مثل شيوخ الدين الجدد الذين لا نعرف مصادر دخلهم ولا حجم ثرواتهم التي حصلوا عليها من بيع بضاعتهم علينا.

على الهامش:

بموجب البند الخامس من المادة 21 بقانون المطبوعات والنشر يحظر نشر ما من شأنه "التأثير على قيمة العملة الوطنية أو ما يؤدي إلى زعزعة الثقة بالوضع الاقتصادي للبلاد أو أخبار إفلاس التجار أو الشركات التجارية أو المصارف أو الصيارفة إلا بإذن خاص من المحكمة المختصة".

back to top