علماء تحت راية الإسلام: ابن يونس... الفلكي راصد النجوم

نشر في 12-08-2011 | 22:01
آخر تحديث 12-08-2011 | 22:01
اهتم المسلمون بدراسة الظواهر الفلكية المختلفة لذلك برز العديد من علماء المسلمين في مجال الفلك وكان لهم الكثير من النظريات والآراء التي أثبت العلم الحديث صحتها، ووصل علم الفلك عند المسلمين إلى قمته على يد ابن يونس المصري في القرن الرابع الهجري الذي يعد حسب رأي المستشرق الكبير سارتون أكبر شخصية فلكية في تاريخ الحضارة الإسلامية.

ولد أبوسعيد علي بن عبدالرحمن بن أحمد بن يونس بن عبدالأعلى الصدفي المصري، في مصر لأسرة عرفت بالنبوغ في العلم، فوالده كان من أئمة المحدثين ومؤرخ مصر في عصره، وجده يونس من المولعين بالنجوم ورصدها، لذلك لم يكن غريبا أن ينشأ ابن يونس في جو علمي صرف أهله للنبوغ في علمي الفقه والفلك والرياضيات. وقد عرف خلفاء الدولة الفاطمية لهذا العالم قدره، فهيأوا له أسباب العمل، ليؤدي رسالته على الوجه الأكمل، وشيدوا له مرصدا على قمة جبل المقطم، وجهزوه بكل ما يلزم من الآلات والمعدات. وطلب منه الخليفة العزيز بالله أن يؤلف موسوعة في علم الهيئة والفلك، وقد بدأها في عهد العزيز، لكنه أتم التأليف في عهد الحاكم بأمر الله ومن ثم سمي الكتاب بـ»الزيج الحاكمي الكبير» الذي اتمه قبل وفاته في مصر سنة397هـ بقليل.

يعد كتاب ابن يونس «الزيج الحاكمي» أشهر وأهم كتبه على الإطلاق فهو يحتوي على أرصاد الفلكيين القدامى وأرصاده هو والمقارنة بينها، للتوصل إلى الرصد الحقيقي للكواكب والنجوم، وقد وفق في أثناء ذلك إلى رصد كسوف الشمس، وخسوف القمر في مصر، وتصحيح ميل دائرة البروج، وزاوية اختلاف النظر للشمس.

وكفاه فخراً في عالم الرياضيات أنه مخترع «حساب الأقواس» تلك الطريقة الفريدة التي ذللت قوانين التقويم، وأراحت من كثرة استخراج الجذور المربعة، كما أنه مخترع «الربع ذو الثقب» و»بندول الساعة»، وهو الاختراع الذي سبق به بستة قرون العالم الإيطالي جاليليو بشهادة علماء أوروبا أنفسهم. وبرع ابن يونس في حساب المثلثات، وله فيها بحوث قيمة ساعدت في تقدم علم المثلثات، فهو أول من وضع قانوناً في حساب المثلثات الكروية، كانت له أهمية كبرى عند علماء الفلك، قبل اكتشاف اللوغاريتمات، إذ يمكن بواسطة ذلك القانون تحويل عمليات الضرب في حساب المثلثات إلى عمليات جمع، فسهل حل كثير من المسائل الطويلة المعقدة، وتقديرا لجهوده الفلكية، تم إطلاق اسمه على إحدى مناطق السطح غير المرئي من القمر.

back to top