لمسة وفاء

نشر في 12-07-2011
آخر تحديث 12-07-2011 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي في خضم هذا السيل من الوفاء والتكريم نتساءل: أين تكريم سفراء الكويت على مدى خمسين عاما؟ وأين تكريم من حملوا أرواحهم على راحات أيديهم، وجابوا الدنيا رافعين راية الوطن في أصعب مراحل تكوين الدولة، من الاستقلال مرورا بأحداث الصامتة، ثم الحرب العراقية-الإيرانية بكل ظلالها، وصولا إلى جريمة العصر الغزو الغادر والاحتلال ثم نعمة التحرير وإعادة البناء؟!

دأبت دول العالم على تكريم رجالاتها ونسائها ممن أفنوا جلّ عمرهم في خدمة الوطن في المجالات المختلفة، ولكم أثلج صدري ما رأيته قبل أيام في إحدى الفضائيات الكويتية أثناء لقاء جرى مع الأخ العزيز الفريق أحمد الرجيب وكيل وزارة الداخلية السابق، وقد ترقرقت في عينيه دموع الحب والعرفان، وهو يشاهد فعاليات تكريمه الذي أقامه له الشيخ جابر الخالد وزير الداخلية السابق.

وقبل ذلك بأيام شاهدت اللاعب المبدع، الذي لا يختلف على حبه وتقديره اثنان المرعب جاسم يعقوب الذي أبكى أهل الكويت حزنا وفرحا... فرحا بجولاته وصولاته بالملاعب وحزنا عند مرضه وغيابه، وكم كان رائعا استقبال أهل الكويت له عند عودته من رحلة العلاج.

وغير ذلك من حفلات التكريم والتقدير شملت أغلب قطاعات الدولة: المعلمين، الفنانين، القضاء، النفط وغيرها كثير، وهذا هو واجب الدولة تجاه أبنائها وليس ذلك منة ولا يريد هؤلاء شكورا، فخدمة الوطن واجب يحتمه الولاء الصادق، وحب هذه الأرض والإخلاص لها.

وفي خضم هذا السيل من الوفاء والتكريم نتساءل: أين تكريم سفراء الكويت على مدى خمسين عاما؟ وأين تكريم من حملوا أرواحهم على راحات أيديهم، وجابوا الدنيا رافعين راية الوطن في أصعب مراحل تكوين الدولة، من الاستقلال مرورا بأحداث الصامتة، ثم الحرب العراقية-الإيرانية بكل ظلالها، وصولا إلى جريمة العصر الغزو الغادر والاحتلال ثم نعمة التحرير وإعادة البناء؟!

لماذا لم تكرم هذه الكوكبة من الرجال أصحاب السعادة الوزراء والسفراء أمثال عبدالمحسن الدويسان، وراشد عبدالعزيز الراشد، وسليمان ماجد الشاهين، وسعود العصيمي، ومحمد السداح، ود. طارق الرزوقي، وغازي الريش، وعبدالحميد البعيجان، ومحمد البلهان، وغيرهم وغيرهم، وليعذرني من لم يتسع المقال لذكرهم الطيب، ومنهم أيضا من انتقل إلى جوار ربه؟! هذه الكوكبة التي قامت وزارة الخارجية على أكتافها وبسواعدها والتي كان على رأسها ونوخذها عميد السلك الدبلوماسي الدولي، شيخ الدبلوماسية وأميرها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.

ولا ننسى هنا أن نذكر بالإجلال شهداءنا في المجال الدبلوماسي من أمثال مصطفى المرزوق ونجيب الرفاعي رحمهما الله... والبعض الآخر تعرض لمحاولة الاغتيال، فالعمل الدبلوماسي ليس ترفا ومتعة بل فيه الكثير من المصاعب والمتابعة ومعاناة الأهل والأولاد والغربة الطويلة عن البلاد، وأحيانا في ظروف وبلاد قاسية وصعبة.

وبعد كل هذا ألا يستحق هؤلاء الرجال التكريم والتقدير بدل أن يدفعوا إلى زوايا النسيان والنكران؟!

back to top