تظاهرات البدون: كر وفر... والمعتقلون إلى 95 والأمن يبحث عن المحرضين
المتظاهرون: ما قمنا به طبيعي لانتهاك «الأمن» أبسط حقوقنا... وسنتابع التظاهر غداً
لليوم الثاني على التوالي نظم "البدون" تظاهرة أسفرت عن اعتقال العشرات بين كر وفر مع قوات الأمن الخاصة.بينما تعيش منطقة تيماء استنفاراً أمنياً، وتشهد ما يشبه حرب العصابات بين مجاميع البدون والقوات الخاصة، التي تتدخل بين حين وآخر، لتفريق جموعهم التي تتخذ من الشوارع الداخلية مواقع للملة صفوفهم والخروج في مسيرات قصيرة، تعكف الأجهزة الأمنية في الإدارة العامة لأمن الدولة والمباحث الجنائية، على البحث عمن يعتقد أنهم المحرضون الرئيسيون على ما يجري من أحداث ومظاهرات في كل من تيماء والأحمدي والصليبية. وأبلغ مصدر أمني مطلع "الجريدة" أن الأجهزة الأمنية حددت أسماء بعض الأشخاص الذين دلت التحريات على أنهم كانوا من المحرضين الأساسيين على إثارة أعمال الشغب ومقاومة رجال الأمن، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية رصدت قبل عدة أيام اجتماعاً لهم في ديوانية أحد المرشحين للانتخابات المقبلة. تخطيط محكموأوضح أن هذه المجموعة خططت بإحكام لأحداث أمس الأول، واختارت مسجد الإمام الشعبي موقعا لانطلاق المظاهرات، رغم تحذير وزارة الداخلية لهم بعدم إقامة أي تجمع أو تظاهر. وأضاف أن التحريات دلت أيضاً على أن نفس المجموعة بعد أحداث الصباح دعت المجاميع إلى الخروج في مظاهرات ليلية استمرت منذ الواحدة بعد منتصف الليل حتى الرابعة فجرا، محرضة إياهم على التظاهر والاحتكاك برجال الأمن، الذين بدورهم لم يتعاملوا مع المتجمهرين بناء على أوامر عليا، وخشية على سلامة الجميع. وأشار المصدر إلى أن المحرضين تحصلوا أيضا على صور تبرز تعامل رجال الأمن خلال المظاهرات وبثوها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالانترنت، وبينوا من خلالها أن الأجهزة الأمنية تعاملت بعنف مع المتظاهرين، بهدف إثارتهم وتأجيجهم ضد "الأمن"، لافتا إلى أن ضبط وإحضار هؤلاء المحرضين بات مسألة وقت، بعدما حددت أشخاصهم، وما قام به كل منهم في التحريض. وأضاف أن المعلومات التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية أظهرت أن هؤلاء المحرضين وجهوا الدعوة مجددا، إلى مجاميع "البدون" للتظاهر مساء الاثنين المقبل، بهدف إثارة المزيد من الفوضى.اعتقالات ميدانياً، ولليوم الثاني على التوالي، شهدت مناطق تيماء والصليبية مظاهرات للبدون المطالبين بحقوقهم المدنية، غير أن القوات الخاصة تعاملت معهم بشكل فوري، مستخدمة القنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع والقنابل الدخانية لتفريقهم، وتمكنت من اعتقال ٣٣ شخصاً، ٢٠ منهم في تيماء و١٣ في الصليبية، ليصل إجمالي عدد المعتقلين إلى ٩٥ منذ بداية الأحداث، يتم احتجازهم في الإدارة العامة للمباحث الجنائية. بدوره، قال وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام والقائد الميداني اللواء محمود الدوسري إن "الداخلية" تتعامل مع جميع القضايا في الدولة وفق القانون، نافيا استخدام الرصاص المطاطي، لأن "إصابته تكون بليغة إذا استخدم، ما يؤكد أننا لم نستخدمه إذ لا توجد إصابات"، مقراً بأن "لنا الحق في استخدام جميع الوسائل، من القنابل الدخانية وخراطيم المياه" للحفاظ على الأمن وعدم إثارة الفوضى. وأضاف اننا "إذا اضطررنا إلى استخدام القنابل الغازية فيجب أن تكون بمناطق مكشوفة". وحذر الدوسري مشاغبي المظاهرات الذين يصرون على الاستمرار فيها، لافتا إلى أهمية إفساح المجال للعقلانيين لمتابعة قضية البدون، ولوزير الداخلية الذي أكد أن هذه القضية هي قضيته التي سيدافع عنها.خلط أوراقوبين أن الوزير أوفى بوعده من خلال رفع الكشوفات إلى مجلس الوزراء، موضحا أن هناك من يخلط الأوراق من الذين يثيرون الشغب وهم من لا تنطبق عليهم الشروط ويريدون التأثير على سير إنجاز قطار التجنيس. وحذر الدوسري مثيري الشغب من أن ضبطهم ستتبعه إجراءات أمنية فضلا عن تحويلهم إلى النيابة، مضيفا انه سيكون هناك سجل جنائي على من يتم اعتقاله مما يقع عليه أعباء قانونية تحرمه من الجنسية وقد تشمل العقوبة أفراد عائلته، ومحذراً أيضاً من ارتكاب تلك الأعمال لاسيما في هذا الأوقات التي تشهد انتخابات برلمانية. وأكد الدوسري جدية الحكومة في حل قضية البدون، مستندا إلى إيعاز صاحب السمو أمير البلاد للحكومة بأنه خلال 5 سنوات يجب أن تحل قضية البدون. وعن إتلاف آليات "الداخلية" قال الدوسري إن "هناك مجموعة من الدوريات تعرضت للإتلاف والتكسير من خلال رشق المتظاهرين لها بالحجارة"، مشيرا إلى أن "هناك عددا من رجال الشرطة تعرضوا للاعتداء وللإصابات، فضلا عن تسبب المتظاهرين أيضاً في عرقلة السير ومضايقة المارة". وعن اعتقال أحد منتسبي جمعية حقوق الإنسان يوسف الخلفان قال الدوسري "نحن اعتقلنا المتظاهرين وتمت إحالتهم إلى المباحث الجنائية، وأما بالنسبة للخلفان فلم يفصح عن هويته".رد فعل طبيعيمن جانبهم، ذكر عدد من البدون المشاركين في المظاهرات بمنطقة تيماء لـ"الجريدة" أن "خروجهم في اليوم الثاني على التوالي هو ردة فعل طبيعية على انتهاك القوات الخاصة لأبسط حقوق الإنسان، وذلك باعتدائهم على البدون دون وجه حق ودون مراعاة للعادات والتقاليد". وأوضحوا أنهم كانوا يعقدون العزم على أن تكون المظاهرة سلمية كسابقاتها إلا أنهم فوجئوا بالهجوم الأمني وما تبعه من أحداث اضطروا بعدها إلى اتباع أسلوب الكر والفر لإثبات أنهم ليسوا مثيري شغب وأنهم أصحاب حق، مؤكدين أنهم مستمرون في النزول إلى الشارع حتى يحصلوا على حقوقهم كاملة.