ثوار ليبيا يباشرون الزحف الحاسم نحو طرابلس
شنّ الثوار الليبيون مدعومين بمقاتلات "حلف شمال الأطلسي" حملةً كبرى نحو العاصمة طرابلس، مركز النظام ومعقل الزعيم معمر القذافي وأركان حكمه، ولكن يبدو أن تلك الحملة ستكون عسيرة مع توقع قتال شرس من جانب القوات الحكومية، دفاعاً عن مواقعها.
● «الشيوخ الأميركي» يسحب مشروع قرار بشأن ليبيا ● «لوموند»: إيران تساعد القذافي عسكرياً لمواجهة الغرب
شنّ الثوار الليبيون مدعومين بمقاتلات «حلف شمال الأطلسي» حملةً كبرى نحو العاصمة طرابلس، مركز النظام ومعقل الزعيم معمر القذافي وأركان حكمه، ولكن يبدو أن تلك الحملة ستكون عسيرة مع توقع قتال شرس من جانب القوات الحكومية، دفاعاً عن مواقعها.بعد إعلان التحضير لهجوم كبير للقضاء على نظام العقيد الليبي معمر القذافي خلال الأيام القليلة الماضية، شن الثوار الليبيون صباح أمس، هجوماً على كتائب القذافي المتمركزة على بعد 50 كلم جنوبي طرابلس.وأعلن أحد مسؤولي الثوار في الزنتان جنوب طرابلس: "كنا ننتظر قبل إطلاق هذا الهجوم، ولقد حصلنا أخيراً على موافقة حلف الأطلسي هذا الصباح ولقد بدأ الهجوم".وجرى تبادل كثيف لإطلاق النار في قطاع منطقة غوالش بين الجانبين، بينما كانت طائرات الحلف تحلق فوق المنطقة لكن بدون أن تقصف.ويسعى الثوار بشكل خاص إلى السيطرة على بئر الغنم، وهو معبر استراتيجي يقع على بعد 50 كلم جنوب طرابلس، لكي يتمكنوا من الوصول إلى مشارف العاصمة الليبية.والهدف الثاني لهذا الهجوم هو مدينة غريان حيث تقع حاميات الجيش الليبي التي يعتبرها الثوار ممراً استراتيجياً نحو طرابلس.إلى ذلك، أفادت المعارضة بأن مقاتليها المتمركزين في مصراتة تقدموا 20 كيلومتراً غرباً نحو العاصمة طرابلس لكن القوات الحكومية تقصف مواقعهم.وأعلن قادة للمقاتلين في الدفنية على المشارف الغربية لمصراتة أن قواتهم أحرزت هذا التقدم ليل أمس الأول، بامتداد جانب من الجبهة.غارات أطلسيةفي غضون ذلك، أعلن "الأطلسي" أن طائراته شنّت هجمات على عدد من الأهداف العسكرية الموالية للقذافي في العديد من المدن الليبية أمس الأول.وجاء في بيان صادر عن الحلف أن طائراته العسكرية دمرت مركز قيادة عسكرية في مدينة البريقة وعربتين مصفحتين وأربع دبابات في محيط منطقة غريان ودبابة ومركز قيادة عسكرية وقطعة مدفعية في مصراتة، في حين تم في محيط مدينة سيرت تدمير ثلاث عربات مقاتلة مدرعة ومنشأة تخزين معدات عسكرية في مدينة ودان.تراجع أميركي من جهة أخرى، رضخ زعيم الأغلبية لمجلس الشيوخ الأميركي هاري رايد لضغط الحزب الجمهوري وسحب مشروع قرار يتعلق بليبيا إلى أجل غير مسمى، ليكون التركيز على مواجهة أزمة الديون في أميركا لا القتال في ليبيا.وسحب رايد مشروع القرار، الذي يرعاه السناتور الأميركي جون كيري ويحظى بدعم من السناتور جون ماكين، وهو يتيح للرئيس الأميركي باراك أوباما فرصة استخدام قوة عسكرية محدودة لمدة تصل إلى سنة واحدة في إطار عمليات الأطلسي في ليبيا.وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ صادقت في أواخر يونيو الماضي، على مشروع قرار يسمح بمواصلة الاستخدام المحدود للقوات المسلحة الأميركية في ليبيا مدة عام.مساعدة إيرانيةمن ناحية ثانية، ذكرت مصادر غربية أن "إيران تساعد عسكرياً نظام القذافي في حربه ضد أميركا وفرنسا وبريطانيا، في مسعى إلى إضعاف قدرة المجتمع الدولي على التعامل مع القمع في سورية".ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية أمس، عن المصادر الغربية قولها إن "إيران التي ترى في الاضطرابات في العالم العربي عامل إضعاف للموقف الغربي في الشرق الأوسط، تسعى إلى الاستفادة من الأوضاع الراهنة التي تشتت انتباه المجتمع الدولي عن برنامجها النووي".وذكرت المصادر أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أعطى توجيهات لقوة "القدس" في الحرس الثوري، حتى تقدم "مساعدة عسكرية لنظام القذافي".وأكدت أن هذه الأسلحة نُقلت إلى قوة "القدس" التي تتخذ من الجزائر والسودان مقراً لها، مشيرةً إلى أن المئات من عناصرها دخلت إلى ليبيا وتحديداً إلى منطقة برقة المجاورة لمصر.الصليب الأحمرمن جانب آخر، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس، تمكن موظفيها من دخول منطقة جبل نفوسة الليبية بعد أن تمكنوا من الحصول على إذن بالدخول تدريجياً إلى مناطق في جنوب غربي ليبيا تحتاج إلى مساعدة إنسانية ماسة جدا.(طرابلس، بنغازي - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)