"كارز 2"... فن ضخ الحياة في علبة ذات أربعة إطارات
ألعاب "توي ستوري" ومخلوقات "مونتسرز إنك" وجرذ "راتاتوي" ليست كائنات بشرية، إلا أنها كانت تتميز برؤوس وأذرع وأرجل، أما مع سيارات "كارز"، فقد ضاعفت استوديوهات "بيكسار" لإنتاج الأفلام المتحركة من إبداعها، واهبة هذه "العلب ذات الإطارات الأربعة" الحياة.
يتمثل العنصر الأكثر بديهية من عناصر "أنسنة" السيارات في فيلم "كارز 2" الذي بدأ عرضه الجمعة في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، بمنحها صفات بشرية كأعين على الزجاج الأمامي وفم على واقية المبرد. لكن هذا لا يكفي، ففي "كارز" الشخصيات عبارة عن "علب ذات إطارات أربعة، وجعل أحد الشخصيات تقوم بفعل ما هو تحد كبير أمام المحرك"، على ما صرح خوان كارلوس نافارو المحرك الإسباني من أليكانتيه. وبغية إضفاء الحياة والتعبيرية على هذه الشخصيات الحديدية، يعتمد نافارو شعارا بسيطا وهو "لعب دور الممثل بواسطة فأرة الكمبيوتر". عندما تصل المخططات إلى قسم التحريك، توضع السيارات داخل الديكور من دون حراك. ويشرح خوان كارلوس: "يقول لي المخرج، كما قد يقول لممثل: أريد أن تعبر الشخصية عن مشاعر معينة". يبدأ عندئذ عمل جهيد على جهاز الكمبيوتر. يستغرق تحريك الشخصيات ثلاث ثوان أسبوعا كاملا بغية التوصل إلى التعبير النظري المحدد الذي يريده المخرج. أما أصوات الشخصيات فهي إشارة مهمة جدا. يقول خوان كارلوس: "نتلقى الحوارات بعد أن يسجلها الممثلون، يكون المخرج قد أخبرهم بما يريد، أبحث كما الممثل عن الشيء نفسه، والممثلون يتميزون بدقتهم الكبيرة، ما يساعدني كثيرا على إيجاد التعبير المناسب". وقبل تحديد الشكل الخارجي لهذه السيارات، كان من المهم كتابة القصة. لكن هذه المهمة أيضا لم تكن سهلة. وصرّح نايثن ستانتون الذي أشرف على عملية الكتابة كلها قائلا: "كارز 2 مليء بالتحديات، كان من الصعب اعتماد قصة التجسس، ولم يكن من السهل أيضا إيجاد المدن الملائمة لسباقات السيارات". وأضاف ان الأصعب كان تحديد "قلب الفيلم، وتطلّب ذلك منا وقتا طويلا"، وبغية التوصل إلى ذلك، كان الحل أيضا منح السيارات مشاعر بشرية. ويؤكد "في فترة من الفترات، ركزنا على موت دوك وهي شخصية من الجزء الأول من "كارز" كان قد منحها بول نيومن صوته، الذي جعل مايتر وماكوين يفقدان صورة الأب، لكننا أدركنا أن ذلك لا ينجح". وقرروا أخيرا توطيد "الصداقة بين مايتر وماكوين". ويؤكد إدواردو مارتن من قسم الإضاءة هوس مسؤولي "بيكسار" لإيجاد القصة المثالية. فيقول: "قد يوقفون مشروعا قيد التنفيذ إذا لم تقنعهم القصة". ويضيف، في استديوهات أخرى، عندما يصبح مشروع ما قيد الإنتاج مع المهل الواجب احترامها، قد نسمعهم يقولون: "هذا ليس سيئا لكن قم بتغيير بسيط ليس إلا". وهذا ما يجعل الفيلم ضعيفا، أما في "بيكسار"، فلا يصدرون الفيلم إن لم يرضوا عنه مئة في المئة. ويؤكد هذه النظرية رئيس "بيكسار" نفسه الذي أوضح أن أفلام "بيكسار" كلها بلغت حائطا مسدودا في مرحلة ما، حتى "كارز 2"، لكننا ننكب على العمل ولا نستسلم حتى تسير الأمور جيدا، هكذا نعمل في "بيكسار". (لوس أنجلس - أ ف ب)