تقرير انتخابي: مرشحون... مستقلون في العلن متحالفون في السر!
تباين آراء الناخبين بشأن انضمام المرشحين المستقلين إلى الكتل البرلمانية تحفل الانتخابات بالعديد من الممارسات التي يتبعها المرشحون وتندرج تحت إطار التكتيك السياسي ضمن اللعبة الانتخابية لضمان الحصول على العدد الكافي للفوز بالمقعد النيابي.
تعد التحالفات السياسية بين عدد من المرشحين وتشكيل قوائم انتخابية اثناء الانتخابات او تكوين كتل برلمانية بعد حصولها على العضوية ذات توجهات محددة في اطر سياسية عامة تنتهجها اثناء عملها النيابي احدى اشكال اللعبة الانتخابية.ومن هذا المنطلق يلجأ بعض المرشحين الى اعلان استقلاليته كمرشح ذي مواقف تنطلق من قناعاته الشخصية وبرنامجه الانتخابي بينما يتحالف بالسر اثناء الانتخابات مع مرشحين اخرين يمثلون قوائم وكتلا سياسية معروفة على الساحة النيابية لضمان الحصول على اكبر عدد من اصوات الناخبين.وقد يفاجأ الناخبون ممن صوتوا لمرشح ما على انه مستقل بانضمامه الى احدى الكتل النيابية بعد وصوله الى البرلمان دون الاعلان عن توجهاته اثناء حملته الانتخابية.مطالب شعبيةوتباينت اراء عدد من الناخبين في تصريحات منفصلة لـ"كونا" حول انضمام المرشح المستقل بعد نجاحه بالانتخابات الى كتل برلمانية بين مؤيد وفقا لضوابط وشروط محددة ورافض للفكرة من حيث الاساس والمبدأ.وقال الناخب مشاري الخزيم (33 سنة) ويعمل في وزارة الكهرباء والماء انه لا يمانع انضمام المرشح الذي صوت له في حال نجاحه الى كتلة نيابية بشرط توافق توجهات هذه الكتلة مع المطالب الشعبية ولخدمة الوطن والمواطنين بعيدا عن المصالح الشخصية.واضاف الخزيم انه من الافضل ان يفصح المرشح منذ البداية عن ميوله السياسية ان وجدت او توافقه مع توجهات اي من الكتل البرلمانية المعروفة على الساحة دون اخفاء ذلك مؤكدا عدم رفضه انضمامه مستقبلا الى تكتل يتبنى حل القضايا العامة وتحقيق الصالح العام.واشار الى ان المعيار لديه هو اداء النائب وحرصه على تطبيق ما جاء في برنامجه الانتخابي الذي تم انتخابه بناء عليه فان كانت الكتلة تساعده على ممارسة دوره الرقابي والتشريعي بما يخدم البلاد والمواطنين فهو امر جيد وان كان غير ذلك فهذا امر مرفوض.وذكر انه يتوجب على الناخبين متابعة مواقف مرشحيهم وتقييم ادائهم خلال الفصل التشريعي وايصال رسائل اليهم ايجابا او سلبا وعدم تجاهلهم حتى يبقى المرشح ملتزما بما اعلنه اثناء برنامجه. من جهته اكد الناخب سعود الرشيدي (29 سنة) ويعمل في وزارة الاشغال العامة عدم ممانعته انضمام المرشح الى كتلة نيابية بعد وصوله الى البرلمان لا سيما اذا كان ذلك سيعينه على اداء دوره النيابي في متابعة القضايا التي تهم الوطن والمواطنين بشكل افضل.واوضح ان بعض الاعضاء لاسيما حديثي العهد في العمل البرلماني يترشح على انه مستقل ولكن عند دخوله المجلس يجد نفسه بحاجة الى مجموعة من ذوي الخبرة يسعى الى العمل معهم لاكتساب خبرات وهذا امر مقبول طالما انه لا يؤثر سلبا في اداء النائب.وقال الرشيدي ان المرشح بعد نجاحه وحصوله على عضوية البرلمان يبقى بحاجة الى متابعة حثيثة من الناخب ليعلم ان اداءه مراقب وانه يتوجب عليه الايفاء بالوعود التي قطعها لناخبيه سواء عمل منفردا او مع كتله.واضاف ان عمل الكتل عادة يتميز بالتنظيم في متابعة القضايا العامة ولكن يجب التفريق بين اداء هذه الكتل تحت قبة البرلمان من حيث التزامها باللوائح والنظم ونصوص الدستور التي تنظم عمل الاعضاء وكيفية ممارسة دورهم الرقابي والتشريعي.فشل الكتلوعلى الجانب الاخر اتفق ناخبان في رفضهما انضمام المرشح في حال حصوله على عضوية مجلس الامة الى اية كتلة برلمانية طالما ان الناخب منحه صوته على انه مرشح مستقل لا ينتمي الى اي من الكتل والتيارات الموجودة على الساحة السياسية.وشدد الناخب يوسف ذياب (30 سنة) ويعمل في وزارة الاعلام على ضرورة احترام المرشح لثقة الناخب الذي منحه الصوت على انه مرشح مستقل لقناعته بفشل معظم الكتل النيابية في اداء دورها النيابي على الوجه الصحيح.وبين ان المرشح الذي يعلن استقلاليته اثناء حملته الانتخابية ويلتحق باحدى الكتل النيابية بعد نجاحه قد اعطى الناخب مؤشرا اوليا على عدم مصداقيته وبالتالي يتوجب محاسبته من قبل ناخبيه ودعوته للعمل مستقلا كما صوتوا له منذ البداية.واشار ذياب الى امكان قيام النائب بدعم مواقف بعض الكتل النيابية في القضايا التي تهم المواطنين وتحقق الصالح العام دون الانضمام الى الكتلة والالتزام بأجنداتها وتوجهاتها التي قد لا تمثل توجهات الناخب بشكل عام.وذكر ان استقلالية النائب تمنحه الفرصة للعمل وفق المصالح العليا للوطن والمواطنين بعيدا عن تطلعات بعض الكتل البرلمانية في تحقيق اجندات خاصة بها قد لا تتوافق والبرنامج الانتخابي للنائب الذي صوت له بناء عليه.وبدوره اعرب الناخب نايف الشمري (34 سنة) ويعمل في وزارة الكهرباء والماء عن رفضه قيام المرشح المستقل ببرنامجه الانتخابي بالانضمام الى الكتل البرلمانية بعد دخول البرلمان لاعتراضه على عمل التكتلات داخل مجلس الامة.وأوضح انه يفضل النائب المستقل الذي انتخبه بناء على ما طرحه في برنامجه الانتخابي دون ان يكون للكتل النيابية المتواجدة على الساحة السياسية اي دور فيه لذلك يجب على المرشح البقاء مستقلا وفق قناعات الناخب الذي منحه صوته.(كونا)