الشوفان أحسن من الساعة التاسعة

نشر في 03-12-2011
آخر تحديث 03-12-2011 | 00:01
No Image Caption
 مهلهل عبدالله الرويلي سمعت كثيراً عن فوائد الشوفان من أكثر من مصدر، فقررت أن أقرأ أكثر عن هذه النبتة العجيبة، وبما أني أحاول أن أكون صحياً عجزت عن ذلك وربما لن أستطيع مستقبلا!

كانت الساعة الثامنة وأمامي جهاز الكمبيوتر، فبدأت أقرأ عددا من المقالات والتعليقات في منتديات ومواقع، وشدتني فائدة من فوائد هذا النوع من الحبوب، وهي أن له تأثيراً إيجابياً في حالات الاكتئاب والقلق ويمنح من يتناوله إحساساً بالهدوء، ويعتبر من مهدئات الأعصاب علاوة على فوائد أخرى كثيرة.

وفي هذه الأثناء أصبحت الساعة التاسعة، فأغلقت جهاز الكمبيوتر لكي أتابع الأخبار كالعادة، وإذا بأخبار الاعتصامات والإضرابات؛ لا يوجد دولة في العالم حصل فيها ما يحصل في الكويت من عدد الإضرابات والتهديد بها في وقت واحد، حيث سادت ثقافة جديدة في الوطن تقول إذا كنت محترماً وراقياً في طرح مطالبك فتأكد أن حقك قد ضاع... والله يستر.

وإذا بخبر أحداث الأربعاء الرمادي؛ لم أتوقع حدوث مثل ذلك في الكويت، فقد كنا من بين الشعوب العربية التي تتسم بأخلاقيات تحاكي الأوروبيين في إدارة التظاهرات، لكن ماذا حدث؟ أهو بسبب أن لكل فعل ردة فعل؟ أم أنهم استنفدوا كل السبل وأغلقت عليهم كل المنافذ؟ فهم يرون أن هناك أولمبياداً للفساد يقام على أرض الوطن ولم يستطيعوا فعل شيء حيال ذلك... الله يستر.

وإذا بالخبر الاقتصادي المفرح؛ حيث وصل سعر برميل النفط الكويتي إلى 108 دولارات، يا لسعادتنا... بحسبة مبتدئ ومحدود الدراية بالشؤون المالية الخاصة بمؤسسات النفط الكويتية، فإن الكويت يدخلها كل 24 ساعة أكثر من 100 مليون دينار أو أكثر بكثير من مليار دولار في خلال 64 ساعة يا لسعادتنا.

ومع هذا، فإن آخر مستشفى تم بناؤه كان منذ أكثر من 25 عاما وفي المقابل تم تخصيص أراض، وتراخيص لأكثر من عشر مستشفيات خاصة خلال أقل من خمس سنوات، وذلك ليس على سبيل الحصر لكن مجرد عيّنة لما يحصل لأموالنا، فعندما تذهب إلى مستشفى الفروانية في الصباح الباكر تعرف ماذا أعني... حيث لا تستطيع التنقل في الممرات من غرفة إلى أخرى إلا عبر تخطي الجالسين على الأرض سواء كان عاملا من الجنسية الآسيوية أو العربية أو امرأة عجوزا مع خادمتها؟ بالفعل نحن نستحق الأفضل... والله يستر.

بعد نهاية نشرة أخبار الساعة التاسعة أصابني الاكتئاب وجلست لخمس دقائق في حالة سكون ووجوم، غير أني تذكرت وتساءلت: ماذا لو كان لدي القليل من الشوفان لكي أتناوله وأستعيد حالتي الطبيعية أملاً في أن تتوقف خيالاتي المأساوية؟!

back to top