التصريف اللمفاوي... ينظّف أجسامكم من الرواسب

نشر في 14-08-2011 | 22:01
آخر تحديث 14-08-2011 | 22:01
No Image Caption
الكلّ يتكلّم عن التصريف اللمفاوي، لكن مَن في الواقع يقوم به ولماذا؟ فكلمة «تصريف» تُستعمل كثيراً راهناً وقد أثبتت وجودها في معجم الكلمات لدى النساء خصوصاً. كذلك أمست فكرة التصريف اللمفاوي مرتبطة بفكرة الحمية الغذائيّة. نشهد اليوم تحسّناً في التقنيّات والمشروبات المصرّفة التى تملأ الصيدليّات، لكن لا شيء يضاهي تصريفاً لمفاوياً يدويّاً للجسم!

لتحكموا على فاعليّة هذه التقنيّة عليكم أوّلا فهم طريقة عمل الجسم.

يحتوي جسم الإنسان على أوردة لمفاوية وعقد لمفاوية موجودة في ثنيات الفخذ, تحت الإبط, على طول الشريان الأبهر... يؤدي كلّ من غدة التوتة, الطحال, اللوزات والنسيج اللمفاوي المرتبط بالغشاء المخاطيّ، دوراً مهماً في عمل الجهاز اللمفي.

اللمف عبارة عن سائل شفاف يميل لونه الى الصفرة ويجري في الأوردة اللمفاوية يشبه في تركيبته تركيبة الدم إلاّ أنّه لا يحتوي على خلايا دم حمراء كذلك فإن المواد الغذائيّة فيه أقلّ من تلك الموجودة في الدّم ولكنه يحوي فضلات أكثر من الدم. في الواقع عمل هذا الجهاز معقّد جداً.

تمكّن التحرّكات الجسديّة والانقباضات العضليّة من دوران اللمف بشكل طبيعيّ، فعلى عكس جهاز الدّم لا يحتوي الجهاز اللمفي على عضو مثل القلب لكي يضخّ اللمف في الجسم, وفي غياب هذه التحركات يتباطأ دوران اللمف فيستغرق اللمف لكي يكمل دورة واحدة في الاتجاه نفسه تقريباً 24 ساعة أيّ 48 ساعة لإكمال دورة كاملة، وثمة حوالي ثلاثة ليترات من اللمف في جسم إنسان ناضج. لذلك من الطبيعي لدى شخص مريض, دائم الجلوس, أو عجوز، أن يكون دوران اللمف في جسمه بطيئاً جداً ولكن هذا لا يساعد الجهاز العضوي فلا يستطيع الجسم التخلّص من الفضلات والنفايات بطريقة فاعلة.

قصّة قديمة

تعود تقنيّة التصريف اللمفاوي الى المصريّين وأعيد اكتشافها من الزوجين الدانماركيّين فودر عام 1932. ومنذ ذلك الحين، اكتُشفت وطُوّرت تقنيّات كثيرة مستعملة في التصريف، خصوصاً من الطبيب فولدي. وحقن البروفسور كوبيك صبغة في الجهاز اللمفاوي لمعرفة طريقة تحرّك اللمف في الجسم وجريانه وبذلك أصبح للإنسان مفهوم واضح عن عمل هذا الجهاز وتركيبته.

للحفاظ على صحّتنا يعمل الجهاز اللمفاوي على:

التخلّص من الفضلات

يؤدي الجهاز اللمفاوي دوراً مهما، إذ ينقل جزءاً كبيراً من الدهنيات في الجسم. فبعدما أن تتحوّل الدهون الغذائيّة التي يتناولها الإنسان الى فضلات، ينقلها اللمف من الأعضاء ثمّ يتخلص منها عبر المرور في العقد اللمفاوية قبل التوجّه نحو القلب، فالجهاز الدمويّ لا يستطيع نقل كلّ المواد بمفرده لذلك يساعده اللمف في إبقاء الجهاز العضويّ بصحة جيّدة.

المساعدة في الدوران

يساعد الجهاز اللمفاوي على تفادي مشاكل الدواليّ, مشاكل العجز في الأوردة، وعندما يقوم بعمله بفاعليّة تامّة يحدّ من نسبة تكوين السيلوليت في الجسم. يتحوّل دوران اللمف الى جريان مؤذ للجسم عند وجود مرض سرطان فينقل الخليّات النقيلة الى باقي أعضاء الجسم.

مساعدة الجهاز المناعي

يساعد الجهاز اللمفاوي الجهاز المناعي عبر نشر خلايا الدّم البيضاء التي تدافع عن الجسم ضدّ الأمراض المعديّة.

مساعدة الدّم

يغذي اللمف الدّم عبر تزويده بدهنيّات يستخرجها من الأمعاء الدقيقة.

طرحه للمناقشة

حركة الجهاز اللمفاوي بطيئة لدى معظم الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بشكل منتظم أو الذين يتطلّب عملهم الجلوس وراء مكتب. يوصي الاختصاصيّون بالتصريف اللمفاوي للأشخاص الذين يتبعون علاجات خاصة بانحصار الماء في الجسم, والذين يعانون مشاكل في الدوران في الأوردة أو لديهم الكثير من السيلوليت، فيسهّل هذا التصريف حركة اللمف في الاتجاه المعاكس لإكمال دورته الكاملة، ومن الأفضل أن يكون التصريف اللمفاوي على صعيد الجسم كلّه.

تطبيقات عدّة مثيرة للاهتمام

يوصي الاختصاصيون بالتصريف اللمفاوي عند وجود وذمة, وذمة لمفيّة وسيلوليت. فالوذمات هي نتيجة انحباس الماء في الجسم الذي يسبّبه خلل في الكبد أو في الكلية أو ضعف في الأوردة، ويوصي الأطباء بتصريف لمفاوي بعد القيام بجراحة للدواليّ أو جراحة تجميليّة أو عند إصابة الأربطة, كسر أو التهابات فيساعد على التخلّص من الوذمات وتأثيراتها على الجسم: ألم والتهابات.

يصاب المرء بالوذمات اللمفيّة والوذمات عموماً عندما يفقد الجهاز اللمفاوي القدرة على التخلّص من الفضلات بشكل طبيعي، عندها تتورّم اليد بسبب تراكم اللمف عقب علاج بالأشعّة في إطار سرطان الثدي وتُستعمل في هذه الحالة الأربطة. للجسم قدرات مميّزة، إذ يستطيع إنتاج أوردة لمفاويّة جديدة ولكن يجب تحريك اللمف مراراً وتكراراً لكي يعتاد المرور بالعقد اللمفاويّة من تلقاء نفسه. كذلك، يساعد التصريف على شفاء الجروح وتقليص خطر الإصابة بعدوى, إذ غالباً ما يوصي الجراحون بالقيام بتصريف لمفاوي بعد الخضوع لجراحة استئصال سرطان الثدي.

بالنسبة الى السيلوليت فهو نتيجة التهاب النسيج الضام، فتحرّك بطيء في الأوردة وجريان اللمف الذي يؤدي الى تراكم دهنيّ ومن ثمّ عقيدات دهنيّة، كلّها أمور تسبّب السيلوليت وقد يصاب المرء بالتصلّب. تكون النتائج أفضل عند معالجة السيلوليت في مراحله الأولى. فالعجز في الأوردة يزيد حدّة السيلوليت. لا يستطيع التصريف اللمفاوي التخلّص من السيلوليت من المرة الأولى، لكنّه يشكّل الشروط المناسبة للتخلّص منه نهائيّا مع اتباع حمية غذائيّة معيّنة طبعاً.

طرق مختلفة

للتصريف اللمفاوي طرق مختلفة أبرزها:

التصريف اللمفاوي اليدوي: تدوم الجلسة ساعة الى ساعة ونصف تقريباً يدلّك خلالها اختصاصيّ تدليك بالعلاج الطبيعي الجسم بخفّة عبر الضغط على المناطق اللمفيّة فيبدّد الإحساس بالثقل في الرجلين وكذلك التورّم. لا يضغط المدلّك بشدة على الجسم ولكنّه يدفع البشرة باتجاه العقد اللمفاويّة. وعليه أن يكرّر الحركة نفسها مرات عدّة لتصبح فاعلة فالهدف منها تخليص الوذمات من تراكم السوائل عبر تحريكها نحو المناطق اللمفيّة المعافاة. يساعد المدلّك أيضاً اللمف ذا الحركة البطيئة في أن يتّجه نحو القلب فتعمل هذه الحركات مثل مضخّة وتنشّط جريان اللمف. من المهم ترطيب الجسم وشرب الكثير من الماء عند القيام بتصريف لمفاوي للتخلّص من الذيفان.

تقنيتا تدليك مهمتان

تقنيّة فودر

هي التقنيّة الحديثة الأولى التي طُبّقت وكان الهدف منها علاج التهاب الجيوب الأنفيّة المزمن، ثمّ تطوّرت فأصبحت تُستعمل لعلاجات طبيّة وأسباب تجميليّة.

تقنيّة لودوك

تستوحي هذه التقنيّة من تقنيّة فودر وتضيف إليها عادة التدليك اليدوي مع العلاج بالضغط للرجلين. لا شهادة رسميّة تخوّل المرء القيام بالتصريف اللمفاوي اليدوي غير أنّ هاتين التقنيّتين مهمّتان جدّا وتدرّسان في معاهد عدة في أوروبا وأميركا الشماليّة. تدوم دورات التدريب من 75 الى 200 ساعة، وثمة بعض المتمرّسين الذين يستعملون أيضاً الزيوت الطبيعيّة في التدليك.

العلاج بالضغط

يحفّز العلاج بالضغط دوران الدّم ويحارب انحباس الماء في الكاحل والركبة، فالجهاز الذي يُستعمل في هذا العلاج مكوّن من «أحذية» تضغط بطريقة منتظمة على الرجل ما يساعد على التخلّص من الذيفان عبر تحريك جريان اللمف وتنشيطه. كذلك يُستعمل هذا العلاج للتخلّص من الشعور بالثقل في الرجلين ومحاربة السيلوليت. من السهل استعمال هذا الجهاز ونجده عادة في مراكز التنحيف وصالونات التجميل. يمكن القيام بعلاج الضغط على صعيد البطن واليدين أيضاً.

تصريف لمفاوي للوجه

هو عبارة عن تدليك بعض مناطق الوجه بحركات خفيفة للتخلّص من الذيفان، ويمكن الحصول على نتائج ظاهرة بعد جلسات عدة إذ تصبح البشرة نضرة أكثر فالتصريف يساعدها على التنفس بطريقة أفضل, ويحدّ من الاحمرار, ومن تورّد الوجه والتورّم. كذلك، يزيل الجيوب المتورّمة حول العينين عبر تحسين دوران الدّم الذي يعطي مظهراً مرتاحاً للوجه.

من المفيد معرفة أنّ بعد جلسة تصريف لمفاوي، من الطبيعي الشعور بحاجة الى التبول ما يشير الى أنّ التخلّص من انحباس المياه في الجسم قد تمّ.

إيجاد توازن شخصيّ

يمكن التأثير على جريان اللمف عبر اتباع حمية غذائيّة متوازنة ترطيب الجسم دائماً وممارسة الرياضة. يكفي أن يمارس المرء رياضة المشي السريع بانتظام يومياً لمدة  لا تقلّ عن الثلاثين دقيقة تقريباً.

back to top