طلاق لا رجعة فيه

نشر في 11-07-2011
آخر تحديث 11-07-2011 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي العجيب في المسرحية أنه ليس فيها حوار مكتوب، بل لكل ممثل الحرية المطلقة في اختيار الحوار حتى لو كان يفتقر إلى اللباقة أحياناً، بل له أيضاً حق استخدام ما يقع تحت يده من سلاح مسموح بدخوله «قاعة عبدالله السالم» مثل العقل والعمائم والعصي واللكمات!.

الحكومة والمجلس وطلاق لا رجعة فيه، التأزيم والصراع والتشنج ليس جديداً على الكويت، فقد عشنا وعايشنا صراعات وتوترات نيابية-نيابية، ونيابية-حكومية، وهذه طبيعة الديمقراطية ليس هناك عسل دائم ولا علقم دائم، لكن هناك حسابات ومعادلات تفرض واقع الحياة السياسية، وفي اعتقادي أن الأوضاع السياسية الحالية ستنتهي إلى أحد السيناريوهات الآتية:

- حل المجلس وإجراء انتخابات برلمانية جديدة... وهذا ما تريده الأقلية لتعديل تركيبة المجلس الحالية التي تحظى فيها الحكومة بالأغلبية.

- تغيير الحكومة وسمو رئيس مجلس الوزراء، وهذا يتعارض مع الرغبة السامية لسمو أمير البلاد وحق دستوري لا ينازعه فيه أحد... وهذا أيضا ما تريده الأقلية لتفرض رأيها على الحياة السياسية.

- بقاء الوضع على ما عليه... وهذا أيضا ما تريده الأقلية لأن الوضع الحالي يخلق بيئة صالحة جداً لفرض مساومات وأجندات معينة. كل ما سبق يعني بالضرورة أن الأقلية هي التي تقود الحياة السياسية وتهيمن عليها، أما الأغلبية فجهدها منصبّ على كيفية الدفاع لا الهجوم لأنها تفتقر إلى «مايسترو» يستطيع أن يوزع الأدوار بينها.

ويتساءل البعض: أين الشعب من هذا؟ والإجابة عن ذلك بسيطة فقد رضي الشعب أن يكون في مقاعد المتفرجين يتابع مسرحية متعددة الفصول متنوعة الأنواع منها الكوميدي، ومنها التراجيدي، ومنها الرومانسي، وهناك البعض من الشعب يشارك في المسرحية بأدوار «كومبارس» أو «ملقن».

والعجيب في هذه المسرحية أنه ليس فيها حوار مكتوب، بل لكل ممثل الحرية المطلقة في اختيار الحوار حتى لو كان يفتقر إلى اللباقة أحياناً، بل له أيضاً حق استخدام ما يقع تحت يده من سلاح مسموح بدخوله «قاعة عبدالله السالم» مثل العقل والعمائم والعصي واللكمات!

والأعجب أن لهذه المسرحية أكثر من مخرج لكنهم مستترون.

وثالث العجائب أن هذه المسرحية ليس لها نهاية أو ستارة تسدل، بل هي مستمرة طالما استمر تلاقي المصالح والأجندات والطموحات وتضاربها.

ويتساءل البعض: أين مصلحة الوطن والمواطن؟... والجواب بسهولة أن كل بطل في هذه المسرحية يقدم نفسه على أنه المدافع عن مصالح الوطن، وهو حامي حمى الديار مع تقديرنا للفنان الكبير الأصيل سعد الفرج، وأنا على يقين أنه لو كان هو أحد أبطال هذه المسرحية لكان صادقاً في أدائه وقوله.

ولعل أحدث مشهد في المسرحية ذلك الذي حدث في الأيام القليلة الماضية في «قاعة عبدالله السالم»، وهو ما يحتار المرء في وصفه هل هو كوميدي، أم تراجيدي، أم حتى رومانسي... أم هو خليط بينها؟! وذلك عندما طارت عقل واهتزت عصي وتبودلت لكمات وقُفز على الطاولات وتدحرج على الأرض.

وهذا يقودنا إلى التساؤل: هل هؤلاء ممثلو الأمة؟... لعلها مأساة إن كانت الإجابة بنعم!

حنانيك ربي بوطني احفظه من أبنائه... أما أعداؤه فأبناؤه كفيلون بهم.

back to top