عدم تبليغ الصحة العالمية بظهور حالات سحايا يضع الكويت في موقف حرج!
ظهور حالة جديدة لبنغالي في «التأمينات الاجتماعية»
علمت «الجريدة» أن حالة سحايا جديدة ظهرت قبل يومين لوافد بنغالي يعمل عامل تنظيف في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وهو ما أصاب عددا من الموظفين في المؤسسة بحالة من الهلع والخوف. إلى ذلك، أكد تقرير صحي أنجزته وزارة الصحة وحصلت «الجريدة» على نسخة منه أن عدد الحالات المبلغة لالتهاب السحايا الوبائي النيسيري بأنواعه بلغ 6 حالات في عام 2010 و9 حالات في عام 2009 و5 حالات في عام 2008 و9 حالات في عام 2007 و15 حالة في عام 2006، بينما بلغ التهاب السحايا الفيروسي 69 حالة في عام 2010 و56 حالة في 2009 و75 حالة في 2008 و65 حالة في 2007 و69 حالة في عام 2006، أما التهاب السحايا البكتيري فقد بلغ 55 حالة في عام 2010 و86 حالة في عام 2009 و89 حالة في عام 2008 و109 حالات في عام 2007 و118 حالة في عام 2006.اللوائح الصحية وفي السياق ذاته، دعت مصادر صحية مطلعة إلى تشكيل لجنة عليا للتعامل مع ما أسمته «أزمة السحايا» التي أصابت عددا من الوافدين خلال الفترة الأخيرة ودخلت على اثرها 6 حالات -حسب الأرقام الرسمية لوزارة الصحة- عددا من المستشفيات الحكومية التابعة للوزارة، مشددة على أن هذه اللجنة يجب أن يكون أعضاؤها من الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة بالتعامل مع المرض وعلى رأسها وزارة الصحة وكلية الطب. واستغربت المصادر من «عدم تبليغ وزارة الصحة منظمة الصحة العالمية منذ ظهور أول حالة للمرض، على الرغم من أن اللوائح الصحية الدولية والتي وقعت عليها دولة الكويت تدعو إلى إبلاغ المنظمة في حال ظهور أي طارئ أو هاجس يهدد الصحة العامة»، مشيرة إلى أن «الوزارة قامت بإبلاغ المنظمة بتاريخ 4 يناير الجاري على الرغم من ظهور أول حالة في البلاد بتاريخ 19 ديسمبر الماضي وقد مر أكثر من أسبوعين وتم تأكيد إصابة 6 حالات على الرغم من أنه مرض معد وينتقل من خلال الهواء والتنفس»، مؤكدة أن عدم التبليغ ربما يضع الوزارة في موقف محرج أمام المنظمة العالمية. جدير بالذكر أن اللوائح الصحية الدولية هي صك قانوني دولي ملزم لـ194 بلداً في جميع أنحاء العالم، بما فيها الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية. والغرض من هذه اللوائح هو مساعدة المجتمع الدولي على مواجهة المخاطر الصحية العمومية القادرة على الانتشار عبر الحدود وتهديد الناس في شتى أرجاء العالم، كما أن هذه اللوائح تقتضي من البلدان تدعيم ما تمتلكه من قدرات في مجال رصد الأخطار الصحية العمومية ومواجهتها.حملة تطعيماتودعت المصادر إلى إطلاق حملة وطنية للتطعيم ضد السحايا، لتطمين الناس ونزع الخوف والهلع من نفوسهم، لافتة إلى أن التطعيم يعطي مناعة من الفيروس لمدة 3 سنوات فقط، بعد 10 أيام من الحصول عليه وعقب تكوين أجسام مناعية ضد المرض. واستغربت المصادر «عدم استعانة الوزارة بخبير من منظمة الصحة العالمية لتقييم الموقف»، وعدم وضعها الحالات المصابة أو المشتبه في إصابتها في غرف عزل منذ دخولها المستشفى، ووضعها في غرف عمومية مما يهدد صحة الآخرين من المقيمين معها بالإصابة أو بالهلع والذعر». ودعت إلى «أخذ الحيطة والحذر وتجنب الظهور في أماكن التجمعات العامة والبعد عن الزحام وارتداء كمامات»، مشددة على أن «أي شخص يشعر بارتفاع في درجة حرارته أو قيء أو شعور بالألم عليه الذهاب فورا إلى المستشفى». وقالت ان مستشفى الأمراض السارية يرفض استقبال الحالات المصابة بالسحايا، حيث ان «السارية» ليس فيها غرف للعناية المركزة وبعض الحالات تحتاج عناية دقيقة وغرف عناية مركزة مجهزة للتعامل مع الحالات الحرجة، مستغربة من «عدم إرسال المستشفيات العينات التي تأخذها من المشتبه فيهم إلى مختبر كلية الطب والمعتمد من منظمة الصحة العالمية وهو ما كانت تفعله الوزارة في أزمة «انفلونزا الخنازير»، وعدم اعتمادها على مثل هذا المختبر المرجعي (مختبر كلية الطب) والمعتمد من المنظمات الصحية الدولية رغم أن «أزمة السحايا» لا تقل خطورة عن «أزمة انفلونزا الخنازير».