25 HILL حكايات سباقات الدربي الطويلة
أفادت جريدة USA Today في شهر سبتمبر 2009 بأنّ سباقات الدربي الأميركيّة لسيارات الـSoap Box (صناديق الصابون) تمرّ بأزمة ماليّة بسبب قلّة الرعاية وخسارة الأموال على مر السنين، لكن لم يفاجأ سكّان مدينة أكرون في ولاية أوهايو بما ذُكر في الجريدة. كذلك ذكرت جريدة Akron Beacon في شهر يوليو 2010 أنّ السباق يمرّ بسنة أخرى سيئة فقد أدّى الى خسارة مبلغ كبير وانخفضت قيمة المنحات التعليميّة، فهذه السباقات التي كانت تقام في حلبة دربي داونز أمام آلاف المشاهدين أمست الآن تقام أمام صفوف من المقاعد الخالية غير أنّ الجدل حول صمود دربي يعود الى عقود عدّة سابقة.
لكن المقالة التي نُشرت في USA Today لم تؤثر في سكان شمالي شرقي ولاية أوهايو فحسب بل أيضاً في الممثل كوربين بيرنسن المعروف بشخصيّة «أرني باكر» في المسلسل الأميركي L.A Law وبشخصيّة «روجير دورن» في أفلام Major League الثلاثة. استوحى بيرنسن من هذه المقالة تصوير فيلم 25 Hill الذي تدور أحداثه حول سباقات الدربي. لا يمكن لأحد معرفة إذا كان بإمكان هذا الفيلم أن يعيد الى سباقات دربي شعبيّتها على المدى الطويل، لكنّه أثار انتباه كثر على الصعيد المحلي والوطني منذ إعلان فكرة بيرنسن الى تصوير الفيلم بكامله. تثير المواضيع والقصص التي تتمحور حول العائلة والمجتمع اهتمام المؤلف, المخرج والممثل بيرنسن، ففي عام 2009 استجمع خبراته المهنيّة والشخصيّة لتنفيذ فيلم Rust بدعم من بلدة كيبلينغ في مقاطعة ساسكاتشيوان حيث صوّر الفيلم، وألهمته الأخبار حول الدربي بتصوير فيلم آخر تدور أحداثه حول صبيّ صغير اسمه تراي كالدويل يخطّط لصنع سيارات سباق دربي مع والده غير أنّ الأخير يلقى حتفه في أفغانستان فيجمعه القدر برجل يعاني أيضاً من أحزانه الشخصيّة وذي تاريخ في سباقات دربي غير أنّ مخططاتهما للذهاب الى أكرون تذهب أدراج الرياح بسبب مشاكل دربي الماليّة الى أن يأتي تراي بفكرة تنقذ هذا الحدث. صرّح بيرنسن خلال زيارته الأولى لدربي داونز في نوفمبر 2009: «تدفّقت الأفكار عند كتابتي السيناريو ولم أستطع إيقاف هذا التدفّق». وقد أطلق على الفيلم اسم 25 Hill استناداً الى اسم تلّة في مدينة تافت ولاية كاليفورنيا، مسقط رأس أمّه الممثّلة جين كوبروفي، وقد أراد تصوير الفيلم هناك غير أنّ فكرة تصويره في محيط دربي الأصلي جذبته كثيراً فشرع في التعرّف الى مدينة أكرون والدربي وجرّب إحدى سيارات سباق دربي. وعند وصوله الى أسفل التلّة قال: «أمر لا يصدّق, صحيح أنّها لا تنطلق بسرعة 8000 ميل في الساعة إلا أنّها صافية بسيطة ونظيفة. إنّه شعور حقيقيّ بالإثارة!». أراد بيرنسن حقاً تنفيذ هذا المشروع حتى لو تزامن تنفيذه مع تصوير حلقات المسلسل الأميركي Psych. أضاف بيرنسن أنّ ما تعلّمه عن سباقات الدربي خوّله تنفيذ سباقات الفيلم بشكل مثير وحرّ. وتابع: «يخرج المتسابقون من بوابة السباق، بعدها عليهم الحفاظ على خطّ مستقيم وأيروديناميّ... أعتقد أنّه قيل لي «من يحافظ على خطّ مستقيم وأيروديناميّ في الأقدام الـ30 الأولى تقريباً يربح عادة السباق». يكمن سرّ الفوز في طريقة الخروج من البوابة. وخلال السباق ثمة سيارتان متلاصقتان وإحداهما تربح بفارق ثلاثة إنشات. ليس هذا أمراً مثيراً جداً فكان عليّ اختراع مناورة أسميتها «بات بلاست» (أيّ الانطلاق بسرعة) يمكن لولد القيام بها، وزيادة ديناميكيّة السباقات». اتفق بيرنسن مع منظمة الدربي التي ستحصد بعضاً من أرباح الفيلم وتستفيد من الدعاية، ثمّ شرع في البحث عمّن يموّل الفيلم ذي الميزانيّة المتواضعة التي تتراوح قيمتها ما بين الـ750000 دولار والمليون دولار. وأراد أن يحصل على قسم من هذا التمويل من مستثمرين محلّيين ليكون هذا الفيلم «مشروع أكرون الفعليّ». أثار مشروع بيرنسن انتباه الكثير من الناس غير أنّه لم يحلّ أزمة دربي الماليّة، فبعد زيارة بيرنسن الأولى طالب FirstMerit Bank بدفعة قيمتها 580000 دولار عن قرض دربي (أعيد الاتفاق على قيمة القرض في وقت لاحق ووافقت المدينة على تسديد مبلغ 632000 دولار من دين دربي) كذلك لم يولد الفيلم موجة دعم مثلما تمنى بيرنسن. في أواخر فبراير 2010، أي قبل شهر تقريباً من بداية تصوير الفيلم في أكرون، قام بيرنسن برحلته السادسة الى المدينة لأنّه لم يتمكّن من الحصول على التمويل الكافي لتصوير الفيلم، وبعد يومين أفاد بأنّ في حوزته مبلغاً قيمته 500000 دولار يكفي لبدء التصوير آملاً بأن يحصل على مزيد من المال في وقت لاحق. نقلاً عن الصحافيّة السابقة في جريدة Beacon Journal والمنتجة التنفيذيّة لـ 25 Hill ماري أثريدج, صُوّر الفيلم بميزانيّة تبلغ قيمتها 500000 دولار تقريباً ولكنّه تمكّن من جمع مبلغ 875000 دولار والذي سيغطّي تكاليف الترويج, وتكاليف أخرى ما بعد الإنتاج. تعجّب كثر من بيرنسن، فلماذا لم يموّل هو الفيلم من ماله الخاص؟ فاضطرّ الى الدفاع عن نفسه قائلا إنّه دفع مبلغاً يتراوح بين 15000 و20000 دولار للمباشرة بالتصوير، «كتبت السيناريو ودفعت كلفة رحلاتي الستّ الى هنا». كذلك أفاد بأنّه كان عليه رفض أعمال أخرى للعمل على هذا الفيلم. في 3 أبريل 2010 قصد حوالى 1800 شخص دربي داونز آملين الحصول على أدوار صغيرة في الفيلم أو توظيفهم كمستخدمين إضافيين. واصطفّ حوالى 400 مئة شخص عند بداية تجارب الأداء وانتظر البعض منهم لساعات قبل أن يخوض تجربة الأداء. وقد تفاجأ المنتجون السينمائيون بهذا الحضور إذ تخطّى عدده عدد الأشخاص الذين يقصدون أكرون لحضور سباقات دربي. بعد أقلّ من أسبوع بدأ تصوير الفيلم بقول عمدة مدينة أكرون دون بلوسكيليك كلمة «أكشن» لتصوير أول مشهد والذي يظهر فيه كلّ من نايثن غامبل في دور تراي ورالف وايت في دور معجب قديم بسباقات دربي, كلاهما واقفان قرب رأس تلّة دربي. يشارك في الفيلم أيضاً كلّ من بيرنسن الذي يؤدي دور رجل يساعد كالدويل في سباق الدربي, رولوندا واتس, مورين فلانيغين, ميغ فوستر وتيموثي أوموندسن. استمر التصوير بعد ذلك مدّة أسبوعين وامتدح بيرنسن «تعاون المجتمع الذي لا يصدّق» لافتاً الى أنّه قد يصوّر فيلماً آخر في هذه المدينة. وعند عودة بيرنسن الى تصوير Psych كان لا يزال ثمة الكثير من العمل للقيام به في الفيلم فصوّر مشاهد عدة في ولاية كاليفورنيا في يونيو 2010 ثمّ عاد فريق 25 Hill الى أكرون في يوليو لتصوير المشاهد الرئيسة في الفيلم، وقد صُوِّر بعض المشاهد خلال السباقات دربي الحقيقيّة. وفي اليوم التالي وبينما كان المتبارون الحقيقيّون يغادرون المكان صوّر المخرجون مشهد السباق بمساعدة 1500 الى 2000 مستخدم إضافي. استُكمل تصوير الفيلم في مواقع أخرى وقال بيرنسن إنّ المشروع كان بمثابة مغامرة بسبب ميزانيته المنخفضة. وأضاف: «عندما انتهينا من التصوير عدت أدراجي وكان لديّ 300 ساعة من مشاهد مصوّرة» فكان من الصعب عليه تنظيم المشاهد على رغم وجود السيناريو لصنع فيلم مدّته 90 دقيقة. في 25 Hill وجد بيرنسن نفسه أمام خيارين: تصوير فيلم رياضي مثل Rocky أو تصوير فيلم شخصيّ جداً عن قصة ولد صغير، «وجدت نفسي أمام مفترق طرق فهل أستطيع الجمع بين الإثنين؟»، وهذا ما قام به في النهاية. تأمّل بيرنسن بعرض الفيلم في أسبوع دربي غير أنّه «أسبوع حافل للأولاد الذين يتسابقون وقد لا يستطيعون مشاهدة الفيلم». في بداية يونيو الفائت كان بيرنسن لا يزال مشغولاً جدّاً، «نعمل ليل نهار لننهي الفيلم. إذ نعمل على الصورة ونصحّح الألوان ونحسّن الصوت الى ما هنالك». أضاف بيرنسن: «بالمقارنة مع فيلم من إنتاج استديو كبير أعتقد أنّ 25 Hill مهمّ وناجح مع الأخذ بالاعتبار الوقت والمال اللذين استُعملا لتنفيذه». ومنذ ذلك الحين رسّخ بيرنسن علاقته بشمالي شرقي ولاية أوهايو التي كانت دائماً بمثابة معيار عند قيامه بـMajor League. كذلك نسب الدور الذي أداه في فيديو Howlin’ for You لفرقة البلاك كيز الى تعلّقه بمدينة أكرون، وذكر أنّه قد يصوِّر فيلماً آخر في تلك المدينة «وقد أقوم بالكثير من الأفلام هناك». اعترف بيرنسن أنّه بعد كل هذا الجهد والعمل اللذين بذلهما ها هو الآن يشعر بالتوتر، «فهل سينجح الفيلم، هل يعجب الجمهور؟ أعلم أنّني سأحصل على قليل من العفو, لأنّها أكرون ونحن نحبّ مجتمعنا. لكن، كما تعلمون، على الفيلم أن يكون ناجحاً».