سقارطة الكويت!
بعد بحث طويل في العالم الافتراضي كي أجد جمعاً لكلمة سقراط، وهو الفيلسوف اليوناني المشهور، لم أجد، فقررت أن أطلق كلمة «السقارطة»، وهي تفي بالغرض.وقد نصحني صديق بألا أتطرق للحكومة السابقة من منطلق «الضرب في الميت حرام»، لكن بقراءة الواقع السياسي للكويت ستجد أنه من الممكن لشخصيات الحكومة المنحلة أن ترجع إلى الواجهة مرة أخرى! لذلك سأكتفي باستعراض بعض ما لفت نظري من إنجازاتهم!عند خروجي من البيت في الصباح الباكر أجد أصوات المجنزرات والعمال ذوي اللباس الفسفوري والقبعات البلاستيكية يعملون على قدم وساق لإنجاز مشروع تغيير الأرصفة والأرضيات ما بين الطرقات، وتذكرت أني رأيت هذا المشهد منذ أربع سنوات في نفس الموقع، وهنا علمت أن للأرصفة صلاحية انتهاء، فقد بدا عليها بوادر ظهور «العفن»! وللعلم فإن كثيرين في دول العالم يفتخرون بطرقاتهم وأرصفتهم التي يصل عمرها إلى ثلاثمئة عام، ولكن من الممكن أن يكون لقياداتنا فلسفة لا نعرفها! على أي حال يعتبر إنجازا يشكرون عليه!وأنتقل قدماً فإذا بالمشروع الحيوي ذي الأبعاد الإنسانية الذي تكلف عشرات الملايين، وهو ربط منطقتي «الصباحية» و»المنقف» بأنفاق وجسور وذلك للتقريب بين الثقافتين، ولمّ شمل الأسر المتناثرة بين المنطقتين، لأن المشروع سيوفر مسافة ما لا يقل عن كيلومتر واحد بالسيارة... حيث كانوا في السابق يقطعون مسافة كيلومترين ليتواصلوا مع بعضهم بعضا! أُشبِّه هذا الإنجاز بنفق المانش الذي ربط بريطانيا وفرنسا من حيث الأهداف السامية... عموما يعتبر إنجازاً يشكرون عليه!وإذا بي أصافح تصريحاً بشأن ملف مستشفى جابر ذي الطوابق العشرة على صفحات الجرائد، حيث تنقل الأخبار التي لم يتوقعها أحد، وهي أنه بعد أكثر من سبع سنوات من التصاميم والتنفيذ تم إنجاز 20 في المئة من المستشفى، ومن أراد أن يشكك في قدرات الوزارة والقيادات فعليه أن يقارن بينه وبين برج خليفة ذي الـ160 طابقاً، الذي تم الانتهاء منه خلال خمس سنوات! نقول لهم تذكروا أن المستشفى يبنى على سطح القمر وليس على الأرض كما هي الحال في برج خليفة، كونوا عادلين ولا تظلموا!من المفارقات الغريبة في حياة الفيلسوف سقراط أنه كان مناهضاً للديمقراطية، ولا يؤمن بتعدد الآراء، وكانت نهاية حياته أن حكم عليه بالإعدام، فاختار أن يتجرع السم بيده ومات!