أسئلة تشغل بال الأهل: كيف نضع قواعد استخدام النت لأولادنا؟
تُروى قصص كثيرة عن تأثير الإنترنت على حياة بعض الناس وخصوصا الأطفال. وقد عرضنا في مقال سابق عن إمكان استغلال أولادنا بواسطة هذه الأداة المتطوّرة، والتي أصبح لا غنى عنها في عالمنا.في هذا المقال نعود إلى كتاب «الإنترنت: كيف نحمي أولادنا وحياتنا الخاصة»، منشورات «دار الفراشة»، لنقتبس منه حوارا هادفا جرى بين كثر من الأهل ومؤلّفتي الكتاب جو لامبل وسو موريس.
أسئلة واستيضاحات كثيرة كان الأهل يطرحونها على المؤلّفتين جو لامبل وسو موريس، وهما متخصّصتان في علم النفس العيادي، ولهما مؤلفات كثيرة في مجال العلاقات الإنسانيّة والعاطفية. وقد اخترنا الأسئلة المهمّة منها لتكون مرشدًا للأهل في عالم «النت» الحديث:ما هو العُمْر المناسب الذي يُسمح فيه للأولاد باستخدام النت؟تختلف قواعد استخدام النت التي تضعونها لأولادكم الصغار عن تلك التي تضعونها لأولادكم الذين تجاوزوا السادسة عشرة من العمر. وننصحكم بالإشراف المستمرّ على استخدام أولادكم الصغار للنت إلى أن يكبروا ويصبحوا قادرين على فهم المشاكل التي قد يسبّبها استخدام النت وإدراك عواقب أي تصرّف غير مناسب على خط الإنترنت. وعندما يبلغ أولادكم سنّ السادسة عشرة، عليكم أن تضعوا لهم قواعد سلوكية تضبط استخدام النت، وأن تعتمدوا في تلك القواعد على نوعية شخصيّاتهم، وعلى مقدار ثقتكم بقدرتهم على ضبطِ تصرّفاتهم على خط الإنترنت. تذكّّروا الضوابط التي وضعتموها عند استخدام أولادكم التلفزيون والفيديو، ثم ضعوا قواعد مشابهة لها تضبط استخدامهم للنت، فقد يساعدكم هذا كثيرًا في إيجاد القواعد المناسبة.كم هو طول المدة التي يصحُّ أن يمضيها أولادنا على خط النت؟قد تجدون الإجابة عن هذا السؤال، إذا سألتم أنفسكم عن المدّة التي تسمحون فيها لأولادكم باستخدام التلفزيون. في إحصاءٍ أُجري أخيرًا، سُئِل عددٌ من المراهقين الذين كانوا يخضعون لدورة في قواعد الحماية من مخاطر النت، عن المدة التي يصحُّ للأولاد أن يمضوها على خط النت، وكانت إجابة معظمهم: «ساعة ونصف الساعة يوميًا، إلاّ إذا كان لدى الأولاد واجب مدرسي يجب إنجازه عبر الإنترنت». وما قاله المراهقون صحيحٌ تمامًا.ماذا عن الألعاب التفاعلية (interactive) عبر النت؟ما ذكرناه أعلاه ينطبق على الألعاب التفاعلية أيضًا. عليكم تحديد المدّة التي «يلعب» فيها الأولاد على خط النت. وننصحكم بأن تحدّدوا مدّةً معينة لكلّ نشاطٍ يومي يقوم به أولادكم: مشاهدة التلفزيون، اللعب خارج خط النت مع الرفاق، استخدام النت (ويتضمن: البحث واللعب والتحادث عبر التشات).ماذا لو لم يخبرني أولادي عن تصرّفاتهم على شبكة النت؟إذا لم يتحدّث أولادكم إليكم عن المسائل المتعلّقة باستخدامهم النت، فذلك يعني أنهم ربما يخفون عنكم مسألة معينة. أخبروهم بقلقكم عليهم وأكّدوا لهم رغبتكم في مساعدتهم على حلّ أي مشكلة، واطلبوا من معلّمي أولادكم ومن أهلِ أصدقائهم أن يساعدوكم في تطبيق القواعد السلوكية التي وضعتموها لأولادكم. وناقشوا تلك المسألة «بهدوء» في الوقت والمكان المناسبين. وفكّروا في مسألة إساءة استخدام أولادكم النت على أنّها مماثلة تمامًا لمسألتي ممارسة الأولاد الجنس وتعاطيهم المخدّرات.كيف أتعامل مع مسألةِ الفوارق العُمْرية بين أولادي من جهة ورغبتهم جميعًا في استخدام النت لمدّة «طويلة»، من جهةٍ أخرى؟أوضحوا جيدًا لأولادكم أنّه لكلّ فئةٍ عُمْرية ما يناسبها من: مدة استخدام النت ونشاطات على خط النت وطريقة مراقبة من الأهل، وذلك من خلال الاطلاع معهم على شروط الاستخدام الخاصّة ببعض مواقع الإنترنت، حيث تشترط أن يكون المستخدم منتميًا إلى فتةٍ عُمْرية محدّدة. واطلبوا من أولادكم الذين تفوق أعمارهم السادسة عشرة، أن يشعروا بالمسؤولية تجاه أخوتهم وأخواتهم الصغار فلا يطلعونهم على «نشاطات المراهقين» التي يقومون بها على شبكة النت. كذلك تأكّدوا من أن استخدام كل واحد من أولادكم للنت يتناسب مع عمْره.إلى أيّ مدى يمكنني أن أكون صريحًا مع أولادي عندما أخبرهم عن مخاطر استخدام النت؟ننصحكم بأن تكونوا صادقين دائمًا في كلّ ما تقولونه لأولادكم. وأن تخبروهم بمخاطر الإنترنت بطريقةٍ تناسب أعمارهم. أخبروهم بتلك المخاطر بطريقةٍ تشبه إلى حدٍّ ما طريقة إخباركم لهم عن الحقائق الجنسية- أجيبوا عن أسئلتهم بأسلوب يتناسب مع أعمارهم، وذكّروهم دائمًا بأن يصارحوكم بأي مسألةٍ تقلقهم.كيف أضع لأولادي قواعد استخدام للنت؟ننصحكم بأن تشركوا أولادكم في وضعِ تلك القواعد واحرصوا على أن تجعلوها ملائمة لأعمارهم. يجب أن تتضمن تلك القواعد تحديد طول المدّة اليومية التي يمضونها على خط النت، وكذلك تحديد نوعية النشاطات التي يقومون بها. كذلك يجب أن تضمّ تلك القواعد قاعدة تنظّم الأوقات التي يؤدّي فيها أولادكم واجباتهم المدرسية. وعليكم أن تتذكّروا دائمًا أمرًا مُهمًّا جدًا وهو أن البرامج الوقائية- التي تمنع وصول الأولاد إلى مواقع الراشدين والتي ينزّلها الأهل عادةً على كمبيوترات الأولاد- قابلةٌ للخرق من المراهقين. لهذا لا شيء يحلّ محلّ إشراف الأهل على أولادهم. لكننا على أي حال، لا ننصحكم بتنزيل تلك البرامج الوقائية على كمبيوترات أولادكم الذين تقلّ أعمارهم عن الست عشرة سنة، إلاّ إذا كنتم تشرفون عليهم باستمرار أثناء استخدامهم للنت. وإذا شعرتم أنّكم بحاجةٍ الى المساعدة بشأن وضع تلك القواعد (حول استخدام النت) اسألوا أصدقاءكم عن ضوابط استخدام النت التي وضعوها لأولادهم أو اطلبوا النصيحة من المرشدين في مدارس أولادكم.عندما يكبر أولادكم عليهم أن يتخذوا جميع قراراتهم بأنفسهم. ولكن ما تزرعونه فيهم من قيم وضوابط الآن حتمًا سيؤثّر على قراراتهم المستقبلية، لأنّ هذه المرحلة هي المرحلة التي تؤسس مبادئهم وقيمهم. ولا بدّ من أن تتغير حياتكم وحياة أولادكم بسبب الإنترنت. وذلك يؤكّد ضرورة تعلّمكم كلّ شيء عن النت والتكنولوجيا الحديثة لكي تبنوا جسورًا من التواصل في «كل المجالات» بينكم وبين أولادكم.باختصارنستخلص من هذا الحوار الأمور التالية: - يشكّل استخدام أولادكم للإنترنت تجربة تعلّمٍ قيّمة بالنسبة إليهم.- احصلوا على المعلومات وتصرّفوا فورًا على أساسها لكي تحموا أولادكم.- تحدّثوا إلى أولادكم عن قيم عائلتكم ومبادئها.- ضعوا قواعد أساسية تضبط استخدام أولادكم للإنترنت.- ذكّروا أولادكم دائمًا بنشاطاتهم في الحياة العادية وبأصدقائهم خارج خط النت.- تنبّهوا إلى الإشارات التحذيرية التي تدلُّ على أنّ أولادكم قد أصبحوا مدمنين على استخدام النت.نصائح عامّة للأهل-1 احصلوا على المعلومات وتصرّفوا فورًا على أساسها.-2 أبقوا الإشارات الدالة على الإدمان على استخدام النت حاضرة في أذهانكم.-3 تواصلوا مع مدارس أولادكم لتعرفوا ماذا يتعلّمون فيها عن الإنترنت واسألوا أهل أصدقائهم عن الضوابط التي وضعوها لأولادهم.-4 تعلّموا كلّ شيءٍ عن الإنترنت مهما كانت أعماركم.-5 ثِقوا بأنّ بقاء أولادكم في البيت- لاستخدام الإنترنت، لا يعني أنهم بعيدون عن الخطر فقط لأنهم لم يخرجوا من المنزل!-6 شجّعوا أولادكم على الاستمرار في صداقاتهم التي أقاموها خارج خط النت وعلى ممارسة النشاطات التقليدية التي كانوا قد اعتادوا على ممارستها في الحياة العادية.-7 ضعوا الكومبيوتر خارج غُرفِ نومِ أولادكم.-8 لا تخافوا من «الإنترنت».-9 ضعوا قواعد تضبط استخدام أولادكم للنت والتزموا بمتابعة تطبيقهم لها- كما فعلتم تمامًا بالنسبة الى ضبطِ استخدام التلفزيون وألعاب الكومبيوتر.-10 راقبوا استخدام أولادكم الصغار للنت، ولا تشعروا بالضيق من مراقبتهم... فأنتم بهذا لا تؤدون دور الحاضنة على الإطلاق، بل دور المرشد والحامي.-11 لا تسمحوا لأولادكم الصغار (ممن تقلّ أعمارهم عن 16 سنة) بإجراء بحثٍ على شبكة النت من دون إذنٍ منكم.-12 ثِقوا بأن برامج الكومبيوتر الوقائية (التي تمنع دخول أولادكم إلى مواقع الراشدين) ليست كافية لحماية أولادكم (عليكم أن تتخذوا بالإضافة إليها، كثيرًا من التدابير الوقائية).