نساء من بلدي... سيرة رائدات اجتماعيّاً وثقافيّاً
يركّز كتاب «نساء من بلدي» للكاتب منصور الهاجري على انجازات المرأة في حقول متنوعة، حياتيَّة ومهنيَّة وشخصيَّة، مسلطاً الضوء على إسهاماتها في بناء المجتمع الكويتي من خلال سيرة 35 امرأة كويتية.اختار الكاتب منصور الهاجري سيدات برزن في النواحي الاجتماعية والثقافية، وانطلق في مقابلاته عام 1998، يقول: "المرأة نصف المجتمع وهي عنصر مهمّ مكمّل للرجل كونها الأم والأخت والزوجة والبنت، وأساس الحياة والوجود الذي يستمرّ من خلالها".
يضيف الهاجري: "هذا العنصر الأنثوي الذي يلقى الاحترام عند الشعوب العربية والإسلامية وغيرها من أمم هو امتداد للأنثى سابقاً ولاحقاً. من هذا المنطلق كان للمرأة الكويتية قبل النفط دور بارز في الحياة الاجتماعية وتاريخ حافل في العمل، تزرع وتطهو وتساعد زوجها إضافة إلى أنها أم مربية أجيال من الأبناء والبنات".مراحل متنوعةيستعرض الكتاب مراحل متنوعة في الكويت راصداً التغيير بعد ظهور البترول، ومتوقفاً عند النهضة التي عاصرتها أولئك النساء، لا سيما بعد نيل المرأة حقوق التعليم والعمل.يتضمن الكتاب نماذج من المرأة الكويتية القديمة والحديثة المتعلمة ودورها سواء في الأسرة أم العمل الحكومي أم التربية والتعليم...من الشخصيات التي وردت في الكتاب: بدرية سعود محمد الصباح، دلال أحمد بشر الرومي، رقية التركيت، سارة أحمد حسن، شريفة حسن، شيخة يوسف الحميضي، فاطمة حسين، نصرة أحمد الأسطى، نورة أحمد النشمي، بدرية بودستور، سبيكة عبد الرحمن السويلم، نظيرة معتوق ناصر الشيخة، منى طالب، جواهر العباسي، أمل عبد الله، فاطمة العبد الله العبيدان، ضياء البدر ومنى الذكير. يشير الدكتور عبد الله الغنيم إلى أن الكتاب يتضمن تفاصيل دقيقة على ألسنة نساء رائدات، متوقفاً عند أمانة التسجيل ودقّة نقل المعلومة، ما أضفى على الكتاب طابعاً مرجعيّاً سترى فيه الأجيال المعاصرة واللاحقة مرآة صادقة لماضي الآباء والأجداد، وصورة حية لدور المرأة الكويتية إلى جانب الرجل في مجالات حيوية تبدو محدودة، لكنها تتطور قدر ما تسمح به الظروف الاقتصادية والتقاليد الاجتماعية...يضيف الغنيم: "مع ظهور النفط، عمّ الخير أهل الكويت وأتت مشاريع النهضة الاقتصادية بثمار في مجالات التعليم والصحة والإسكان، ما أفسح في المجال أمام المرأة للمشاركة في تحمّل المسؤولية على أوسع نطاق والنهوض بالأعباء الوطنية والوظيفية المختلفة، من خلال شغلها مناصب متدرّجة في الدولة، أو من خلال إدارتها أعمالاً خاصة بها محليّاً ودوليّاً, وقد أثبتت بحق أنها شريكة الرجل في هذا الوطن، ومسؤولة معه عن تحقيق التنمية الشاملة ومواجهة الشدائد والأزمات".حياديَّة وبساطةيرصد الكتاب الحدث التاريخي من وجهة نظر السيدات اللواتي يندرجن بين دفتيه، وقد عبرن عنه بحيادية وبساطة وفقاً لثقافة المتحدثة، إذ تبرز كل امرأة دورها في الحياة الاجتماعية، إضافة إلى قدرتها على رصد الأحداث إبان حدوثها وذكر تفاصيلها بعد مرور سنوات وعقود عليها.يتناول الكتاب فترة زمنية لا تضرب كثيراً في أعماق الماضي، إنما تعود إلى بدايات عصر النهضة الحافل بأحداث وذكريات، كثير منها شخصي لا يلتفت إليه المؤرخون أو الراصدون لحركة التاريخ على رغم دلالاته الاجتماعية والاقتصادية.كشفت النساء في وضوح طبيعة المجتمع الكويتي وظروف الحياة فيه من خلال تجاربهن الخاصة، والتقاليد التي سادت وتحكّمت بالعلاقات الخاصة بين الأهل والأقارب، والعلاقات مع الآخرين من أبناء "الفريج" الواحد، وكيف استقبلت المخضرمات بشائر التغيير في المجتمع في البدايات الأولى لعصر النهضة.