تحليل سياسي: قرارات الشطب تشعل الساحة الانتخابية

نشر في 14-01-2012 | 00:01
آخر تحديث 14-01-2012 | 00:01
No Image Caption
• الدعوة إلى الانسحاب لا تتسم بالحصافة السياسية

• يجب الفصل بين ما هو قانوني وما هو سياسي

جاء قرار وزارة الداخلية بشطب المرشح فيصل المسلم ليشعل مواجهة انتخابية بين مؤيدي المسلم من جهة والحكومة من جهة أخرى.

مع بدايات العد التنازلي لموعد الاقتراع في انتخابات 2012، ومع حسم بعض التشاوريات بدأت ملامح الساحة الانتخابية تتضح أكثر مما كانت عليه في الأسابيع الماضية.

الدائرة الثانية

ولعل أبرز مفاجآت الانتخابات حتى الآن القرار المفاجئ للنائب السابق مشاري العصيمي بالترشح، وهو ما شكل إرباكاً في الدائرة الثانية وإعادة حسابات لبعض المرشحين، والمفاجأة الثانية كانت مدوية، وهي قرار لجنة فحص طلبات المرشحين بشطب د. فيصل المسلم بعد صدور حكم محكمة الاستئناف في الحادي عشر من هذا الشهر، كذلك شطب محمد الجويهل وعبدالحميد دشتي وآخرين.

وقد تباينت الآراء حول قرار الشطب، خاصة المتعلق بالدكتور فيصل المسلم، فقد جاء على خلفية سجال سياسي شغل الكويت كلها، وهو ما أطلق عليه "قضية الشيكات".

وجدد عدد من النواب السابقين والمرشحين الحاليين رفضهم قرار الشطب، مبررين موقفهم بالقول إن حكم المحكمة ليس فيه إخلال بالأمانة أو بالشرف، كذلك تباينت آراء القانونيين بين مؤيد للحكم ومعارض له، وهي قضية يتداخل فيها القانون مع السياسة، فالقانون يحمي سرية المعاملات المصرفية، والسياسة تعطي النائب الحصانة في التعبير عن رأيه داخل قاعة عبدالله السالم، خاصة أن قضية الشيك كانت قد أثيرت في جلسة سرية، وذهب البعض إلى أبعد من ذلك، فاعتبروا الحكم بمثابة تنقيح للدستور، لكن المؤكد أن الطعن في قرارات الشطب وما يترتب عليها من أحكام قضائية سيكون هو الأمر الفاصل، فقد يعيد المشطوبين أقوى مما كانوا عليه. وتكرار مثل هذه القضايا يجعل من مسؤولية المشرعين مستقبلاً تعديل بعض القوانين وتحديد تعريفات واضحة ودقيقة لتهمة خيانة الأمانة والشرف وتهمة سوء السمعة.

ويعلق بعض المراقبين على الأخبار التي تناقلتها بعض المواقع عن عزم كتلة التنمية والإصلاح عدم المشاركة في الانتخابات بأنه قرار لا يتسم بالحصافة السياسية، فترك الساحة مفتوحة للآخرين أمر أخطر من غياب عضو من أعضاء الكتلة. وإذا كانت المعارضة بكل أطيافها حريصة على محاربة الفساد فعليها أن تكون ممثلة في البرلمان، وهو الطريق الدستوري الصحيح.

وسوف تبقى الساحة الانتخابية أمام مخاض حتى صدور الأحكام القضائية الخاصة بطعون الشطب، وسيبقى باب التأويلات السياسية مفتوحاً على مصراعيه حتى تغلقه أحكام القضاء.

مواقع التواصل

وتتسم هذه الانتخابات بسمة جديدة، وهي الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك - تويتر - الرسائل النصية)، إضافة إلى وجود مواقع إلكترونية للمرشحين، لكن هذه الوسائل لم تمنع الناس من حضور الندوات، والاتصال المباشر مع المرشحين الذين لوحظ حضورهم معاً في أكثر الدوائر، وهم ليسوا بالضرورة قائمة أو تحالفاً أو نتاج تشاوريات.

back to top