تقييم نتائج الانتخابات: المخرجات جاءت نتيجة عوامل سابقة... والثقافة الذكورية سادت
الدمخي: الشريعة تحث على وجود المرأة وتداخلها مع المجتمع
أكدت ندوة رؤية تقييمية في نتائج انتخابات 2012 أن الثقافة الذكورية موجودة في مجتمعنا ومن الصعب إنكارها، وأن مشكلة المرأة في التواصل مع المجتمع عدم انخراطها في التجمعات النيابية.نظم مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت حلقة نقاشية تحت عنوان "رؤية تقييمية في نتائج الانتخابات البرلمانية 2012"، صباح أمس في نادي الجامعة بالشويخ، شارك فيها كل من عادل الدمخي ومحمد الوهيب وعروب الرفاعي وإبراهيم الهدبان وجنان الخلف وعلي الزعبي. وفي البداية قال النائب د. عادل الدمخي "اننا نعيش مشكلة التطرف في كلا الفريقين من خلال خروج عدد من المتطرفين إلى مجلس الأمة وهذا مؤشر خطير"، موضحا "أن الثقافة الذكورية موجودة في مجتمعنا ومن الصعب إنكار مثل هذا الأمر". وأضاف الدمخي "ان مشكلة المرأة في التواصل مع المجتمع هي عدم انخراطها في التجمعات النيابية فتغيب عن هذه التجمعات والحركات وحتى التيارات الليبرالية لا نجد المرأة ودورها"، مؤكدا "أن الشريعة تحث على وجود المرأة وتداخلها مع المجتمع، والمرأة تعتبر عنصرا مؤثرا لنجاح المرأة، وتحتاج إلى مراجعة لتكون فاعلة في المجتمع".مشروع صداموذكر أستاذ الفلسفة في جامعة الكويت د. محمد الوهيب "ان الشعب الكويتي لن يرضى بتعديل المادة الثانية من الدستور فساحة الإرادة موجودة، والإصلاح السياسي يكون من خلال مزيد من الديمقراطية عن طريق اصلاحات جذرية"، موضحا "أننا أمام مشروع صدام في العملية الديمقراطية بسبب إيصال متشددين من الطائفتين". وأضاف "أن فترة الانتخابات فترة عصيبة حيث ظهر فيها العنف الجسدي نتيجة للتأجيج الطائفي والقبلي"، موضحا "أن مخرجات الانتخابات جاءت نتيجة سياق تاريخي خاصة في ما يتعلق بتعذيب عدد من المواطنين وظهور الفساد والإيداعات المليونية التي فتح بعضها". وبين "أن النساء في البرلمان الماضي لم يقدمن شيئا ولم يخرجن من العباءة الطائفية، وأن هناك خللا في عمليتنا الديمقراطية من خلال الانقسام الطائفي ما دفع الى تحرك عواطفنا بدلا من عقولنا".محاسبة المرأة من جانبها تساءلت المرشحة السابقة عروب الرفاعي: لماذا لم تصل المرأة إلى البرلمان؟ لافتة إلى "أن المرأة مطلوب منها أن تشارك في الحراك بمختلف أنواعه، وفي هذه الانتخابات لم يكن لها أي تسويق"، مبينة "أن هناك مبالغة في محاسبة المجتمع للمرأة، فهي من انتزعت حقوقها السياسية انتزاعا في سبيل الحصول عليها". وأضافت "ان الفتوى الشرعية لعبت دورا بارزا في قضية انتخابات المرأة وهي قضية يوجد فيها خلاف شرعي، وأن عددا من رجال الدين المعتدلين يرون جواز انتخابها".حراك شعبيومن جانبه قال عضو هيئة التدريس علوم سياسية د. إبراهيم الهدبان "ان ما يميز هذه الانتخابات انها جاءت بعد حراك شعبي موجه ضد الحكومة وسياستها والخلافات بين أبناء أسرة الحكم"، مضيفا "أن هناك استقطابا طائفيا بالموالاة وجاءت الصورة بشكل واضح بعد نتائج انتخابات مجلس الأمة". وأضاف الهدبان "أن المجلس الحالي جاء بعد إعلان عدد كبير من النقابات الإضراب"، مبينا "أن الانتخابات جاءت بعد توفير معلومات عبر وسائل الاعلام المختلفة بالإضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي حيث استطاعت الوصول للجميع الأمر الذي كان له الأثر في استقطاب عدد من المرشحين". فرض الثقافةوبدورها قالت عضوة هيئة التدريس بقسم الفلسفة د. جنان الخلف "ان سعي النواب الاسلاميين الى فرض ثقافتهم على بقية الثقافات من خلال دعم الاخرين، أن بعض المرشحين تم ترشيحهم بناء على خطابات الكراهية لان فيها نوعا من الحماية من الثقافات الاخرى"، مضيفة "ان النساء في مجلس 2009 فشلن لانهن لم يحددن أولوياتهن وانشغلن بالقضايا العامة دون الاهتمام بالقضايا التي تتعلق بالمرأة على وجه الخصوص".دولة برلمانيةوقال عضو هيئة التدريس في قسم الاجتماع د. علي الزعبي "ان الكويت ليست دولة ديمقراطية بل دولة برلمانية، وان المجتمع الكويتي تقليدي وهناك رسوخ للحالة القبلية والفكرية"، موضحا "أن هناك تضخيما للأمر وهناك لعبة خارج ما يحاك في عالم السراديب لتفويض دستور 1962".