"متخصصون": الخدمات التأمينية تشهد نموا ملحوظا في البلاد
تشهد الخدمات التأمينية نموا ملحوظا في البلاد وخصوصا في موسم السفر حيث يتجه الكثير من المسافرين الى شركات التأمين المحلية للاستفادة من خدماتها في ظل المخاطر الكثيرة والمتنوعة التي يشهدها العالم.
ورافق تزايد وعي المسافرين بضرورة التأمين في حلهم وترحالهم توسع في الخدمات التأمينية التي تحاول الشركات العاملة في هذا القطاع بالكويت تلبية كل رغبات الجمهور على هذا الصعيد من خلال توسيع نشاطها الجغرافي او من خلال شراكات مع شركات تأمين في معظم دول العالم التي تستقطب اعدادا كبيرة من السياح الكويتيين.والتقت وكالة الانباء الكويتية "كونا" عددا من مسؤولي شركات التأمين لتسليط الضوء على هذا القطاع المهم واخر مستجداته وكانت البداية مع نائب رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للتأمين التكافلي طلال القطامي الذي اكد ان السفر يحتل حيزا مهما "في حياتنا وخاصة في المواسم الدينية كالحج والعمرة ومواسم الاجازات الصيفية".واضاف القطامي ان بعض الدول العربية لا تهتم كثيرا بموضوع الحماية التأمينية وسبب طلب المسافرين لوثيقة التأمين ناتجة عن طلب السفارات الأوروبية وغيرها لهذه الوثيقة عند طلب التأشيرة مبينا ان المسافر لن يعرف أهمية الوثيقة الا في حالة استخدامها.وعن تكلفة الوثيقة قال انها تتراوح بين أربعة دينار كويتي لمدة أسبوع للفرد وثمانين دينارا لمدة سنة متكررة الزيارات للأسرة المكونة من خمسة أفراد وهناك شركات عالمية كثيرة تقدم هذا المنتج مع تقارب في التسعيرة واختلاف بسيط في التغطيات مشيرا الى ان المنافسة صغيرة نظرا الى ضآلة مبلغ الاشتراك.واضاف ان الاقبال على هذه الوثائق كان في البداية للمسافرين الى البلدان الأوروبية ثم الى الدول الشرق اوسطية فامريكا الشمالية وأميركا الجنوبية مشيرا الى بعض الانواع من التأمين ومنها التأمين على المنازل من السرقة والحوادث الاخرى حيث ان العرب يسافرون لمدد مختلفة دون حصولهم على هذا التأمين.ومن جانبه قال مدير ادارة اعادة التأمين في شركة وثاق للتأمين التكافلي الصادق الطوالي ان السفر يحتل حيزا مهما من حياة المواطنين وهناك العديد من الخدمات التأمينية المرافقة لهذا القطاع المهم ولذلك حرصت (وثاق) على وجود تغطيات تأمين السفر كجزء أساسي من خدماتها ومنتجاتها التأمينية حيث توفر الشركة كل التأمينات المتعلقة بالسفر.وعن مدد وثائق تأمين السفر ذكر الطوالي انها متفاوتة حيث تمتد من سبعة أيام وتصل حتى عام كامل وتعتمد أسعار تلك الوثائق على شمولية الوثيقة جغرافيا اضافة الى اعتمادها على الفترة الزمنية التي تغطيها ويستطيع المسافر من خلالها تغطية مخاطر السفر.واوضح ان احد جوانب التغطية الجانب الصحي الذي يتمثل في المصاريف الطبية والاخلاء الطبي الطارىء ونقل الجثمان في حالة الوفاة والنقل الصحي واعادة القاصرين والمصاريف الطبية للأسنان والاستشارات الصحية والترتيبات للادخال الى المستشفى والرعاية الصحية الضرورية بعد الخروج من المستشفى وخدمات الترجمة بالمستشفى والسفر وتوصيل الأدوية والمساعدة خلال السفر.واشار الى ان الشركة تقدم خدمات تأمينية اخرى قد تواجه المسافرين مثل فقدان الحقائب أو تأخرها أو الغاء أو تأخر الرحلات والوفاة والعجز الجزئي والكلي الدائمين والمسؤولية المدنية الشخصية.وبين ان التغطيات تمتد لتشمل فقدان المستندات وجوازات السفر والاحتيال وضياع الأموال وبطاقات الائتمان وغيرها من التغطيات المتنوعة حسب الاختيار اضافة الى منح خصومات خاصة للمجموعات كما تشمل التغطية الرياضيين وفقا لشروط هذا النوع من التأمين.واكد أن صناعة التأمين في الكويت تشهد نموا ملحوظا بشكل عام اذ أظهرت التقارير الأخيرة أن حجم سوق التأمين في الكويت بلغ حوالي 180 مليون دينار خلال 2010 ومن المتوقع أن تشهد هذه الصناعة نموا في حجم الأقساط التأمينية مع نهاية العام الحالي.أما على الصعيد التوعوي فقال الطوالي "اننا نلاحظ أنه غائب على كل المستويات وخصوصا على مستوى الأفراد فالغالبية لا تعرف شيئا عن الخدمات التأمينية سوى التأمينات المتعلقة بالسيارات أوالتأمين الصحي التجاري والسبب هو أنها الزامية اضافة الى التأمين الذي تفرضه سفارات دول الاتحاد الأوروبي". وقال ان هناك أنواعا أخرى من المنتجات التأمينية وهي لا تقل أهمية عن الأخرى الالزامية "الا أن المسألة تحتاج الى مزيد من التوعية بها لانها تمثل خدمة مهمة لهم وتساعدهم كثيرا في حال وقوع الأضرار".واضاف أن الشركات المحلية تأثرت بشكل مباشر بالأحداث الاقتصادية والسياسية الجارية في المنطقة "الا أن بعضها قد تأثر وخاصة تلك التي كانت لها خطط توسعية في الأسواق الخارجية حيث ساهمت تلك الأحداث في تأجيلها أوالغائها وهذا بالطبع يؤثر في حجم العوائد التي كانت تتوقعها الشركات من تلك التوسعات".واشار الى ان تأمينات السفر تأثرت هي الأخرى بالأحداث وذلك بسبب تراجع معدلات السفر بشكل عام فضلا عن أن كثيرا من الدول وخاصة التي وقعت بها الأحداث حيث لا يوجد على تأشيرات الدخول اليها تأمينات الزامية.واضاف ان سوق التأمين على السفر يشهد منافسة حادة فهو احد المنتجات التأمينية المهمة ويتم تسويقه غالبا عبر مكاتب وشركات السفر اضافة الى البنوك وخاصة مع اقتراب موسم الصيف والسفر واقتراب شهر رمضان حيث ترتفع معدلات السفر الى الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة موضحا ان المنافسة الكبيرة بين الشركات تعود الى ان السوق الكويتية مفتوحة وفيها اكثر من 30 شركة محلية ما بين تقليدية وتكافلية.وأشار الى أن هذا النوع من التأمين يتم اصدار وثائقه من خلال شركات أجنبية ليس لديها ترخيص محلي ويتم ذلك عن طريق مكاتب وساطات التأمين بالعمولة متمنيا من الجهات المعنية مراقبته والحد منه لأنه يسبب الضرر لعمل شركات التأمين المحلية.وبين ان بعض التقارير المتخصصة أظهرت أن نتائج الربع الأول المتعلقة بتأمينات السفر نمت بنسبة تصل الى نحو 12 في المئة في 2011 في بعض الدول العربية وفي المقابل رصد بعض الخبراء والعاملين في قطاع التأمين والسياحة الخليجي ضعفا في الاقبال على وثائق التأمين على السفر في دول الخليج.وذكر ان دول الاتحاد الأوروبي تعتبر من أكثر الدول التي تلزم زائريها بهذا النوع من التأمين وذلك بسبب وجود الزامية بعمل التأمين للحصول على التأشيرات كما أن الطلب على وثيقة تأمين السفر التي تشمل حزمة من التأمينات المختلفة في الكويت والمنطقة العربية لا يزال متواضعا مقارنة بالدول الأخرى.وبين الطوالي ان ذلك يعود الى عدم التسويق الجيد لوثيقة تأمين السفر الامر الذي أسهم بشكل كبير في عدم الاستفادة من هذه الوثيقة التي تشمل تغطية تأمينية متعددة وبتكلفة متواضعة وأكثر شمولية.ولفت الى ان وثيقة التأمين على السفر لا تقل أهمية عن جواز السفر وتذاكر الطيران اذ انها تمثل غطاء ضروريا لكثير من المخاطر التي قد يتعرض لها المسافر في الخارج والتي قد تربك وقته أو ميزانيته الموضوعة للسفر.بدورها قالت مساعد مدير ادارة الممتلكات والحوادث العامة في شركة الخليج للتأمين عائشة الرشود ان تأمين السفر يحتل حجما كبيرا في السوق المحلي نظرا الى زيادة وعي المواطنين لهذا النوع من التأمين واهمية الخدمات المقدمة لهم بالخارج والتي تحميهم من تحمل اعباء مصاريف الكثير من المستجدات التي تواجههم في الخارج.واضافت الرشود ان الخدمات التأمينية تأثرت بشكل كبير بالاحداث السياسية والاقتصادية الجارية في المنطقة بما في ذلك تأمين السفر وذلك لانخفاض نسبة المسافرين الى الدول التي تلزم هذا النوع من التأمين.وذكرت ان سوق التأمين على السفر يشهد منافسة شديدة نظرا الى ارتفاع عدد شركات التأمين بالسوق المحلي "ولكن شركتنا تسعى الى الحصول على حصة الاسد في سوق التأمين نظرا للتوزيع الجغرافي وعدد الفروع المنتشرة على نطاق دولة الكويت".واوضحت ان دول الاتحاد الاوروبي تحتل المرتبة الاولى بحصول المسافرين اليها على تأمين السفر الذي يعتبر من المتطلبات الالزامية للحصول على تأشيرات الدخول الى هذه الدول وتلي هذه الدول الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة نظرا الى ارتفاع الاعباء وتكاليف العلاج الطبي والمصاريف الصحية لديهم وتأتي في المرتبة الثالثة الدول العربية.