آيتن أمين: الشرس يحسم موقف المصريين من الشرطة
«التحرير.. الطيب والشرس والسياسي» أول فيلم وثائقي يُطرح تجارياً في دور العرض، وقد تقاسم إخراجه ثلاثة مخرجين من بينهم آيتن أمين التي قدمت نفسها للجمهور عبر جزء «الشرس». يدور «الشرس» حول ضباط الشرطة ووجهة نظرهم تجاه أحداث ثورة 25 يناير والاتهامات التي وجهت إليهم. عنه وعن مشروعها الروائي الطويل الجديد كان اللقاء التالي.
من صاحب فكرة فيلم «التحرير 2011»؟المنتج محمد حفظي صاحب فكرة وجود فيلم وثائقي يتحدث عن ثورة 25 يناير، ثم تبلورت الصيغة على يد المخرج عمرو سلامة صاحب جزئية «السياسي»، لأن الفيلم يتضمن ثلاثة أجزاء، جزء عن الشعب وآخر عن رجال الشرطة وثالث عن وجهة نظر السياسيين في أحداث مصر الأخيرة.لماذا اخترت الجزء الأصعب من الفيلم، خصوصاً أن الشعب ما زال غير قادر على التعامل مع رجال الشرطة؟بالنسبة إليَّ، لم تكن لدي أي علاقة برجال الشرطة قبل ثورة 25 يناير، بل اقتصر تعاملي معهم على تجديد رخصة السيارة. لم أكن أتوقع أن يستعمل رجال الشرطة العنف مع متظاهرين سلميين، لذا عندما بدأ بفض التظاهرة بالقوة لم أكن أصدق ما يحدث حولي، وتشكلت لدي رغبة في معرفة كيف يفكر هؤلاء للعثور على إجابات لأسئلة فجرها الموقف وظلت من دون تفسير.هل تعتقدين أن الشرطة مدانة في ما يتعلق بأحداث العنف في التظاهرات في مصر؟مدانة بالمقاييس كافة، لذا بحثت في الفيلم عن إجابة لسبب إدانتها ومشكلتها مع الشعب. لا يُعقل أن تبقى طريقة تفكير رجال الشرطة على حالها، ويختزل التغيير في الشعار، بل لا بد من أن يتعاون الطرفان، وأن يفهم العسكر أن مهمتهم توفير الأمن للناس، فأحداث نوفمبر الماضي أكبر دليل على أن العقليات لم تتغير، والدليل أنهم عندما وضعوا في الموقف نفسه تصرفوا بعنف مع المواطنين وأطلقوا الأعيرة المطاطية والقنابل المسيلة للدموع.هل واجهت صعوبات في التسجيل مع ضباط الشرطة، خصوصاً أن غالبية من تعاونت معهم كانت ملامحهم غير واضحة؟بالتأكيد، واجهت مشاكل عدة تتعلق بضرورة استخراج تصاريح لرجال الشرطة من وزير الداخلية شخصياً تسمح لهم بالحديث، وهو أمر معقد للغاية كان سيستغرق وقتاً طويلاً بسبب الإجراءات الروتينة اللازم اتباعها، لذا صوَّرت بعض المشاهد من دون معرفة الضباط والجنود الموجودين في الشارع وأظهرت ذلك في الفيلم.أما في ما يتعلق بالشخصيات التي ظهرت في الفيلم، فقد جاءت بعد لقاءات مع أكثر من 12 ضابط شرطة ولم يوافق منهم سوى أربعة شرط ألا تكشف وجوههم وألا يتعرف أحد على شخصياتهم عند مشاهدة الفيلم، كذلك ثمة من وافق على التسجيل، ثم تراجع عن ذلك قبل بدء العمل بساعات قليلة. لكن البعض منهم ظهرت ملامحه ويمكن لأي شخص التعرف إليه!اعتمدت على الخدع السينمائية، لكن الحقيقة أن ملامحهم مختلفة تماماً عن تلك التي ظهرت والصوت أيضاً، ما يعني استحالة التعرف إليهم حتى بعد مشاهدة الفيلم، لأن الضباط الذين شاركوا في الفيلم كانوا خائفين من وقوعوهم في مشاكل كثيرة بسبب هذا العمل.هل أردت أن تظهري رجال الشرطة في شخصية المضطربين غير المستقرين؟عندما بدأت العمل في الفيلم لم يكن لدي تصور عن شكله النهائي، لكني قررت أن أسير وراء رجال الشرطة وأعطيهم مساحة الكلام وأحاورهم في ذلك، إذ يتعرضون لمشاكل كثيرة مثل الانتظار في تشريفات المرور لكبار الشخصيات وغيرها من أعمال لا تدخل ضمن مهام عملهم، كذلك يعملون عدد ساعات طويلة جداً، وقد تركتهم يعرضون وجهة نظرهم في محاولة لنقل الواقع بشكل عشوائي.ألم تقلقي من طرح فيلم «الشرس» ضمن جزئين، خصوصاً أن التقييم سيكون على الأجزاء الثلاثة وليس على جزء؟أعتقد أن المخرجين الآخرين هم الذين يحق لهم القلق مني لأنني لم أقدم سابقاً أي عمل وثائقي، بينما قدم تامر عزت مخرج فيلم «الطيب» تجارب مميزة عدة، وعمرو سلامة كانت له تجاربه أيضاً وقد عملت معه كمساعدة. الأهم من ذلك أن تكون الأفلام الثلاثة متماشية مع بعضها وأن يمكن وضعها في فيلم واحد مقنع للمشاهد، فلا يشعر بوجود أي جزء دخيل.طرح الفيلم في دور العرض السينمائية بنسخ محدودة، هل ترين أنها قادرة على تحقيق إيرادات مرتفعة؟فكرة طرح الفيلم بحد ذاتها كافية، ذلك لأن المنتج محمد حفظي لديه طموح بأن يغير الجمهور عادته السينمائية وأن يشاهد الأفلام التسجيلية لا الكوميدية فحسب، أما عدد النسخ المحدودة فهو أمر منطقي لأن الفيلم ليس بميزانية ضخمة أو يشارك فيه نجم كبير قد يجذب الجمهور إليه.وجديدك؟أحضر راهناً لفيلم جديد بعنوان «69 ميدان المساحة» مع المنتج وائل عمر، لكن حتى الآن لم أرشح أياً من الممثلين للمشاركة فيه.