جواري دليفري

نشر في 11-06-2011
آخر تحديث 11-06-2011 | 01:01
No Image Caption
 بدرية البشر كل ما تحتاج إليه في القرن الحادي عشر لكي تحصل على جارية هو أن تسأل شيخ الدين هل اقتناء الجواري حرام أم حلال؟

ولأن بعض مشايخنا لا يترددون في تزويد سائليهم بما خفي عليهم من فقه القرون البائدة، فإن سلوى المطيري وجدت شيخاً في مكة يعطيها جواباً شافياً عن سؤالها الكافي، بل زادها الشيخ معرفة على معرفة، بأن عورة الجارية غير عورة الحرة.

ما إن وجدت سلوى المطيري أن باب اقتناء الجواري جائز، حتى سارعت إلى اقتراح الحلول على دولتها الصغيرة الكويت بتوفير هذه الخدمة، ومن شدة حرص سلوى على تسلية الرجاجيل (اللي ما عليهم قاصر) نسيت أن شيخها نبهها إلى أن سلب الجواري يتم عن طريقة حرب دولة مسلمة لدولة كافرة، كنت أظن أنها ستطلب صراحة أن تباشر الكويت بالمليون نسمة أن تحارب الشيشان وأوزبكستان وتغزوها وتسبي نساءها.

ومن حظ الكويتيين أنهم وجدوا سلوى، لأن ذوقها رفيع، فقد اختارت لهم الشقراوات والبيض، ولم تختر لهم دولاً أخرى أقل جمالاً أو لوناً حالكاً، لكن على طريقة دول الخليج التي تحب أن ينوب عنها الآخرون، رأت سلوى أنه ليس من المطلوب أن نحارب لنجلب سبايا، بل يكفي أن نفتح مكاتب استقدام جوارٍ ونشتريهن بالنقود.

ويبدو أن حكومات الخليج قد أسرفت في توفير سبل الرفاهية لرعيتها، ولم يعد يبقى إلا خدمات "جواري دليفري"، لا تحتاج أن تشرع نظاماً لسلب الناس حرياتهم واستعبادهم، إلا أن تعرف أهو حلال أم حرام؟ ولا داعي للاطلاع على وثائق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أو قوانين مجلس الأمن الدولي للتعديات على الدول، ولا قوانين الاتجار بالبشر، ولا حتى توازنات القوى السياسية العسكرية، والأهم من حكاية الحرب على الدول الكافرة هو هدفها الرفيع السامي: تأمين النساء لذوي الشهية المفتوحة.

وبحسب توازنات القوى، فإن أميركا وروسيا والصين هي أكثر الدول المرشحة للانتصار في الحروب الحديثة، بينما لن يكون حظ الدول التي تعتمد في تسليحها على الدول نفسها إلا أن تستسلم في أول إنزال عسكري بحسب لغة الحرب الحديثة، لهذا فاحمدوا ربكم أن نساء هذه الدول لا تدعو حكوماتها إلى فتح باب سبي نساء العالم، وجعلهن جواري، وإلا كانت بنات سلوى وبناتنا هنَّ أول المسلوبات، لكننا هذه المرّة لن نكون جواري مثل جواري هارون الرشيد     يتقلبن في الخدور، وعلى الصدور، بل "عبدات" مثل بطلات أفلام كونتا كونتي يَمُتْن من كثرة العمل في المصانع، وتحت عجلات السيارات كالقطط الضالة.

لدينا في السعودية، ظهر هذه الأيام شيخ يتهم تصميم مطار جدة بأنه صُمِّم على هيئة امرأة ينكحها برج المراقبة، هل حكوماتنا مسؤولة عن إنتاج مثل هذه الأخلاق التي تدور في فلك الجنس، حتى لو أدى بها إلى استرقاق النساء، وحبسهن في قيمة متاع رخيص ينكح ويباع ويشترى، وكل رسم لهن هو رسم مثير للشهوة؟

نعم مسؤولة... نعم مسؤولة.

back to top