حرب تجارية حول صناعة الألواح عبر الطاقة الشمسية

نشر في 14-01-2012 | 00:01
آخر تحديث 14-01-2012 | 00:01
No Image Caption
مصادر الضغط في الكابيتول هيل تتمثل بالشركات الكبرى

تمثلت مصادر الضغط في الكابيتول هيل بالشركات الكبرى مثل جنرال موتورز وفورد كرايسلر وجنرال اليكتريك واي تي آند تي، إضافة إلى شركات الطاقة والأغذية الضخمة.

يسهم إنتاج الصين من الألواح الشمسية الأقل تكلفة في تدمير صناعة الطاقة الشمسية الأميركية. ولكن بدلاً من القيام بمحاولات اصطناعية لوقف هذا التردي يتعين علينا أن نركز على التحول إلى مبدعين في هذا الميدان.

القرن الـ20 هو فترة نمو اقتصادي لاتضاهى في الولايات المتحدة، ويمكن اختصارها بجملة واحدة هي:" حيث تذهب شركة " جنرال موتورز " تذهب الأمة ". وطوال ذلك القرن كان قلب الصناعة الأميركية في الغرب الأوسط – ديترويت والمدن المحيطة بها والتي تمتد من توليدو الى يونغستاون ومن كليفلاند الى بتسبرغ يضخ الحديد والصلب والسيارات. وكانت تلك البقعة منطلقاً لاقتصادنا الحالي العالمي من سلسلة الإمداد والمؤن.

وقد تمثلت مصادر الضغط في الكابيتول هيل بالشركات الكبرى مثل جنرال موتورز وفورد كرايسلر وجنرال اليكتريك واي تي اند تي، اضافة الى شركات الطاقة والأغذية الضخمة وغير ذلك الكثير. واعتمد مورد للصلب على شركات السيارات الكبرى الثلاث من أجل العمل مع الكونغرس الأميركي بغية انشاء سوق للفولاذ والاطارات. واعتمدت شركة جنرال اليكتريك على مجموعة الضغط الخاصة بها من أجل تسهيل أعمالها. كان ذلك في القرن العشرين.

غير أن ملعب القرن العشرين لم يعد موجوداً، وقد قلبت تقنيات القرن الحادي والعشرين مفهوم التجارة بشكل عكسي حيث ألغت الحدود وغيرت قواعد اللعبة، ثم أصبح على أي شخص يدير شركة سريعة النمو العمل في نطاق هذا العالم الجديد، والتفكير المركزي الأميركي لن يوفر القدرة التنافسية اللازمة من أجل النجاح في هذا المضمار.

صناعة الطاقة الشمسية

الافتقار الى فهم هذه الحقائق المتعلقة بصناعة الطاقة الشمسية جذب انتباهي خلال الأسابيع القليلة الماضية، و"سولار وورلد" وهي شركة مصنعة للألواح الشمسية ألمانية لديها مواقع في الولايات المتحدة كانت منزعجة لأن الحكومة الصينية تقدم مساعدات إلى مصنعي الألواح الشمسية المحليين في الصين من خلال نسخ برامج المساعدات القديمة في ألمانيا واليابان، وقد أسهمت تلك المعونات في خفض تكلفة الألواح الشمسية في شتى أنحاء العالم.

وقد شهدنا الأضرار التي نجمت عن مثل تلك الإجراءات - أكثر من 300 مصنع في الصين وشركات أميركية مثل "سوليندرا" و"ايفرغرين" لم تتمكن من المنافسة على صعيد دولي في الأسعار. واليوم تطالب شركة "سولار وورلد" ادارة الرئيس اوباما بفرض رسوم عقابية على الصين بسبب ممارساتها التجارية غير العادلة.

ولاحظ رئيس شركة "سولار وورلد" غوردن برينسر في تعليق في مجلة "بي في" أن "الصين ستهيمن على الجيل الجديد من التقنية التي ستخفض اعتماد أميركا على الوقود الأحفوري، وسنشهد اعتمادنا المتزايد على مصدر الطاقة من الشرق الأقصى يتفوق على قدرتنا المستقبلية لتحقيق قدر أكبر من أمن الطاقة".

غير أن هذا مصدر قلق زائف، وعالم أميركا القرن العشرين كمنتج وبائع للسلع والبضائع من المهد الى اللحد لم يعد موجوداً منذ عقود من الزمن، وأميركا لم تعد المصنع الأساس في العالم غير أنها رائدة في ميادين التقنية والابتكار.

شبكة اقتصادية دولية

وقد أسهم المزيج المكون من التصاميم الأميركية والتصنيع الدولي في تكوين شبكة اقتصادية عالمية وعززت الجهود المحددة في دنيا الماضي، ولهذا السبب نجد أن منتجات شركة "آبل" "مصممة من قبل آبل في كاليفورنيا"، ولكن تجميعها يتم في الصين. وأميركا رائدة في عالم إبداع التصميم والهندسة القديمة وقد تقدمت الصين الى موقع ريادي في عالم التصنيع في سلسلة الإمدادات الدولية.

وبينما ركزت "سولار وورلد" على الحفاظ على أميركا كرائد في تصنيع الألواح الشمسية فإن التركيز يجب أن يوجه نحو نشر فكرة الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، وليس من المهم تحديد مصدر الألواح الشمسية بل أن نقوم نحن بتركيبها. وفي الولايات المتحدة وحدها خلقنا 100 ألف وظيفة في مجال نشر الألواح الشمسية من بيت الى بيت – والعنصر الحيوي في انجاح هذا العمل يتمثل بتقديم ألواح يعتمد عليها ومتدنية التكلفة.

وإذا نجحت الصين في تقليد التصنيع الألماني من أجل انتاج سلع شمسية متدنية الهامش يتعين على صناعة الطاقة الشمسية وأميركا السماح لها بذلك، لأن من شأن هذا زيادة النشر وهو الهدف النهائي.

وقد اضطر عدد كبير من الشركات الى اللجوء الى الانتاج المتدني التكلفة من أجل كسب حصة سوقية، غير أن ذلك يتطلب إعادة تخيل قطاعات الصناعة.

خفض التكلفة

لدى "سولار وورلد" الموارد والخبرة التي قد تمكنها من خلق تقدم تقني يجعلها موضع حسد من جانب بقية قطاعات صناعة الطاقة الشمسية. وربما يفضي مثل ذلك التقدم الى خفض التكلفة بقدر أكبر، وريادة الصناعة في جهودها لنشر المزيد من "بي في" ومن فرص العمل الأميركية. غير أن ما لسنا في حاجة اليه هو حرب تجارية تحطم سلسلة الامدادات العالمية وتدمر فرص العمل الأميركية.

أليس من الجيد أن نتمكن كلنا في المستقبل القريب من أن نقرأ بفخر "صمم من قبل سولار وورلد في كاليفورنيا"؟. الأسواق العالمية في القرن الحادي والعشرين تتطلب نوعية تفكير من القرن ذاته لأنه "حيث يمضي نشر الطاقة الشمسية تمضي أميركا (والعالم) في نظام الطاقة في القرن الـ21".

(تويتر)

back to top