الكويت: تحقيق التنمية مسؤولية مشتركة بين الدول الافريقية والبلدان المانحة
قالت دولة الكويت الليلة الماضية ان تحقيق التنمية مسؤولية مشتركة بين الدول الافريقية من جهة والبلدان المانحة من جهة أخرى.جاء ذلك في بيان لوفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة ألقاه السكرتير الثالث وعضو الوفد المشارك في الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للمنظمة الدولية أحمد ضيف الشمري خلال مناقشتها البند المتعلق بالشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا والتقدم المحرز في التنفيذ والدعم الدوليين.
وقال الشمري ان الوقت حان لكي يحقق المجتمع الدولي قدرا أكبر من التقدم في مجال الوفاء بتعهداته ولكي تواصل البلدان الافريقية خطوات تؤدي الى التنفيذ الفعال للمشاريع والبرامج العديدة التي تشملها الشراكة الجديدة وتواكب الجهود الكبيرة المبذولة لتهيئة الأجواء السلمية التي تتطلبها مسيرة التنمية.ودعا البلدان الافريقية الى عدم تركيز جهودها على عدد من البلدان المانحة في قارة معينة دون غيرها والعمل على خلق وعي عالمي لمساعدتها وادماج الشراكة الجديدة في هياكل الاتحاد الافريقي وعملياته وتقديم مزيد من الدعم للقطاع الخاص وكذا الى تكثيف أنشطة التوعية الموجهة الى المجتمع المدني.وبين أن الشراكة ليست عملية مؤقتة بل هي بحاجة الى جهد متواصل وتقييم مستمر مرحبا بالدور الريادي الذي تقوم به المنظمة الدولية لحشد الدعم الدولي لمبادرة النيباد الهادفة الى تحقيق نمو متكافئ على نطاق واسع يمكن أفريقيا من خفض حدة الفقر والاندماج بصورة أفضل في الاقتصاد العالمي.وأضاف الشمري أن البلدان الافريقية بذلت جهودا ملحوظة في تلبية مطالب المجتمع الدولي بأن تتولى هي نفسها القيام بالدور الرئيسي في تحقيق الاستقرار بغية تشجيع الدول المانحة والقطاع الخاص على تقديم الدعم الاقتصادي والفني المطلوب مؤكدا أن عاملي الاستقرار والأمن أساسيان لتحقيق التنمية المنشودة في أفريقيا.وأعرب عن أمله في أن تسهم القرارات الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة والتي أقرتها وأكدتها عدة مؤتمرات دولية واقليمية في ارساء قواعد شراكة بين البلدان المتقدمة والنامية وتحقيق استقرار ونمو في العلاقات الاقتصادية بينها وأن تضع أسسا متوازنة وعادلة للتجارة الدولية تلبي الاحتياجات الخاصة بافريقيا ويتحمل فيها كل طرف مسؤولياته. وتعليقا على وصف مساعدة السكرتير العام للامم المتحدة أشا روز ميغيريو في الأسبوع الماضي في الاجتماع رفيع المستوى المعني بالتقدم المحرز في أفريقيا نحو تحقيق الأهداف الانمائية للألفية بأن تقدم القارة الافريقية نحو تحقيق أهداف الألفية كان بطيئا وغير كاف رغم تحقيقها لبعض التقدم قال الشمري ان ذلك ينبغي أن يدفع المجتمع الدولي الى بذل المزيد من الجهد لتحقيق الأهداف المنشودة ومساعدة افريقيا على تخطي العقبات التي تعترضه على طريق التنمية.وأضاف أن البلدان الافريقية تحاول التخلص من عبء المديونية من جهة وتأمين الموارد المالية لأهدافها التنموية من جهة أخرى وأن بعض البلدان الافريقية المثقلة بالديون استفادت من عمليات الغاء ديون ثنائية تجاه عدد من الدول المانحة اضافة الى مبادرة صندوق النقد الدولي الخاصة بالدول الفقيرة المثقلة بالديون.ووصف الغاء الديون تلك بالأمر الايجابي مذكرا بأن دولة الكويت كانت سباقة في ذلك فقبل اعلان مبادرة الشراكة بفترة طويلة أعلنت الكويت عن تخفيف عبء الديون عن بلدان القارة الافريقية وذلك في البيان الذي ألقاه المغفور له أمير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح من على منبر الجمعية العامة في دورتها الثالثة والأربعين في عام 1988 والذي طالب فيه المجتمع الدولي والدول المانحة تحديدا بتخفيف الديون التي تثقل كاهل اقتصادات الدول النامية والغائها عن الدول ذات الاقتصادات المتعسرة.وعلى الصعيد المحلي قال الشمري ان دولة الكويت تواصل تقديم المساعدات التنموية الى البلدان النامية والى دول القارة الافريقية بشكل خاص عن طريق مؤسساتها الرسمية وغير الرسمية.وأوضح أن ذلك نهج ثابت في سياسة دولة الكويت الخارجية انطلاقا من قناعتها بأن النهوض باقتصادات تلك البلدان وتحقيقها لأهدافها الانمائية سيعود بالمنفعة على الجميع وسيوسع من آفاق الشراكة والتعاون ويزيد من متانة النظام التجاري والاقتصادي العالمي.وذكر أيضا بأن الصندوق الكويتي للتنمية يساهم في دعم عدد من المؤسسات والصناديق الانمائية العاملة في أفريقيا مثل الصندوق الافريقي للتنمية والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا والبرنامج الخاص لمساعدة الدول الافريقية جنوب الصحراء وغيرها من المؤسسات المالية المعنية بتنمية افريقيا.واوضح أن مجموع مساهمات الصندوق الكويتي لتلك المؤسسات قارب خمسمئة مليون دولار أمريكي وساهمت دولة الكويت أيضا في رأس مال صندوق السلع الأساسية وقدمت منحا لمساعدة الدول على الاكتتاب فيه وفي الحساب الخاص لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة (ايدز).