هل يمكن التخلي عن الأسبارتام؟
ظهرت دراسات جديدة أعادت إحياء الجدل حول مادة الأسبارتام، فبدأ الخبراء يحذرون من متابعة استهلاكها. ما حقيقة المخاطر المزعومة؟لطالما كانت مادة الأسبارتام مشبوهة في الماضي. ما هي المعلومات الجديدة؟
أجرى باحثون دنماركيون دراسة على 60 ألف امرأة حامل. أظهرت النتائج بكل وضوح أن استهلاك عبوة من المشروبات الغازية القليلة الدسم يومياً يؤدي إلى ارتفاع خطر الولادة المبكرة بنسبة 27%. إنها نسبة ضئيلة. لكن في المقابل، سُجّلت نتيجة أكثر خطورة: فقد ارتفع معدل الولادة المبكرة بنسبة 35% عند استهلاك عبوتين أو ثلاث عبوات من المشروب الغازي يومياً، بينما ارتفع المعدل نفسه بنسبة 78% عند شرب أربع عبوات أو أكثر. كذلك، أثارت هذه الدراسة تساؤلات كثيرة حول آثار العناصر الموجودة في هذه المادة على الجنين تحديداً.ما صحة المخاطر السرطانية؟رصدت دراسة إيطالية أُجريت على فئران ارتفاعاً في خطر الإصابة بسرطان الكبد والرئة بعد استهلاك مادة الأسبارتام عند الحيوانات التي خضعت للمراقبة منذ فترة حملها إلى أن نفقت. لا تزال منهجية الأبحاث قيد النقاش، لكن تعزز هذه الدراسات الشكوك بوجود مخاطر عدة لا يمكن تجاهلها بسهولة.مع ذلك، يجب التنبه إلى صدور بعض النتائج المتناقضة. من المعروف أن هذا المنتج يترافق مع آثار جانبية معينة. لذا لا بد من إعادة تقييم الأسبارتام ومواد التحلية الأخرى. تناقش الجهات المختصة الآن كيفية التعاطي مع هذا الملف.هل مادة التحلية هي بديل السكر في الحميات الغذائية؟ يجب توضيح الأمور في هذا الموضوع: أثبتت دراسات طبية عدة أن مادة الأسبارتام (ومواد التحلية الأخرى) لا ترتبط بمسألة التحكم بالوزن عند الراشدين كما عند الأطفال. بالتالي، لا يساهم استهلاك «السكريات المزيفة» في القهوة أو مشتقات الحليب وشرب المنتجات القليلة الدسم في اكتساب النحافة أو فقدان الوزن بسرعة أكبر. حتى اليوم، لا يزال الناس معتادين على تناول مادة الأسبارتام لدرجة أنها أصبحت جزءاً من عاداتهم وحياتهم اليومية (يستهلك 200 مليون شخص هذه المادة في العالم). حتى إنها تحولت إلى مادة لا غنى عنها في بعض المنتجات، إذ يحتوي 6 آلاف منتج وأكثر من 500 دواء اليوم على هذه المادة.لا فائدة من الأسبارتام على الإطلاق؟يجب دراسة المنافع والمخاطر بطريقة متوازنة. أثبت بعض الخبراء أن استهلاك مواد التحلية يترافق مع مخاطر عدة، غير أن المنافع شبه معدومة حتى الآن! لا تساهم الأسبارتام في تحقيق النحافة ولا تخفف الشهية أو الرغبة في تناول الحلويات والسكريات. ينطبق الأمر نفسه على مواد التحلية الأخرى التي يجب أن تخضع لإعادة التقييم بدورها.هل يجب استبدال الأسبارتام بمواد التحلية الطبيعية مثل سكر ستيفيا؟لم يثبت أحد فاعلية هذا السكر لأنه يشبه مواد التحلية الأخرى التي لا تفيد في فقدان الوزن. إذا كانت المادة «طبيعية»، لا يعني ذلك أنها لا تترافق مع مخاطر معينة. لم يسبق أن استُهلكت نبتة ستيفيا على شكل بودرة في الماضي لأن الهنود كانوا يحضّرون منها أنواعاً من النقيع. لكن يمكن إيجادها أحياناً على شكل خلطات مع مواد تحلية أو مختلف أنواع السكر. باختصار، لا بد من توافر عناصر إضافية، تحديداً في تركيبات الأدوية.ما الحل في الوقت الراهن؟يجب تعلّم كيفية التخلص من عادة استهلاك المواد الحلوة المذاق والحد من تناول السكر (زادت نسبة استهلاك السكر بعشرة أضعاف خلال قرن ونصف)، ويعود ذلك أساساً إلى استهلاك السكر «الخفي» والمشروبات الغازية. في ما يخص الأسبارتام ومواد التحلية الأخرى، يكفي التوقف عن استهلاكها بكل بساطة!