النزيف في بدايات الحمل...عابر أم إجهاض؟
يصيب النزيف المهبلي في بداية الحمل امرأة من أصل أربع نساء حول العالم. لذا، الاستشارة الطبية ضرورة لا بدّ منها.خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، تتعرّض المرأة غالباً للنزيف المهبلي الذي ينتج في 50% من الحالات من الإجهاض، لا سيما إذا كان قوياً ودام من ستة إلى سبعة أيام. إلا أن الإجهاض ليس السبب الوحيد.
لا داعي للذعركما في شتى حالات النزيف الأخرى، تجنّبي تناول الأسبيرين أو أي مضادات التهابات أخرى. من الضروري أن تستشيري طبيبك بأسرع وقت ممكن عندما يكون النزيف حاداً (مثلاً، في حال بدا لك واضحاً أن النزيف أقوى من نزيف الدورة الشهرية، أو في حال اضطررت إلى تغيير الفوطة الصحية مراراً كل ثلاث ساعات) أو عندما يترافق النزيف بعلامات الخمول (دوار، تسارع دقات القلب عند أقل حركة، إحساس بالتعب، ضيق في النفس). إذا شعرت بأنك متعبة، تجنّبي قيادة السيارة واطلبي من أحدهم مرافقتك. في شتى الأحوال، لا تنسي أن تصطحبي معك دفترك الصحي. ونتائج تحاليل الدم والبول، لا سيما بطاقة فئة دمك في حال كانت لديك واحدة، إضافة إلى دفتر الأمومة المخصّص لمتابعة مراحل الحمل (إن كان لديك واحد).فحص وتصوير سيجري لك الطبيب فحصاً نسائياً. في بعض الحالات، قد يفسِّر لك حالتك ويعطيك النصائح اللازمة. لكن غالباً، يطلب منك إجراء فحوصات دم والقيام بصورة الموجات ما فوق الصوتية. سيسمح فحص الدم بالتأكد من استمرار الحمل وبمعرفة إن كان معدل كريات الدم الحمراء لديك طبيعياً أو دون المتوسط نتيجة النزيف. في أولى مراحل الحمل، لن يفيد القيام بصورة الموجات ما فوق الصوتية لأن الجنين يكون حينها صغيراً وبالكاد ظاهراً. بعد انقضاء فترة على الحمل، ستسمح لك هذه الصورة بالتحقّق من حالة الجنين وصحته (وابتداءً من الشهر الثاني، ستتمكّنين من سماع دقات قلبه) والتأكّد من أنه في وضعية جيدة داخل الرحم، أي أن حملك طبيعي وليس خارج الرحم.الراحة مطلوبةيشكّل حصول نزيف مهبلي في بدايات الحمل خطراً قد يؤدي إلى الإجهاض. ولا فائدة من تناول الأدوية. في المقابل، الراحة مطلوبة ولا تقتصر على البقاء في السرير طوال النهار وإنما على تفادي الرحلات الطويلة بالسيارة، وتجنّب الأعمال المتعبة (كحمل أشياء ثقيلة أو العمل ويداك مرفوعتان)، والتوقّف عن العمل لبعض الوقت. إذا كنتِ في طور الإجهاض، لن يسعك القيام بأي شيء للحؤول دون حدوثه. ففي هذه المرحلة، يكون الجنين صغيراً وغالباً ما تجري عملية إسقاطه بطريقة خفية لا سيما في بدايات الحمل. في الواقع، غالباً ما يكون تأخّر «الدورة الشهرية» لبضعة أيام مؤشراً على بداية حمل تليه حالة إجهاض صغيرة لا تعي المرأة حصولها. وفي حال كان النزيف خفيفاً، لا داعي لذهابك إلى المستشفى ولكن احرصى على أن ترتاحي لبضعة أيام. في حالات أخرى، يُنصح بإجراء كحت للرحم وبالبقاء في المستشفى لفترة وجيزة. وإذا كنت قد أصبت بنزيف حاد، ننصحك بأخذ أقراص الحديد لفترة من الوقت (حتى يأخذ الجسم حاجته من الحديد).لا تبالغي في خوفكفي بداية الحمل، غالباً ما تقع حالات النزيف المهبلي والإجهاض، فهما آليتان تساعدانك في التخلّص من الجنين غير الطبيعي الذي ما كان ليعيش على الأرجح وإن عاش ما كان ليكون طبيعياً. ولا يعني الإجهاض بتاتاً أنك لن تستطيعي إنجاب الأطفال. فصحيح أنه تجربة مؤلمة، إلا أنه عليك تخطّيها بسرعة والمضي قدماً في حياتك من دون إيلائها أهمية مبالغاً فيها.