أيمن بهجت قمر: إكس لارج تجربتي الشخصيَّة

نشر في 25-11-2011 | 00:02
آخر تحديث 25-11-2011 | 00:02
No Image Caption
من نجاح إلى نجاح يسير الشاعر والمؤلف أيمن بهجت قمر، فهو أحد أهم شعراء جيله وأكثرهم إنتاجاً، ويسير بالسرعة نفسها في مجال التأليف السينمائي، إذ حقق فيلمه «إكس لارج» إيرادات غير مسبوقة في تاريخ السينما المصرية في الفترة الأخيرة.

 عن ظروف كتابة الفيلم وتعاونه المتكرر مع حلمي ووالده الكاتب الراحل بهجت قمر، كان اللقاء التالي معه.

متى بدأت في كتابة فيلم «إكس لارج»؟

منذ ثلاث سنوات، بدأت العمل في الفيلم، تحديداً بعد الانتهاء من «آسف على الإزعاج». توقفت فترة لكتابة فيلم «ابن القنصل» والذي حظي آنذاك بإقبال جماهيري، ثم عدت إلى كتابة «إكس لارج».

لماذا استغرقت مدة طويلة في كتابة الفيلم؟

في بداية مسيرتي كنت «أفصِّل» الأفلام، لكن تحديداً بعد تجربة فيلم «عندليب الدقي» قررت عدم كتابة سيناريو لبطل بعينه، وأن أكتب بحرية دون التقيد بوقت أو شروط.

هل تعتبر أن «عندليب الدقي» تجربة سيئة؟

إطلاقاً. استفدت من هذه التجربة بمميزاتها وعيوبها كافة، وأحترم جداً محمد هنيدي ووائل إحسان. كذلك لا أعتقد أن «تفصيل» السيناريو لنجم بعينه أمر خاطئ، ولا أخفي عليك فقد شاهدت والدي «وهو بيفصل سيناريوهات» لشويكار وفؤاد المهندس. لكن المشكلة أنني بدأت من حيث انتهى والدي بهجت قمر الذي كان يكتب السيناريوهات لنجوم بعينهم بعد خبرة 30 سنة في التأليف. تصورت أن هذه الطريقة هي الأنسب والأصح في الكتابة، لكني اكتشفت أنني أرتكب خطأ كبيراً، لذا اتخذت  قراري بعدم تفصيل السيناريو لأي نجم.

ألا تعتبر أن «إكس لارج» جاء كفيلم «مفصَّل» لأحمد حلمي؟

كلا. الفيلم أقرب إلى تجربة شخصية، وهو أقرب أعمالي إلى حياتي الشخصية. والدي كان «يعشق» الطعام، وهذه الشراهة تسببت في إصابته بأمراض عدة، فتُوفي وهو في 51 من عمره. شخصية والدي قريبة إلى حد كبير من شخصية الخال في الفيلم «عزمي»، وطفولتي هي طفولة «دينا» التي فقدت والدها في سن صغيرة. كذلك تسببت العادات الغذائية السيئة في زيادة وزني حتى وصل إلى 107 كيلوغرامات وعمري 13 عاماً، وأنا مثل دينا استطعت التحكم في نفسي إلى حد كبير. لذلك أهديت هذا الفيلم لوالدي وكنت أتمنى أن أكتب الإهداء على «التترات»، لكنني لم أفعل ذلك ولم أطلبه. حتى إنني لم أذكر اسم والدي في حوار الفيلم عندما كان خال البطل يتحدث عن الأدباء والكتاب الكبار المصابين بالسمنة والوزن الزائد.

اتهم كثر الفيلم بأنه يسخر من المصابين بالسمنة، ويستخدمهم كوسيلة سهلة لابتكار مشاهد مضحكة من دون مراعاة لشعورهم؟

اتفقنا كفريق عمل منذ البداية على عدم استغلال السمنة، وعدم الإساءة أو السخرية من أحد، و{الإفيهات» التي كان يطلقها بطل الفيلم «مجدي» كانت محاولة للوصول إلى شكل من الألفة والود بينه وبين الجمهور، وليس السخرية منه أو على من هم في مثل حالته، ووالدي منهم. كيف إذاً سأسخر ممن في مثل حالته؟! الفيلم ليس أكثر من رسالة لتقوية الإرادة في مقاومة المغريات، وإتباع عادات صحية.

اتهمك البعض باقتباس فكرة الفيلم من أفلام أجنبية عُرضت في سنوات ماضية ومنها فيلم كوري بعنوان 200 Pounds Beauty؟

لم أشاهد أياً من هذه الأعمال، والفيلم بالنسبة إلي أقرب إلى تجربة شخصية. ما يهمني أنني استطعت تقديم عمل جيد أثَّر في الجمهور الذي شاهده، وسُعدت بظهوره على الشاشة وبتفاعل الجمهور معه، وبالعمل مع حلمي للمرة الثانية ومع شريف عرفة. المهم أن الناس تأثروا بالشخصية وضحكوا معها وبكوا، وهذا يكفيني.

تأخر عرض الفيلم حتى اليوم الثاني من أيام عيد الأضحى، ألم تشعر بالقلق من المنافسة مع بقية أفلام الموسم؟

بذل فريق العمل كله مجهوداً كبيراً في الفيلم، لذلك كنت على يقين بأن مجهودنا لن يضيع. كانت المشكلة في تأخر وصول نسخ الفيلم التي طبعناها خارج مصر، لكن الحمد لله وعلى رغم التأخير حقق الفيلم إيرادات ضخمة جداً واستطاع المنافسة وتصدر شباك التذاكر في وقت قليل.

حققت نجاحات وقفزات مهمة في الكتابة السينمائية وما زلت تحافظ على مكانتك كشاعر غنائي أيضاً، كيف تستطيع التوفيق والجمع بين المجالين بنجاح؟

التوفيق من عند الله. أكتب ما أشعر به فحسب. أحياناً، يكمن الذكاء في اختيار المغني، وأحياناً كثيرة يخونني هذا الذكاء. مثلاً، لم أعتقد أن أغنية «الناس الرايقة» ستحقق نجاحاً كبيراً لأنني لم أدرك أن «الدويتو} بين رامي عياش وأحمد عدوية سيكون لافتاً. لكن الحمد لله خابت توقعاتي ونجحت الأغنية. أما أغنية «6 الصبح» فشعرت أنها مكتوبة لتناسب حسين الجسمي. عموماً، أحمد الله على ما حققته من نجاح وأتمنى أن أقدم الأفضل دائماً.

قدمت فيلمين مع حلمي وحققا نجاحاً جماهيرياً، لماذا لم تظهر بقوة عندما كتبت أفلاماً أخرى؟

تجربة «عندليت الدقي» تحدثت عنها، بعدها كتبت «آسف على الإزعاج» والذي حقق نجاحاً كبيراً، ثم تفرغت بعدها لكتابة فيلم «إكس لارج» الذي حقق النجاح أيضاً، وبينهما فيلم «ابن القنصل» الذي عُرض العام الماضي وحظي بإقبال كبير وكتب عنه النقاد بشكل جيد. ما يعني أن النجاح لا يرتبط بحلمي فحسب، بل يعتمد بشكل كبير على نوعية العمل، ومن يقف وراءه، ففريق العمل وعلى رأسه المخرج من أهم عوامل النجاح.

back to top