سوريا: قرار الجامعة العربية.. "خبيث"

نشر في 14-11-2011 | 17:00
آخر تحديث 14-11-2011 | 17:00
No Image Caption
اعتبرت سوريا ان قرار تعليق مشاركتها في الجامعة العربية "خبيث" مستبعدة اي تدخل خارجي بفضل موقف روسيا والصين التي حثتها الاثنين على تطبيق الخطة العربية للخروج من الازمة فيما تزايدت الضغوط والتهديدات بتشديد العقوبات عليها.وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي في دمشق الاثنين ان القرار الذي اتخذته الجامعة العربية السبت "مشين وخبيث لذلك يمكن ان نتوقع منه اشياء اخرى تبنى عليه".

واضاف ان هذا القرار "ما كان ينبغي ان يصدر احتراما للحقائق على الارض وما تمثله سوريا من مكان ثقل في العمل العربي المشترك وفي الامن القومي العربي".

وتابع الوزير السوري ان خطة اصدار القرار "مبيتة ومقررة والقرار الصادر غير قانوني" لانه "يحتاج الى اجماع من كل الدول العربية والدولة المعنية وهذا لم يحدث".

واكد ان القرار "وما تضمنه من بنود اخرى يشكل خطوة بالغة الخطورة على حاضر ومستقبل العمل العربي المشترك وعلى مقاصد مؤسسة جامعة الدول العربية ودورها".

وكانت الجامعة العربية قررت السبت تعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها. ولكنها قالت بعد يوم انها ستعقد اجتماعا جديدا هذا الاسبوع وسط مؤشرات على انقسامات بين الدول العربية الاعضاء ال22 على تعليق عضوية دمشق.

وكان تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية المطلب الاساسي للمعارضة السورية التي زارت وفود من مختلف اطيافها القاهرة في الايام القليلة الماضية واجتمعت مع الامين العام للجامعة نبيل العربي.

واقر المعلم بوجود "ازمة في سوريا" التي "تهب عليها عواصف تآمر من جهات عدة"، معتبرا ان "سوريا الدولة بكل مكوناتها تدفع ثمن صلابة مواقفها وصدق عروبتها".

الا انه اكد ان "سوريا لن تلين وستخرج من ازمتها قوية بفضل الاصلاحات الشاملة التي ستطال كافة مناحي الحياة" مشيرا الى ان "الوضع ليس في تصاعد بل نتجه نحو نهاية الازمة".

وشدد على ان السلطات السورية "تتعامل مع ملفات الاصلاح والحوار وحقن دماء المواطنين بانفتاح تام وتدرك حجم المؤامرة من جهة وتدرك اهمية وحدة شعبها بكل مكوناته في مواجهتها".

وبعدما قال "نحن مقصرون في موضوع الحوار وارجو ان نتدارك ذلك"، اكد المعلم ان "سوريا ستبقى رغم ما يرميها به بعض الاشقاء قلب العروبة وحصنها الحصين وان التامر على سوريا مصيره الفشل".

واستبعد المعلم تدويل الازمة السورية بفضل موقف روسيا والصين.

وقال ردا على سؤال في هذا الشأن ان "الموقف الروسي والصيني والذي حظي بشكر وامتنان شعبنا لن يتغير طالما نحن على تنسيق وتشاور".

واكد المعلم انه "لا حدود لتعزيز علاقاتنا مع روسيا لتكون انموذجا للعلاقات الاستراتيجية وفي مختلف المجالات".

ورأى وزير الخارجية السوري ان "السيناريو الليبي لن يتكرر في سوريا (...) اذ لا يوجد اي مبرر لكي يتكرر هذا السيناريو وما يجري في سوريا مختلف عما كان يجري في ليبيا".

وتطالب البلدان الغربية بتنحي الرئيس الاسد بسبب القمع في سوريا الذي اسفر كما تقول الامم المتحدة عن اكثر من 3500 قتيل منذ مارس. وتعارض روسيا حليفة سوريا منذ فترة طويلة استصدار اي قرار في مجلس الامن يدين النظام السوري.

ويحاول الغرب تضييق الخناق على النظام السوري.

فقد صرح مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس في بروكسل ان الاتحاد الاوروبي قرر توسيع عقوباته على النظام السوري لتشمل 18 شخصا اضافيين لا سيما من العسكريين وان يجمد قروضا اوروبية الى البلاد بسبب استمرار اعمال القمع.

وكان الاتحاد الاوروبي فرض اجراءات مماثلة ضد 56 شخصا في سوريا اعتبرهم مسؤولين عن قمع التظاهرات المناهضة للنظام. كما جمد اصول 19 منظمة او شركة يشتبه في دعمها السلطة في دمشق.

كما دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين في بروكسل الى تشديد العقوبات ضد نظام الرئيس السوري. وقال "من المهم جدا ان نفكر في اجراءات اضافية بهدف تشديد الضغط على نظام الاسد".

من جهتها، حثت فرنسا على لسان وزير خارجيتها الان جوبيه الاثنين الامم المتحدة الى ايجاد وسيلة توفر "مزيدا من الحماية" للمدنيين في سوريا امام "التعنت الدموي لنظام دمشق" ضد المحتجين.

واعربت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون عن "قلق" الاتحاد الاوروبي على المدنيين في سوريا وتحدثت عن ضرورة البحث مع الجامعة العربية "ما يمكن القيام به لحماية المدنيين".

لكنها اشارت الى تمايز واضح بين الوضع في سوريا وذلك الذي كان سائدا في ليبيا عندما تقرر السماح بتدخل عسكري لحماية المدنيين هناك عبر قرار من مجلس الامن الدولي.

اما الصين، حليفة النظام السوري، فقد حثت من جهتها سوريا على تطبيق الخطة العربية للخروج من الازمة وامتنعت في الوقت نفسه عن دعم عقوبات جديدة محتملة ضد دمشق.

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية لي وايمين "مرة جديدة تدعو الصين الحكومة السورية وكل الاطراف المعنية الى وقف العنف واطلاق عملية سياسية شاملة ومتزنة، ومضاعفة الجهود لتطبيق مبادرة الجامعة العربية".

ووقع النظام السوري على المبادرة التي تم التوصل اليها لانهاء حملة القمع الدموية التي يشنها النظام على الاحتجاجات تحت ضغط من الدول العربية الاخرى لتجنب تدويل الازمة.

وندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين بقرار الجامعة العربية تعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها معتبرا ان هذا الاجراء "غير صائب" كما افادت وكالات الانباء الروسية.

من جهته، برر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري موقف بلاده التي تحفظت على قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، بان الوضع في هذا البلد المجاور يؤثر بصورة مباشرة على العراق.

اما الجارة التركية فصرحت على لسان وزير الخارجية احمد داو اوغلو الاثنين ان "الذين ليسوا في سلام مع شعوبهم في الشرق الاوسط ولا يلبون طموحاتهم سيرحلون" في اشارة الى سوريا المجاورة التي تتخذ تركيا حيالها نهجا اكثر تشددا.

وافاد مصدر دبلوماسي تركي لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته الاثنين ان ممثلين عن المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة طلبوا من وزير الخارجية التركي السماح بفتح مكتب تمثيلي للمجلس في تركيا.

واكد المصدر ان "مناقشات واعمال ستتم لهذا الغرض" دون تحديد موعد.

 

back to top